عرض خبير أمريكي لـ3 سيناريوهات لضربات "عاصفة الحزم" التي يشنها تحالف عربي بقيادة السعودية ضد جماعة الحوثي في اليمن بينها "إضعاف الحوثيين عن طريق إشراك قوة داخلية، على غرار تسليح القبائل".
فيما رأى خبير آخر أنه حتى وأن تمكنت الغارات الجوية من إخراج الحوثيين من المدن التي يسيطرون عليها الآن، فالسؤال هو من سيملأ الفراغ الذي يخلفونه؟
وتوقع محمد إبراهيم المصبح، الخبير ومراقب لشؤون اليمن، أنه "ستكون هنالك في النهاية، حاجة لقوات برية" إلا أنه لا يمكن الاعتماد في هذا الشأن على الجيش اليمني بسبب انقسامه بين أطراف الصراع.
واستبعد أن تنضم "القوات الداعمة لأحمد نجل الرئيس السابق علي عبد الله صالح، في وقت ما إلى القوات الخارجية (عاصفة الحزم) ضد الحوثيين".
وتوقع المصبح أن تقود "عاصفة الحزم" إلى واحد من بين 3 سيناريوهات، "أولاً: أن يستمر الصراع لعدة سنوات بالنظر للكم الهائل من الأسلحة التي حصل عليها الحوثيون بعد سيطرتهم على العاصمة (صنعاء)، وأغلب البلاد لكنه سينتهي بانتصار التحالف لكونه يمتلك الكثير من الأسلحة المتطورة بيد أن ذلك سيستغرق سنين طويلة قبل أن يتحقق"
والثاني سيكون "بإضعاف الحوثيين عن طريق إشراك قوة داخلية، على غرار تسليح قبائل مأرب (شرقي صنعاء) في اليمن، وهو ما قد يؤدي إلى الاقتتال الداخلي، والحرب الأهلية، ويسقط البلاد في الفوضى والصراعات".
أما السيناريو الثالث بحسب "المصبح"، فهو أن "تدفع الغارات الجوية، الحوثيين إلى الحوار والتفاوض بدعم من الأمم المتحدة، والقوى الإقليمية والمجتمع الدولي، ليستمر الحوار حيث توقف".
من جانبه، رأى حارث حسن القرعاوي، زميل في معهد راديكليف بجامعة هارفارد، وخبير في شؤون الشرق الأوسط، أنه من الصعب التنبؤ بنتائج أو فاعلية ضربات الحلف ضد الحوثيين.
وقال "القرعاوي": إن "هذا الحلف جديد على المنطقة، وما زالت قوته غير واضحة، وعمره في تنفيذ الغارات أيام قليلة، ولذا فإن نتائج عمليات هذا الحلف لم تتبلور بعد".
واعتبر أن هذه الأزمة (في اليمن) لا يمكن حلها "باستخدام الغارات الجوية العسكرية، لأنه حتى لو استطاعوا إخراج الحوثيين من المدن والمناطق التي يسيطرون عليها الآن، فالسؤال الأكبر هو من سيملأ الفراغ الذي يخلفونه؟ خاصة وأن الجيش اليمني مقسم بين أولئك الذين يدعمون الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وأولئك الذين يدعمون الرئيس الحالي (عبد ربه منصور) هادي".
وتوقع "القرعاوي" أن السعوديين الذين تكفلوا بمحاربة الحوثيين "سيقع على عاتقهم، على المدى الطويل، توسيع مشاركتهم في اليمن، وسيكون عليهم دعم العملية السياسية، ليضمنوا أن اليمن سيبدأ عملية بناء جديدة لبلادهم، وهو ما سيكون أكثر تكلفة وأكثر صعوبة".
وأشار إلى أنه "يصعب معرفة ماهي أهداف السعوديين الآن، هل هي منع الحوثيين من السيطرة على عدن؟ هل سيتوقفون بعد تحقيقهم هذا الهدف، أم إنهم سيحاولون إعادة تشكيل الوضع في اليمن بعد ذلك".
واستبعد الخبير الأمريكي أن يكتفي السعوديون "فقط بمنع الحوثيين من السيطرة على عدن، دون أن يكون لهم دور ما، دون أن يكون لهم قوة موالية لهم في اليمن تستطيع أن تحافظ على مكاسبهم على الأرض وتحارب الحوثيين".
ولفت إلى أن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن "السعودية تقود لأول مرة، بشكل مباشر، حلفاً عسكرياً إقليمياً للتدخل في دولة أخرى، ولقد فعلوا شيئاً مشابها في البحرين، ولكنه كان تحركاً لدول مجلس التعاون الخليجي ومحدودا".
وافترض أنه من المثير جداً أن نرى إذا ما كان هذا الحلف سيبقى متماسكاً، معربا عن اعتقاده بأنه كلما طالت مهمة هذا الحلف، كلما صعبت مهمة الحفاظ عليه".