اخبار الساعة - محمد دارم - الشرفة
يواجه اليمن أزمة غذاء ومشتقات نفطية حادة في ظل تصاعد الصراع خاصة في المدن الكبرى مثل صنعاء وعدن، بحسب ما يقول مسؤولون للشرفة.
وشوهدت طوابير طويلة للسيارات أمام العديد من محطات الوقود في العاصمة صنعاء، في الوقت الذي يعاني فيه المواطنون من نقص في المواد الغذائية والمواد الأساسية الأولية داخل المحلات التجارية.
وأصدرت شركة النفط اليمنية مؤخرا تعميماً لمحطات النفط بتعبئة 40 لتراً فقط لكل سيارة سواء من البنزين أو الديزل، في ظل تصاعد المخاوف في أوساط المواطنين من احتمال استمرار الأزمة.
وقال علي أحمد، سائق باص، "أقضي يوما كاملا أمام محطات تعبئة البنزين التي لا تسمح لي بعد كل هذا الجهد والانتظار سوى بتعبئة 40 لترا تمكنني من العمل يوما واحدا فقط".
ووصف للشرفة الأوضاع الراهنة في صنعاء وقال "إن حركة الناس انخفضت وتكاد تكون صنعاء وأسواقها خالية من البشر بسبب الأحداث الجارية".
من جهته، اشتكى الموظف الحكومي جواد محمد من احتكار التجار للمواد الغذائية الأساسية ومن عدم وجودها في السوق، لافتا إلى أن "الكثير من الباعة يحاولون رفع الأسعار من خلال عميلة إخفاء المواد".
اقتصاد اليمن يعاني
وكان مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي قد حذر من حالة التدهور الاقتصادي والوضع الإنساني الذي يعيشه اليمن خلال الأيام الراهنة، جراء الصراع المسلح في أكثر من محافظة وأهمها عدن.
وقال المركز في بيان صحافي صدر يوم 6 نيسان/أبريل إن تقديراته لخسائر الاقتصاد اليمني بلغت أكثر من مليار دولار خلال الأسبوعين الماضيين دون احتساب الخسائر في الجانب العسكري. وتوقع المركز أن يزيد عدد المواطنين الذين هم بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة إلى أكثر من 12 مليون مواطن، مشيرا إلى أن نسبة الفقر تجاوزت 60 في المائة لمن يعيشون على أقل من دولارين في اليوم.
ورصد المركز ارتفاعا في أسعار المواد الأساسية في صنعاء والحديدة وتعز وعدن بنسب متفاوتة، تزامنا مع إقبال المواطنين على شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية، واحتكار بعض التجار للسلع الأساسية تحسبا لارتفاع أسعارها خلال الأيام المقبلة.
وذكر المركز أن الموانئ البحرية والجوية مغلقة، وعملية استيراد المشتقات النفطية من الخارج التي تعتمد عليها حركة النقل والشركات ومحطات الكهرباء متوقفة.
وقال مرزوق عبد الودود، رئيس مركز بحوث التنمية الاجتماعية والاقتصادية، للشرفة إن العاصمة صنعاء وبعض المدن الرئيسية التي شهدت اشتباكات مسلحة شهدت نزوح السكان نظرا للحالة الأمنية وصعوبة الظروف الاقتصادية في ظل توقف معظم الأعمال التجارية والاقتصادية مما أثر على مستوى الدخل.
وأضاف عبد الودود أن "انعدام المشتقات النفطية ساعد كثيرا في حالة ركود السوق والأعمال، وهذا من شأنه أن يضاعف من معاناة المواطنين وزيادة معدلات البطالة إلى 50 في المائة والفقر إلى 60 في المائة".
الإقبال على شراء المواد الغذائية ساهم في رفع الأسعار
وذكر عبد الودود أن هلع الناس من تردي الأوضاع جعلهم يقبلون على شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية تفوق احتياجاتهم، مما أدى إلى رفع أسعارها وشجع التجار على إخفاء كميات من مخزونهم رغم تحذيرات وزارة الصناعة والتجارة وتطمينات الغرف التجارية بوجود كميات كبيرة من المواد الغذائية الأساسية.
وبهذا الصدد، أكد عبدالله نعمان وكيل وزارة الصناعة والتجارة في تصريح للشرفة أن "اليمن لديه مخزون غذائي يكفي لستة أشهر"، مضيفا أن "تهاتف الناس على الشراء شجع التجار الصغار جملة وتجزئة على إخفاء هذه المواد ورفع الأسعار".
وقال نعمان إن الوزارة شكلت لجنة عليا مشتركة مع التجار لمتابعة استقرار السوق، كما إن غرفة العمليات في الوزارة تعمل على مدار الساعة لمتابعة الوضع التمويني بما في ذلك تلقي الشكاوى والبلاغات.
من جهته، أكد حسن الكبوس رئيس الغرفة التجارية بأمانة العاصمة للشرفة على وجود مخزون كاف من المواد الأساسية تكفي لستة أشهر، بالإضافة إلى وجود تعاقدات بكميات قادمة ستصل تباعا إلى الموانئ اليمنية.