دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الثلاثاء إلى سرعة إزالة العقبات التي تحول دون إيصال الإمدادات الطبية الحيوية اللازمة لعلاج المصابين نتيجة لأسبوع من الاشتباكات العنيفة والغارات الجوية.
وكان من المتوخى أن تصل إلى صنعاء شحنة من الإمدادات الطبية وفرتها اللجنة الدولية لعلاج ما بين 700 و1000 مصاب يوم الثلاثاء قادمة جوًا لتوزيعها على المستشفيات في جميع أنحاء البلاد التي تعاني من عجز في الإمكانيات الطبية اللازمة لعلاج جرحى الحرب.
إلا أن المفاوضات بشأن توفير الوصول الآمن للطائرة قد باءت بالفشل حتى الآن.
وذكر السيد "سدريك شفايتزر" الذي يرأس فريق عمل اللجنة الدولية في اليمن المكون من 300 موظف: "ثمة خسائر بشرية في جميع أرجاء البلاد. فالغارات الجوية على الشمال والغرب والجنوب بالإضافة إلى الاشتباكات بين المجموعات المسلحة في الوسط والجنوب تضع أعباءً هائلة على الخدمات الطبية وتزيد من تدهورها".
وأضاف قائلا: " من الضروري السماح لنا بإيصال الإمدادات العاجلة، من أدوية ومستلزمات جراحية حتى يحصل الجرحى على العلاج اللازم لهم".
ومن المقرر أن يصل قريبًا فريق جراحي تابع للجنة الدولية إلى جنوب مدينة عدن حيث وصلت حصيلة الضحايا الذين سقطوا إلى أعلى معدلاتها.
وطالبت اللجنة الدولية بالسماح للعاملين في المجال الإنساني بالعمل بشكل آمن، بعد مقتل أحد متطوعي الهلال الأحمر اليمني، ويدعى عمر على حسن يوم الاثنين الماضي في محافظة الضالع الواقعة جنوبًا وذلك أثناء قيامه بإجلاء الجرحى.
وقد أعربت اللجنة الدولية أيضًا عن قلقها إزاء ارتفاع عدد الإصابات في صفوف المدنيين وأكدت من جديد على ضرورة احترام الأطراف المنخرطة في النزاع المسلح للقانون الدولي الإنساني الذي يكفل حماية الأشخاص غير المشاركين في القتال وبذل كافة الجهود الممكنة للحفاظ على أرواح المدنيين وعدم الإضرار بالممتلكات المدنية.
وتجدر الإشارة إلى أن القانون الدولي الإنساني يحظر شن الهجمات التي قد ينتج عنها خسائر عرضية في صفوف المدنيين أو تتسبب في تدمير للأعيان المدنية يتجاوز الميزة العسكرية المتوقعة الملموسة والمباشرة.
وتأتي الليالي الست التي شهدت غارات جوية ومعارك برية كثيفة في صدارة سنوات النزاع والجفاف وانعدام الأمن التي أحالت حياة السكان إلى كفاح مرير من أجل الحصول على الإمدادات الصحية الأساسية والمواد الغذائية والمياه.
وللجنة الدولية مكاتب في كل من صنعاء وصعدة وعدن وتعز تواصل من خلالها الاضطلاع بأنشطتها الإنسانية.
ضمان توفير استجابة طبية عاجلة
وقد عززت اللجنة الدولية الدعم المقدم للمستشفيات في المحافظات الواقعة في جنوب البلاد في ظل المصاعب الشديدة التي تواجهها المرافق الصحية التابعة لوزارة الصحة أمام تدفق الجرحى نتيجة للاشتباكات ومعارك الشوارع.
وساعدت اللجنة الدولية مستشفى 22 مايو في عدن على إعادة فتح أبوابه وقدمت مجموعة تحتوي على إمدادات طبية تكفي لعلاج ما بين 50 و70 جريح حرب. ونصبت خيام لفرز الحالات القادمة إلى المستشفى الجمهوري، الذي يعد أحد مراكز العلاج الرئيسية في عدن، ما سيسرع عملية تقييم الحالات وإحالتها. وتلقت المراكز الطبية في المحافظات الجنوبية المجاورة في تعز ولحج والضالع دعمًا من اللجنة الدولية. وثمة جهود تبذل لضمان استمرار إمدادات المياه النظيفة إلى المستشفيات في المنطقة.
ولا يزال الوضع متوترًا للغاية في صعدة في ظل استمرار الغارات الجوية المكثفة على المحافظة الشمالية. ووفرت اللجنة الدولية الدواء لمستشفى منبه والمستشفى الجمهوري في المدينة لمواجهة التدفق المستمر لجرحى الحرب. وساعدت اللجنة الدولية أيضًا في إصلاح المولد الكهربائي في المستشفى الجمهوري.
وفي العاصمة صنعاء، استمرت الغارات الجوية في أنحاء المدينة، ما زاد أعباء الخدمات الطبية هناك. واستجابة منها للاحتياجات الناجمة عن القصف الذي تعرض له مسجدا الحشوش وبدر، وفرت اللجنة الدولية مجموعتين من لوازم علاج جرحى الحرب وإمدادات طبية أخرى للمستشفيات الثلاثة التي تستقبل الغالبية العظمى من المصابين.
اليمن: اللجنة الدولية للصليب الأحمر تدعو إلى السماح بإيصال إمداداتها الطبية دون عوائق مع استمرار تفاقم النزاع
اخبار الساعة - صنعاء