اخبار الساعة - خاص
أكد الدكتور عفيف النابهي, مدير عام المركز الوطني لعلاج الأورام بصنعاء, أن حاليا هناك كميات كافية من الادوية الخاصة بعلاج الأورام السرطانية, سواء الأدوية الكيميائية أو الهرمونات أو المناعية أو الداعمة أو المحاليل المخبرية والمستلزمات الطبية ولا ينقص المركز الا القليل, لكن بعد أشهر وخاصة من بداية النصف الثاني من هذا العام سوف يبدأ النقص الحاد للعلاجات في المركز والتي تغطي متطلبات جميع مرضى الأورام على مستوى الجمهورية من خلال المراكز والوحدات في مختلف المحافظات الرئيسة نظرا لعدم استجابة جميع الشركات للمناقصات المعلنة من قبل المركز هذه السنة بسبب عدم حصولهم على حقوقهم المالية من وزارة المالية مقابل توريد العلاجات للمركز العام الماضي وبداية هذا العام والتي تقدر بحوالي ملياري ريال وإن لم يتم تزويد المركز بالكميات المطلوبة من العلاجات لمرضى الأورام بصورة عاجلة قد يتسبب ذلك في كارثة انسانية حقيقية؛ فربما يموت عشرات الآلاف من مرضى السرطان.
النابهي وبرغم الأوضاع الحالية المتردية لم يفقد الأمل, فما يزال يعقد آمالا كبيرة في منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة والاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان وكل المنظمات الإنسانية مبينا أن المركز رفع لهم مذكرة إغاثية إنسانية وبالكميات المطلوبة, غير أنه لم يخف تخوفه من عدم توفير الأدوية, حيث قال: إن لم تمد المركز هذه المنظمات بهذه الأدوية فإن المركز ابتداء من النصف الثاني من هذا العام والعام القادم سوف يدخل في كارثة إنسانية حقيقية؛ فمرض السرطان مكلف جدا وبعض العلاجات تكلف الجرعة الواحدة أكثر من ألفي دولار, ونحن هنا في المركز الرئيسي في صنعاء تقدر الاحصائات السنوية ما بين 6-7 آلاف حالة جديدة, ومئات الآلاف من الحالات المترددة سنويا وقد بلغ إجمالي الحالات المسجلة في المركز في أمانة العاصمة فقط حوالي خمسين ألف حالة اضافة الى الحالات الوافدة والمسجلة في المراكز والوحدات في بقية المحافظات الرئيسة , وأكثر المرضى المترددين على المركز هم من الفقراء لا يستطيعون شراء هذه الأدوية, وهي أدوية مكلفة ولا توجد في السوق, وإن وجدت فهي أدوية مهربة تكون فاقدة لفاعليتها؛ نظرا لظروف التهريب غير الطبيعية.
النابهي, الاستشاري اليمني الكبير في أمراض الأورام السرطانية, أطلق تحذيرا من خطورة نفاد أدوية الأورام السرطانية, فالمريض بالسرطان إذا انقطع عنه الدواء سيحدث له انتكاسة صحية كبيرة نظرا لعودة المرض أو انتقاله التي تهدد حياته , إضافة إلى المعاناة الكبيرة من هذا المرض, سواء نفسيا أو بدنيا, ودعا النابهي وزارة الصحة والمنظمات الدولية لتوفير كميات الأدوية والمحاليل والمستلزمات المطلوبة ودعم هذا المركز, الذي له عدة فروع في المحافظات اليمنية, وهو المعني بتوزيع الأدوية على المراكز على مستوى الجمهورية.
وأشار النابهي, في ختام تصريحه, إلى أن المركز لديه كميات كبيرة من الأدوية بملايين الدولارات مخزنة في غرف التبريد, ولكن هناك مشكلة وهي عدم توفر الكهرباء وانعدام المشتقات النفطية لتشغيل مولد الكهرباء الذي أصبح يعمل على مدار الساعة, وإذا ظل الحال على هذا بعدم تزويد المركز بالديزل بشكل متواصل سوف يتوقف تبريد تلك الغرف بسبب توقف المولد وسوف تتلف تلك الأدوية المنفذة لحياة المرضى وبالتالي موت الآلاف من مرضى السرطان, وهنا أناشد الجهات المختصة وخاصة المسؤولة عن النفط بضرورة مد المركز بالديزل المطلوب بصفة دائمة حسب الطلب الموجود لديهم, وبكميات احتياطية لمواجهة أية أزمة طارئة علما بأن المركز لديه رصيد كبير من النفط المدفوع مقدما بما يؤمن تشغيل المولد والعلاجات المنقذة لحياة المرضى على مستوى الجمهورية