أجمع خبراء عسكريون وقادة في المقاومة الشعبية الجنوبية، الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي على 5 أسباب رئيسية أدت إلى سقوط مديرية التواهي التي تعد «قلب عدن« (جنوب)، في أيدي الحوثيين، الأربعاء، بعد أن ظلت في منأى عن تواجدهم طيلة شهر من المعارك التي شهدتها باقي مديريات المحافظة الجنوبية التي أعلنها الرئيس عبدربه منصور هادي عاصمة مؤقتة لليمن في فبراير/ شباط الماضي.
وقال الخبراء لوكالة الأناضول، اليوم، إن الحوثيون استماتوا من أجل اقتحام «التواهي« لما تمثله من رمزية للمحافظة، واحتواءها على مقار سيادية، جعلتها بمثابة قلب عدن، مثل «القصر الجمهوري«، الذي يختلف عن «قصر معاشيق الرئاسي« في مديرية كريتر، وجهاز المخابرات، والتلفزيون، والمنطقة العسكرية الرابعة.
وكان موقع أخبار الساعة قد نقل يوم أمس عن مصادر محلية في عدن ان مدينة كريتر سقطت بالكامل في يد جماعة الحوثي والجيش المساند لها، بعد معارك عنيفة واستسلام المقاومة، ولم يتبقى في يد المقاومة سوى ثلاث مديريات وهي "المنصورة، ودار سعد والبريقة" والتي من المتوقع سقوط البريقة خلال فترة قصيرة نظراً لشدة المعارك.
وقال مصدر لـ "اخبار الساعة" ان أحد ابرز سقوط منطقة "التواهي" والملقبة بقلب عدن، هي خدعة معركة المطار والتي شغلت المقاومة واستنفرتهم، واستدعت تعزيزات كثيرة، وسط تحليق كثيف للطيران وقصف عنيف على المطار، وتبادل وسائل الإعلام خبر السيطرة على منطقة المطار، او جزء منها او محيطها ظلت لثمانية ايام متواصلة لم تستفق بعدها إلا بعد التفاف الحوثيين، والجيش على مدينة التواهي واسقاطها.
وفيما يلي الخمسة الاسباب التي ذكرهم خبراء والتي ادت إلى سقوط قلب عدن.
فيما يلي الأسباب الـ5 التي أدت إلى سقوط التواهي:
١- ضعف المقاومة
يؤكد الخبراء أن ترهل المقاومة الشعبية التي تم لملمتها في غضون أسابيع دون تأهيل أو تدريب، في مقابل كفاءة قوات صالح والحوثي، كان سببا في إسقاط الحوثيين لمديرية التواهي بسرعة كبيرة مقارنة بمديريات أخرى مازالت تقاوم بشراسة، إضافة إلى نفاذ الذخائر لدى شباب المقاومة التي عجزت عن التصدي لأسلحة ثقيلة اجتاحت المديرية.
٢- الخلايا النائمة للحوثيين
لمديرية التواهي رمزية مختلفة عن باقي مديريات عدن، حيث تحتوي على مقار سيادية ومواقع استراتيجية ظلت في قبضة قوات صالح منذ حرب صيف عام 1994، ولم يعمل هادي منذ صعوده للحكم على استبدالها.
ويقول خبراء إن الخلايا النائمة التي كانت مسيطرة على جهاز المخابرات والمنطقة العسكرية الرابعة والقصر الجمهوري الذي بناه صالح، كان لها الدور الأبرز في تمكين الحوثيين من المحافظة، حيث ساهموا في قنص شباب المقاومة وافساح المجال أمام دبابات الحوثيين.
٣- خيانة من داخل المقاومة
يؤكد عدد من قيادة المقاومة الشعبية أنهم تعرضوا للخيانة من داخل أفراد انخرطوا في صفوف المقاومة الجنوبية، ونجحت مخابرات صالح في شراء ولاءاتهم، وأغلبهم من الفئات المهمشة الذين ينتمون للمديرية.
وتشير معلومات حصلت عليها الأناضول إلى أن قائد المنطقة العسكرية الرابعة سالم هادي، الذي عينه الرئيس هادي قبل نحو شهرين، اغتيل على يد أحد المهمشين المنخرطين في المقاومة.
٤- غياب الإسناد الجوي
خلافا لباقي مديريات عدن، يؤكد خبراء أن طائرات التحالف خذلت «التواهي« بشكل مريب، ولم يتم استهداف أي ارتال عسكرية للحوثيين كانت تزحف نحو كما كان يحصل في «خور مكسر« و«كريتر«.
مصادر محلية في المقاومة قالت إن قوات التحالف قصفت مرة واحدة فقط تجمعات للحوثيين في مدخل التواهي قبل 3 أيام وساهم ذلك القصف في تقدم المقاومة إلى قرب «مؤسسة الأسماك«.
المصادر قالت إن البارجات البحرية كان بإمكانها تدمير دبابات الحوثيين عبر مدافع تمتلك احداثيات عالية وتستطيع اصابة الهدف بدقة إذا كان الطيران يتحاشى التدخل في مناطق سكنية.
٥- عدم مساندة جبهات القتال المجاورة
يرى خبراء أن مديرية التواهي لم تحصل على دعم وإسناد من جبهات القتال والمقاومة في باقي مديريات عدن، وأن جبهة المعلا، المديرية المحاذية لها من الشرق، كان بإمكانها عمل كمائن لامدادات الحوثيين واستهدافها كما كان يحصل في كريتر والمعلا في السابق.
ويعتقد الخبراء أن ذلك يعود إلى عدم وجود قيادة رئيسية للقتال وغرفة عمليات بمقدورها تنسيق خط المعارك وتسيير مقاتلين من مديرية إلى أخرى، حيث يقاتل غالبية الشباب في أحيائهم فقط بغرض حمايتها، ولا يتلقون توجيهات عسكرية في ميدان المعركة.