أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

اليمن.. وطن يحتضر بين كاتيوشا الحوثي ورعود التحالف

- عبدالحافظ الصمدي

تعيش اليمن ازمات على كافة الأصعدة ما ينذر بكارثة انسانية مرتقبة.. حيث تعيش العاصمة صنعاء وعدد من المدن اليمنية ازمات متكالبة صار معها استمرار العيش شبه مستحيل ..

المدن تغرق في ظلام دامس منذ أسابيع متوالية لانقطاع التيار الكهربائي ومادة الدقيق انعدمت هي الاخرى وارتفع سعر الخبز كما انعدمت مادة الغز المنزلي والبنزين وتوقفت المركبات عن الحركة فاي مصير ياترى ينتظر المواطن اليمني في ظل استمرار هكذا وضع..

مادة الغاز المنزلي منعدمة تماما وان وجدت فسعرها ارتقع 5 أضعاف فيما ترتص طوابير بشرية من اجل الحصول على دبة ماء؛ اذ ارتفع سعر الوايت الماء 5 أضعاف هو الآخر..

فصول رعب..

التعليم توقف والمدارس اغلقت ابوابها فالمليشيا لا ترحم والسماء صارت مستباحة لطائرات قوات التحالف على اثر قصفها ترتعد المدن وتغرق بالدخان واصوات القنابل حطمت نوافذ المنازل ان سلمت من ضربة مجنونة.. التلاميذ يدرسون الرعب فصولا صباح ومساء .. الكل هنا يترقب مستقبل قاتم ومئال ينذر بالكارثة.. شيوخ، أطفال ونساء.. الجميع مرتعب وبلا جدوى سوى الحديث عن هدنة انسانية لايام محدودة..

الحياة القادمة على نعش المنايا..

المليشيا المتمردة تقصف وقوات التحالف هي الأخرى تقصف والضحية وطن ومواطن كان يبحث عن لقمة عيش وحرية وكرامة وبلد مستقر لا اكثر.. لكن كل ذلك لن يحققه الانقلاب ولن يأتي على متن طائرات التحالف فالحياة الهنية لاتاتي على نعش المنايا..

لا شرعية هادي ولا صرخة الحوثي

الكل صامت والمواطن اليمني يحتضر لا تهمه شرعية الرئيس هادي ولا هتافات الصرخة الحوثية المستوردة من ايران مع الموت والبارود.. عد انه بين الفينة والأخرى تبدو أصوات مشتتة باهتة تدعو لايقاف العنف والعودة للحوار الذي اغتيل تحت غطاء السرير.. من بين هذه الاصوات دعت موسكو الأطراف اليمنية والشركاء الإقليميين والدوليين إلى توفير ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية إلى اليمن.

وقالت وزارة الخارجية الروسية الجمعة انه “بغض النظر عن المحاولات التي يبديها المجتمع الدولي لإيقاف العمليات العسكرية الشاملة في الجمهورية اليمنية، تستمر المواجهة العسكرية المستعرة في البلاد،  مؤكدة  في هذه الظروف على الموقف الروسي الداعي إلى إيقاف إطلاق النار وإيقاف إراقة الدماء ومعاناة اليمنيين المسالمين بأسرع ما يمكن”.

وأضافت الخارجية أنه “يلاحظ في الأيام الأخيرة مستوى عال من العنف في عدن أسفر عن ضحايا بالعشرات من السكان الآمنين في هذه المدينة اليمنية الثانية من حيث الأهمية، ويلاحظ كذلك ارتفاع التوتر على الحدود اليمنية السعودية، ومرت لحظات مقلقة قصفت فيها المطارات على الأراضي اليمنية ما جعل من غير الممكن إيصال المساعدات الإنسانية عبر المنظمات الدولية”.

وقالت الوزارة: “ندعو الأطراف اليمنية والشركاء الإقليميين والدوليين مجددا إلى قبول مبادرتنا حول إقامة هدنات إنسانية، وأي خطوة في هذا الاتجاه تسهل مساعدة السكان المدنيين ومرحب بها من قبلنا، وسيكون القرار الحاسم هو استئناف العملية السياسية الوطنية الشاملة بمشاركة جميع الأطراف اليمنية المعنية لتقرر بنفسها شكل النظام الاجتماعي والاقتصادي القادم لليمن الصديق لصالح جميع سكانه”.

قصف وهدنة انسانية في مهب الريح..

وكانت السعودية قد طرحت في وقت سابق فكرة الدخول في هدنة انسانية لمدة 5 أيام في اليمن بعد اسابيع من الغارات الجوية، ولكنها قالت إن تطبيق المقترح يعتمد على موافقة الحوثيين وحلفائهم على تجنب القيام بأي عمل عدائي خلال فترة سريان الهدنة.

وأعلن ذلك في الرياض وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي أضاف أن الهدنة يجب أن تطبق في كل الاراضي اليمنية او الا تطبق بالمرة، غير أن الجبير قال إن حكومته لم تتصل بالحوثيين لمناقشة المقترح.

وقال الوزير السعودي إن “الهدنة ينبغي أن تشمل كل اراضي اليمن ولمدة 5 أيام. وسيتم الاعلان عن موعدها وشروطها قريبا. ولكن الموضوع بأسره يعتمد على موافقة الحوثيين بالالتزام بالهدنة.”

يأتي ذلك في وقت تجددت قبل قليل الغارات المكثفة للتحالف الذي تقوده السعودية على محافظة “صعدة” اليمنية، وقُصفت مناطق في المحافظة التي تعد معقلا لزعيم الحركة الحوثية عبدالملك الحوثي بقصف صاروخي كثيف.

وجاء القصف بعد وقت قصير من تهديد وزارة الدفاع السعودية بانها ستشن عملية واسعة وغير محدودة تستهدف، من وصفهم المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد العسيري، بانهم من خططوا لقصف الاراضي السعودية بقذائف الهاون والكاتيوشا يومي الثلاثاء والأربعاء.

وفي الوقت ذاته أصدر الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي الخميس قرارا رئاسيا قضي بإقالة مدير امن محافظة “إب” القيادي الحوثي محمد عبدالجليل الشامي، واحالته إلي محاكمة عسكرية، كما قضي قرار اخر بإقالة مدير القوات الخاصة في محافظة تعز واحالته إلي محاكمة عسكرية.

كيري.. قلقون من تصرفات طهران..

وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي كان يحضر مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نظيره السعودي بالمقترح، افاد بأن لا بلاده ولا السعودية تفكران في ارسال قوات برية الى اليمن.

وقال كيري إن الولايات المتحدة ما زالت تشعر بالقلق ازاء “تصرفات ايران المزعزعة لاستقرار المنطقة.”

وأضاف أنه “قلق جدا جدا” من تصرفات ايران في العراق واليمن وغيرهما، وحث كيري الحوثيين على القبول بالمقترح السعودي.

في هذه الأثناء أعلنت منظمة الإغاثة الإسلامية والهيئة الوطنية للإغاثة والتنمية، التي تضم العديد من منظمات المجتمع المدني المحلية، اليمن بلدا منكوبا.

ودعت المنظمتان هيئات الإغاثة الدولية والمجتمع الدولي لسرعة تقديم المساعدات العاجلة لأكثر من 20 مليون يمني، كما دعتا لهدنة إنسانية لإيصال المساعدات الإغاثية إلى مناطق القتال.

وكشفت المنظمة الإسلامية في مؤتمر صحفي في صنعاء عن مقتل 3 آلاف يمني وإصابة 10 آلاف آخرين منذ بداية الأحداث الأخيرة.

وقالت إن 8 ملايين شخص اضطروا للنزوح عن منازلهم في 19 مدينة تشهد اضطرابات عنيفة وإن 90 في المئة من سكان اليمن البالغ عددهم اكثر من 25 مليون نسمة باتوا يعانون أزمة غذائية حادة.

كما ذكرت أن 20 ألف يمني اضطروا للنزوح باتجاه دول القرن الافريقي.

Total time: 0.0435