ترى مجلة «إيكونوميست» أن الحرب الحاسمة التي شنها الملك سلمان على الحوثيين في اليمن حازمة، لكنه سيجد صعوبة في وقفها.
وتقول المجلة: إن الملك سلمان شد أوتار انقلاب دبلوماسي الشهر الماضي، عندما جمع تحالفاً من عشر دول سنية لقصف المتمردين الشيعة في اليمن، والمعروفين بالحوثيين.
وحتى قطر والإمارات العربية المتحدة نسيتا خلافاتهما السياسية لمواجهة ما ينظر إليها على أنها جماعة وكيلة عن إيران. وأرسلت مصر طائرات وبوارج حربية، ووعدت دول مثل المغرب وباكستان بتقديم المساعدة.
وتضيف المجلة أن «السعودية عادة ما تكون خجولة في الحديث بصوت عال عن مشاركتها في عمليات عسكرية، إلا أن حزمها المثير للانتباه ما هو إلا إشارة عن تأثير نجل الملك الجديد، وزير الدفاع الأمير محمد البالغ من العمر 34 عاماً، ومما لا شك فيه أن الدول السنية قد رسمت خطاً أمام أي تقدم إيراني، التي تمارس نفوذاً في سوريا والعراق ولبنان، ولكن السعودية، التي تتعامل مع شبه الجزيرة العربية على أنها حديقة خلفية لها، تشعر بالحساسية تجاه المشاكل في اليمن».
ويشير التقرير إلى أن رشاقة وخفة حركة فريق الملك سلمان أمر واضح، ولكن «الامتحان الحقيقي له هو نتيجة العملية العسكرية، وإن كانت ستحقق الاستقرار في هذا الجار الجنوبي المضطرب والفقير.
فمن ناحية أعطت ثروة النفط وخدمتها للحرمين الشريقين في مكة والمدينة السعودية مكاناً مركزياً في العالم الإسلامي، لكن المملكة لديها تاريخ في الفشل، فمحاولاتها الإطاحة بالرئيس بشار الأسد من خلال دعم مجموعات المعارضة المسلحة قد تعرقلت، من خلال دعم إيران وحليفها اللبناني حزب الله له».
وتوضح المجلة أن «السعودية اعتمدت ولمدة طويلة على الولايات المتحدة لتوفير الأمن لها، ولدى جيش السعودية الكثير من ملامح الضعف».
وينقل التقرير عن إميل هوكاييم من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوله: «لدى الجيش قدرات ممتازة، لكنه لا يعكس الميزانية الدفاعية الضخمة للبلاد».
ويضيف هوكاييم أنه «خلال العملية العسكرية في اليمن عام 2009 حصل الجيش السعودي على تعادل في الحرب مع الحوثيين، الذين كانوا منحصرين في منطقتهم شمال البلاد.
وبحسب برقية سرية أمريكية، فقد وصفت الغارات الجوية السعودية بعدم (الدقة)، وفي 30 آذار/ مارس ضربت غارات جوية معسكراً للنازحين من شمال اليمن، وقتل فيها 29 شخصاً على الأقل، وبعد ذلك بيوم ضربت قنبلة مصنعاً قرب الحديدة، وقتل جراء ذلك 23 شخصاً، ولم يعترف السعوديون بارتكابهم أخطاء».
وتبين المجلة أن «السعوديين وحلفاءهم قاموا بضرب المطارات العسكرية ومخازن الأسلحة وراجمات الصواريخ، التي لا تزال بيد ما تبقى من الجيش اليمني الموالي لعلي عبدالله صالح، الذي تحالف مع الحوثيين، وتقوم السفن الحربية بمراقبة الموانئ اليمنية لمنع وصول شحنات السلاح للحوثيين، لكن الحوثيين يتقدمون على ما يبدو».
وينقل التقرير عن كريستيان غوتير أورليشسن من جامعة رايس في تكساس، قوله إن «القصف من الجو لن يفعل الكثير لإحداث ضرر.
ويظل التدخل البري مسألة أخرى، فقد عرف عن الحوثيين بأنهم مقاتلون أشداء، وأي عملية عسكرية يجب ان تأخذ بعين الاعتبار المكاسب التي حققها تنظيم القاعدة في مناطق واسعة.
ثم من سيقدم العون للسعودية؟، مصر تملك جيشاً قوياً، ولكنها لا تزال تتذكر (فيتنامها) في اليمن، عندما قاتل جيشها فيها في الستينيات من القرن الماضي، أما باكستان فهي مترددة بالتورط في حرب، خاصة أنها تقاتل حركة طالبان، وتخشى من مفاقمة الحرب للمشاكل الداخلية في البلاد».
وتجد المجلة أنه «لن يتم وقف الحرب في اليمن إلا من خلال اتفاق سياسي، ولكن الملك سلمان يبدو أنه مصر على إعادة تنصيب عبد ربه منصور هادي، الذي يحظى بدعم دولي ويريد استبعاد الحوثيين من الحل السياسي، وطلب من الأئمة في السعودية شجبهم كونهم أعداء الإسلام».
ويلفت التقرير إلى أن المشكلة هي أن الزيدية في اليمن تشكل نسبة 40%، وعليه فمن الصعب استبعاد الحوثيين، كما أن هادي أصبح شخصية فاقدة للمصداقية بالنسبة للكثير من اليمنيين، وقد هرب من البلاد.
وتختم «إيكونوميست» تقريرها بالإشارة إلى أنه كما اكتشفت أمريكا في السنوات الأخيرة، فإن بدء حرب أسهل من إنهائها، ولن يشعر أعداء السعودية بالأسف لرؤيتهم إياها وقد تورطت في الحرب.
وتظهر التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي كيف يصف الإيرانيون اليمن بأنه «أفغانستان السعوديين».
إيكونوميست: برقية سرية أمريكية تصف غارات الحزم بعدم الدقة.. ونذكر السعودية أن بدء الحرب أسهل من إنهائها
اخبار الساعة - متابعة