قال السفير العراقي -عميد كلية العلوم السياسية جامعة بغداد هاني الياس بان الأحداث في اليمن تؤشر نحو تداعيات خطيرة، ومنها حدوث انقسام سياسي في العالم العربي والإسلامي إلى معسكرين .
مضيفا بان الانقسام سيكون على أسس مذهبية ,موضحا الى ان ذلك قد يترتب عليه إمكانية الانقسامات العرقية كتوظيفًا للاختلافات الإثنية المؤثرة على أرض الواقع.
منوها بان ذلك قد ينبئ بانقسامات مجتمعية يمكن أن تشعل صراعات داخلية، وتدخل الأطراف الأخرى إضافة إلى أطراف الصراع الأساسية، مثل دعم حزب الله في لبنان ودعمه للحوثيين على غرار دعمه للنظام السوري والميلشيات في العراق ليعزز الدعم الإيراني لهم، وربما ميلشيات وأطراف أخرى تتبع إيران في العراق والشام والبحرين والسعودية.
وأضاف بأنه من جانب آخر، تشير أحدث التطورات إلى وقوع انقسامات داخل إيران مضادة لولاية الفقيه بسبب الاضطهاد الطائفي والقومي الذي تمارسه الأغلبية الفارسية وخاصة في عربستان وبلوجستان وربما كوردستان إيران التي تشهد انتفاضة جماهيرية بدأت تأخذ بعدًا مسلحًا ربما تتطور وتتوسع مساحاتها مع الوقت.
-تركيا والشرق الأوسط
وأشار الياس إلى أن تداعيات الحرب في اليمن والدعم الإيراني هناك، قد تدفع الأتراك إلى التدخل لصالح محافظات عربية سورية وعراقية وخاصة الموصل بالضد من التدخل الإيراني عبر الميلشيات الطائفية الموالية لإيران في اليمن والعراق.
واستطرد الياس بان إعلان باكستان القوة النووية المجاورة لإيران استعدادها للتدخل بقوة في حال تعرض المملكة السعودية لمخاطر جدية، ويأتي ذلك ضمن أطر الاتفاقيات الأمنية الموقعة بين السعودية وباكستان منذ عقود مضت.
مشيرا بالقول المعروف أن باكستان وتركيا تنسقان موقفهما دائمًا في الأمور والقضايا الإقليمية المشتركة، ويعود ذلك منذ توقيع اتفاقيات سعد أباد وحلف بغداد المركزي (السنتو).
موضحا بأن ما تقدم هو أحد النتائج المنبثقة عن احتمالات صعوبات الحسم العسكري في اليمن .
مؤكدا بان الطيران الحربي لا يمكن أن يحسم نتائج المعركة دون تدخل بري واسع.
-الفرقاء والفخ .
وكشف السفير العراقي بان جميع الفرقاء قد وقعوا في فخ نتائجه غير الحميدة وأولهم إيران، فضلًا عن أن السعودية تدفع الجميع لاحقًا نحو البحث عن حل توافقي بموجبه يمكن أن تقدم إيران تنازلات ضرورية في محادثات خمسة زائد واحد الخاصة ببرنامجها النووي،
وقال بان توافق السعودية وبلدان الخليج الأخرى على حل سياسي محتمل لمشكلة الحوثيين يمكن أن يحقق لإيران نفوذًا سياسيًّا محددًا داخل اليمن عبر جماعة الحوثيين، التي لجأت إلى استخدام القوة لتحقيق تغيير سياسي في اليمن خارج نطاق الشرعية، يحقق لإيران مقصدها المعلن عبر كبار القيادات الرسمية وغير الرسمية المتمثلة باستكمال الهيمنة على اليمن.
إلى جانب تمددها في العراق وسوريا وإعلانها صراحة أنها عبر ذلك تعيد فرصة ظهورها كإمبراطورية كبرى، ووضع خارطة جديدة بموجبها تصبح البحار والخلجان الاستراتيجية تحت هيمنة إيران، مثل باب المندب والموانئ المطلة على البحر الأحمر ليتم السيطرة على الملاحة عبر قناة السويس وخليج العقبة.
منوها إلى أن ذلك الأمر قد يفسر الموقف المساند للسعودية من قبل مصر والأردن، وهو ذات الأمر الذي يفسر أيضًا الموقف الأمريكي والغربي من حرب التحالف العربي في اليمن. وذلك ينسحب على الأطراف الأخرى الشريكة في الصراع الإقليمي.
وأشار بأنه في حال ما تم ذلك قد وهنا يتطلب من تركيا موقف في مواجهة النفوذ الإيراني، بالإضافة إلى دور ونفوذ سياسي داخل مناطق أخرى وخاصة العراق وسوريا، كخطوة نحو إعادة تقسيم الوطن العربي إلى مناطق نفوذ للقوى الإقليمية تشارك فيه إسرائيل كأساس لإيجاد حل للقضية الفلسطينية.
-الشرق الأوسط ساحة حرب بالنيابة
ولفت الياس إلى أن ذلك قد يؤدي إلى تورط قوى أخرى مثل روسيا ولو بشكل غير مباشر لتتحول منطقة الشرق الأوسط إلى ساحة حرب معلنة بالنيابة عن صراع وتنافس القوى الدولية والإقليمية، ستكون بمثابة حرب عالمية ثالثة تعيد توزيع البلدان جيوسياسيًّا، ولكن دون الحاجة لإعلان الحرب