أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

الصليب الأحمر الدولي يحذر.. اليمن: تعطّل النظام الصحي ونقص في الوقود ينذر بالخطر

- اللجنة الدولية للصليب الأحمر

اليمن: تعطّل النظام الصحي ونقص في الوقود ينذر بالخطر

يواجه النظام الصحي في اليمن، بعد مرور شهر على بدء الضربات الجوية والقتال، صعوبات في التكيف مع الظروف، وهناك نقص حاد في المواد الأساسية ولا سيما في المواد الغذائية والوقود. وقد زادت القيود المفروضة على الاستيراد من تردي الأوضاع. واضطر الفريق الجراحي التابع للجنة الدولية للصليب الأحمر وجميع الموظفين المحليين والمرضى إلى مغادرة مستشفى الجمهورية في عدن حينما أصبح مبنى هذا المستشفى نفسه جبهة للقتال.

وقال السيد "سيدريك شفايتزر"، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن: "لقد أصابتنا الصدمة من قلة احترام  جميع الأطراف للمستشفى الذي يُعد مؤسسة صحية محايدة". وأضاف قائلاً: "لا ينبغي أن يحدث هذا تحت أي ظرف من الظروف، ولا ينبغي، تحت أي ظرف كان، استهداف المستشفيات أو استخدامها لأغراض القتال. وقد ظل فريقنا يعمل في هذا المستشفى لمدة ثلاثة أسابيع، غير أنه تقرر إخلاء المستشفى بعد أن أصبح جميع المرضى والموظفين عرضة للخطر".

وتشهد العاصمة صنعاء كل صباح طوابير طويلة أمام محطات الوقود. والوضع لا يختلف عن ذلك في جميع أنحاء البلاد. ويضاف إلى هذا الوضع نقص في إمدادات المياه والكهرباء.

وقال مدير مستشفى الكويت في صنعاء، السيد عيسى الزوبة: "نواجه صعوبات لوجستية هائلة في سعينا إلى الحفاظ على  هذا المستشفى يؤدي عمله". وأضاف قائلاً: "لقد نفد مخزوننا من وقود الديزل. ولم يعد بإمكان سيارات الإسعاف التي بحوزتنا نقل المرضى. ولا يستطيع سوى نصف عدد موظفينا المجيء إلى العمل نظراً  لتوقف حافلات المستشفى عن السير".

وأفاد السيد زين العابدين، وهو أحد كبار الأطباء في قسم الطوارئ بمستشفى الكويت، أن النقص الحاد في الإمدادات اللازمة لإنقاذ الأرواح في المستشفيات يُعزى إلى انعدام الواردات الأساسية. وأضاف قائلاً: "لقد كان للمستشفى مصنع الأوكسجين الخاص به، ولكن الإنتاج توقف الآن حيث لم يعد من الممكن إجراء أعمال الصيانة واستيراد قطع الغيار. ونحن نعتمد في الوقت الحاضر على أسطوانات الأوكسجين التي نحصل عليها من خارج المستشفى. ولا ندري ماذا نفعل بعد نفاذ مخزوننا منها".

وبقيت اللجنة الدولية على اتصال بالمرافق الصحية الرئيسية المنتشرة في جميع أنحاء البلد والتي تعمل على إسعاف المرضى ومعالجتهم ونقلهم إلى المستشفيات. وقد قدمت اللجنة الدولية حتى الآن مواد تضميد وسوائل وريدية ونقالات وعكازات وأدوية لما يزيد عن 15 مستشفى في محافظات صنعاء، وصعدة، ومأرب، وتعز، وعدن، وأبين والضالع. وزُودّت بالوقود أيضاً ثلاثة مستشفيات رئيسية في صعدة وأبين وعدن.

حقائق وأرقام

قدمت اللجنة الدولية مساعدات عاجلة إلى السكان الأكثر تضرراً منذ بداية الأزمة الحالية في آذار/مارس 2015. وتتمثل الأولوية بالنسبة إلينا اليوم في ضمان حصول المرضى المصابين على العلاج الملائم في حينه واستمرار توفير الخدمات الحيوية مثل خدمات الصحة والكهرباء والمياه. وفي ما يلي عرض للسبل التي ساعدت بها اللجنة الدولية ضحايا النزاع والعنف خلال الشهر الماضي في اليمن:

المساعدات الطبية

ساعدت اللجنة الدولية في عدن على تحسين الرعاية في حالات الطوارئ في مستشفى الجمهورية من خلال نصب خيمة فرز لتسريع نقل المرضى لتلقي الرعاية المناسبة. وقُدّمت أيضاً إمدادات طبية وجراحية أساسية.

أجرى الفريق الجراحي التابع للجنة الدولية منذ 8 نيسان/أبريل أكثر من مائة عملية جراحية، وعمل على تحسين مستوى الرعاية المقدمة ما بعد العمليات الجراحية في المستشفيات. وتلقى العلاج أكثر من 600 جريح خلال هذه الفترة؛ واحتاج 50 في المائة منهم إلى العلاج في المستشفى.

الماء والبنية التحتية

تقوم فرق اللجنة الدولية بالتنسيق الوثيق مع السلطات والجماعات المسلحة من أجل ضمان الوصول الآمن للوقود والماء إلى المستشفيات في عدن وتعز اللتين ينذر فيهما الوضع بالخطر.

منحنا في عدن مواد التعقيم والوقود والبنزين إلى شركة المياه المحلية لتمكينها من تقديم الخدمات الأساسية لقرابة 30000 نسمة في أحياء المعلا.

عملت اللجنة الدولية، بمساعدة سلطات المياه المحلية في جبل حديد، على تصليح الأنبوب المتضرر الذي يجرُّ الماء إلى 330000 نسمة في أحياء كريتر والمعلا والطواحي بمحافظة عدن. وجرى أيضا ترميم الأنبوب الذي يربط خزان جبل حديد بحي المعلا مما يساعد على ضخ المياه إلى عدد من الناس يتراوح بين 350000 و400000 في أحياء المعلاء والطواحي والقلوعة.

جرى تركيب ست مضخات عائمة في آبار بالقرب من المساجد في حي المعلا بعدن. وتزود هذه الآبار الماء إلى الأحياء عندما يحدث نقص فيه.

مساعدات أخرى

تتابع اللجنة الدولية أيضاً الوضع في السجون على إثر موجة الاعتقالات التي حدثت في صنعاء وعدن ومأرب وشبوة وباقي المدن الكبرى. وستستأنف فرق اللجنة الدولية الزيارات، كلما أمكن، إلى المحتجزين لتفقُّد أوضاعهم وضمان التواصل بينهم وبين عائلاتهم.

خططت اللجنة الدولية أيضاً لمساعدة 140000 نازح بالأغذية والمستلزمات الأساسية الأخرى، حالما يتسنى لها الوصول إلى المزيد من المناطق في الميدان.

تحافظ اللجنة الدولية على اتصالات مستمرة ومنتظمة مع أطراف النزاع كافة داخل اليمن وخارجه، لتذكيرها بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني. وقامت فرق اللجنة الدولية بزيارات ميدانية إلى المواقع التي حدثت فيها انتهاكات توثِّق ما حدث حسب الادعاءات.

نسَّقت اللجنة الدولية مع العديد من الأطراف المسلحة في الميدان ومع قوات التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية من أجل تيسير إجلاء 80 طالباً ماليزيا وإندونيسياً من عدن إلى الميناء الذي رست فيه سفينة كانت في انتظارهم.

دعم الهلال الأحمر اليمني

تعمل فرق الاستجابة للطوارىء التابعة لجمعية الهلال الأحمر اليمني، بدعم من اللجنة الدولية، في ظروف صعبة للغاية؛ تنقل الجرحى إلى المستشفيات وترفع جثث الموتى من الشوارع حيثما أمكنها ذلك.

الموظفون والميزانية

ظلت اللجنة الدولية حاضرة في اليمن منذ عام 1962، ولديها في اليمن أكبر عملياتها في الشرق الأوسط. ويعمل معها أكثر من 250 موظفاً في صنعاء وصعدة وتعز وعدن في اليمن وفي جيبوتي. ويُعدُّ مبلغ 45 مليون فرنك سويسري هو ميزانية أـنشطة اللجنة الدولية في اليمن لعام 2015.

 

Total time: 0.0468