ان من خلال متابعتي للاحداث الجارية في اليمن اكاد اجزم بان السعودية ودول الخليج لن تطلب من الحوثي او غيره من القبائل والجماعات المتطرفة تسليم اسلحتها لان السلاح الذي تبقى بايدي جميع الفرقاء في اليمن لن يشكل عليها اي خطر مستقبلي خصوصا وانها تخلصت من الاسلحة الخطرة ودمرت اسلحة الحرس الجمهوري ومخازن الذخيرة والوية الصواريخ، فلذلك فهي لايهمها مصلحة الشعب اليمني بقدر ماتهمها مصلحتها وليست قلقة بما قد تشكله هذا الاسلحة التي لازالت بيد الجماعات المتطرفة والمليشيات المسلحة من اي خطر محتمل على المواطن اليمني.
لذلك اعتقد انها فقط ستضغط على "علي عبدالله صالح" فقط لمغادرة المشهد اليمني وستجبر الحوثيين وبقية الاحزاب للموافقة على تنفيذ جزءا واحدا من مخرجات الحوار الوطني، الا وهي الفيدرالية.. كيف؟
ستجبر الحوثيين على الانكماش الى محافظة صعدة او بالاصح الى اقليم ازال وستبدا عبر رجلها الجديد والذي ستفرضه علينا من قبلها وقد يكون هو نائب رئيس الجمهورية المعين مؤخرا من قبل هادي المهندس "محفوظ بحاح" لسرعة العمل على تطبيق مبدأ الفيدرالية وفصل الاقاليم الستة او الخمسة بالاصح كونهم سيتم ظم اقليم تهامة للحوثيين الى جانب اقليم ازال ليشكلوا عليه دولتهم والتي سبق وان طالبوا بظم اقليم تهامة او محافظة حجة والجوف لاقليم لازال لتكتمل مقومات الدولة في هذا الاقليم والذي يعتقدون بان لديهم الغالبية العضمى من حيث الانتماء المذهبي..
الدستور الجديد سيعطي الاقاليم حق تقرير المصير والاستقلال انطلاقا من مخرجات الحوار الوطني وسعتبر اي اعتداء من اقليم على اقليم اخر بمثابة انتهاك سافر للسيادة وشوية شوية تبدا عملية الاستقلال عبر دعوات داخلية من الاقليم ومباركات خارجية وايدي اممية حيث سيقترح مجلس الامن ارسال قواته ونشرها بين الاقاليم المختلفة لتثبيت السلام وايقاف اي حرب محتملة بين الاقاليم وستبدأ لجان الاستفتاء الدولية على استفتاء السكان حول موضوع بقائهم مع الدولة الاتحادية او رغبتهم في الاستقلال، عندها شعوب الاقاليم المختلفة سبق وان تم تعبئتهم ضد بعضهم البعض وشحنهم طائفيا ومناطقيا لذا سيختارون الاستقلال وسيأيدوه بقوة.
وهنا السؤال: ماذا جنت دول الخليج؟
المملكة العربية السعودية تكون بهذا قسمت اليمن الموحد الى دويلات صغيرة لاحول لها ولاقوة، ناهيك على استحواذها على دولة حضرموت الكبرى والتي تزخر بكل المقومات عن طريق ضمها لدول مجلس التعاون الخليجي لتصل لهدفها الاستراتيجي والمتمثل في ممر الى البحر العربي، فيما تتسابق الامارات وقطر على بقية الاقاليم منها سبأ والجند وعدن لانشاء تحالفات معها في اطار المصالح الاقتصادية المشتركة.
وبهذا تكون نهاية اليمن الواحد المستقل قد انتهت وبدأ ضهور اليمن الجديد، يمن الدويلات الصغيرة، والذي طالما سعى هادي الى تحقيقه وظهر عجزه بسبب سياسة التبع اليماني والذي حاول مؤخرا اعادة توحيد اليمن وافشال مخططات الخارج لتقسيم البلاد عن طريق تحالفه مع مليشيات مسلحة لفرض الامر على الواقع.