إن أخوف ما أخافه وأخشى ما أخشاه أن يكون السيسي عميلا للسعودية مثلما كان مرسي عميلا لتركيا ،وأن الطرفين يخدمان أمريكا وإسرائيل..
وإن كان ذلك الأمر حقيقة ،فأسفاه على خير شعوب الأرض وخير أجنادها كي أصبحوا دمية في أيدي الصهيونية العالمية ،وصاروا معاول هدم للدين الإسلامي وللعروبة والعرب، دون أن يشعروا بذلك..
لقد حاولت كثيرا أن أتخلص من تلك الشكوك التي تساورني ،مخافة الصدمة بالحلم الذي حلمت به الأمة العربية حينما اعتلى السيسي عرش مصر..
لكن الحقائق تأبى إلا أن تتكشف لنا يوما بعد يوم، والواقع يثبت لنا عكس ماحلمنا به..
لقد قام مرسي الإخوان بفعل شنيع استغربته الأمة العربية جمعاء حين قام بإغلاق السفارة السورية في مصر توصية من خليفته أردوغان وإرضاء للمشروع الصهيو أمريكي ،ونال بهذا الفعل رضى ومباركة آل سعود..
لكن هذا الرضى السعودي لم يدم طويلا ، إذ أن مرسي الإخوان بأوامر من ولي نعمته أردوغان وبحكم مصلحة تركيا مع إيران قد أخطأ خطأ فادحا في حق آل سعود إذ قام بدعوة الرئيس الإيراني أحمد نجاد لحضور المؤتمر الإسلامي في القاهرة وكان ذلك لأول مرة في تاريخ مصر منذ أكثر من ثلاثة عقود أن يطأ أرضها رئيس إيراني ،وتم استقباله بحفاوة بالغة وما كانت زيارته للأزهر الشريف إلا رسالة أراد أن يوصلها مرسي الإخوان لآل سعود ..
فأثار بذلكم الفعل حفيظة آل سعود وقرروا من يومها أن يتخلصوا منه ،وبالفعل تخلصوا منه عن طريق رجلهم المخلص عبدالفتاح السيسي الذي عمل في مملكة آل سعود لسنين طوال في عهد مبارك..
وحينما تم تلميع الرجل وتوطيد حكمه بالمساندة السعودية المعروفة ،
وبعد أن أستقر الحال وأستتب الأمر لرجلهم المطيع في عرش مصر، ها هو يقوم بعمل أشنع وأفظع مما قام به مرسي الإخوان في سوريا ،ها هو يعلن الحرب تحت قيادة تحالف الشيطان السعودي على اليمن السعيد وشعبه الطيب الأصيل وجيشه العربي الصبور تحت ذرائع واهية وحجج سخيفة ،وهو بذلك يزج جيش مصر العظيم إلى حرب إخوانهم في اليمن في معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل ..
والسؤال هنا/ أين شعب مصر وجيشها من كل هذا التخريف الذي يحصل من قادتها العملاء التابعين؟
لماذا صمتوا عن قرار مرسي بشأن سوريا ،وقرار السيسي بشأن اليمن؟
هل يرتضون لأنفسهم أن يكونوا أتباعا بيد تركيا والسعودية لتدمير ومحاربة إخوانهم العرب؟