أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

صحيفة سعودية تنشر نص الصيغة المتفق عليها للبيان الختامي لمؤتمر الرياض

- صحيفة المدينة
حصلت المدينة على ملامح من البيان الذي سيصدر عن لقاء مؤتمر الرياض الذي تشارك فيه أحزاب وشخصيات يمنية عديدة 
وتشتمل وثيقة الرياض على تأييد تدخل قادة التحالف وفي مقدمتهم الملك سلمان لنصرة اليمن والثقة في انتصار «الحزم» و»إعادة الأمل» وتحقيق الإرادة العربية وإنهاء عدوان قوى التمرد وإسقاط الانقلاب ومحاسبة الضالعين فيه، واستعادة الأسلحة وإخراج المليشيات من كل المدن اليمنية، وتسريع وتكثيف عملية الدعم للمقاومة الشعبية بالسلاح في عدن وفي كل المناطق التي توجد فيها مليشيات التمرد. وأشارت إلى حشد الدعم والتأييد الإقليمي والدولي لأعمال الإغاثة والعمل الإنساني وتوسيع نطاقها ورفع مستواها وتوفير الخدمات الأساسية بما يضم وصول هذه الإغاثة لمستحقيها. والإفراج الفوري عن كافة المعتقلين والمحتجزين والحل للمختفين قسرًا.
 
وتطرح الوثيقة إقامة مناطق خاصة للنازحين داخل اليمن، وإيجاد حلول عاجلة لمشكلة العالقين في الخارج. وتؤكد وثيقة الرياض على عودة مؤسسات الدولة الشرعية لممارسة مهامها من داخل الأراضي اليمنية، والحفاظ على النسيج الاجتماعي والحيلولة دون تفكيك المجتمع اليمني وانزلاقه. كما دعت إلى إحالة القيادات العسكرية والأمنية والسياسية الضالعة في الانقلاب على الشرعية، والمسؤولين عن إشعال الحرب والفتنة الداخلية وارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية في مختلف المدن اليمنية، خصوصًا مدينتي عدن وتعز، لمحاكمة عادلة ومنصفة. وتنص الوثيقة على مطالبة مجلس الأمن بتنفيذ القرار 2216، وكل القرارات ذات الصلة، واستئناف نشاط مؤسسات الدولة الشرعية من داخل اليمن. كما شملت طلبًا بسرعة إجراء تعديل في تشكيل الهيئة الوطنية للرقابة على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل، وفقًا لما تم الاتفاق عليه في ضمانات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وإنشاء اللجنة الوطنية لمتابعة تنفيذ مقررات وثيقة الرياض.
 
وجاء نص الصيغة المتفق عليها للبيان الختامي لمؤتمر الرياض كالتالي:
 
في ظل الانتصارات والبطولات والمآثر الرائعة للمقاومة الشعبية البطلة على الأرض في عدن الباسلة، وفي الضالع وشبوة ولحج وأبين، وفي تعز ومأرب والبيضاء، وغيرها من مدن وقرى اليمن شماله وجنوبه، المؤيدة بنصر من الله، والمدعومة والمؤزرة بالانتصارات التاريخية الرائعة التي حققتها وتحققها عمليات «عاصفة الحزم» و»إعادة الأمل»، وبرعاية كريمة مشكورة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وإخوته قادة دول مجلس التعاون الخليجية وحكوماتهم الرشيدة، وبدعوة مباركة مشكورة من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، وقف المشاركون في مؤتمر الرياض (١) المنعقد بين السابع عشر والثامن عشر من مايو ٢٠١٥، برئاسة الأخ رئيس الجمهورية الرئيس عبدربه منصور هادي، أمام الأوضاع العصيبة الراهنة التي يمر بها اليمن وارتداداتها وتأثيراتها السلبية على المنطقة بأسرها.
 
 
لقد أدى تفاقم الأزمة السياسية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية بعد حرب صيف 1994م، التي اجهضت الوحدة المعلنة بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، إلى انطلاق الحراك الجنوبي السلمي في العام ٢٠٠٧م، الذي جسد الرفض الشعبي الجنوبي العارم للواقع الذي انتجته حرب صيف ٩٤ وما ترتب عليه من ترسيخ لهيمنة أحادية أسست لبناء منظومة حكم كرست المزيد من الفساد والنزاعات والفرقة. ثم انطلقت ثورة الشباب الشعبية السلمية في فبراير ٢٠١١م، التي جرى في سياقها انشقاق منظومة الهيمنة والفساد الحاكمة، ودخول أطرافها في صدام دامٍ كاد يدخل البلاد في إتون حربٍ أهلية دامية، بل كان لها أن تلقي بظلالها ومخاطرها على المنطقة برمتها. الأمر الذي استدعى تبني الأشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي المبادرة الخليجية، التي أسست لفترة انتقالية انطلق خلالها مؤتمر الحوار الوطني الشامل (١٨ مارس ٢٠١٣)، والذي ناقش ملف القضية الجنوبية بصفتها القضية المحورية. وقد جرى اتفاق جميع القوى المشاركة في مؤتمر الحوار على الحاجة إلى إعادة صياغة العلاقة بين الشمال والجنوب على أسس جديدة، في دولة اتحادية فيدرالية جديدة.
 
وفي سياق مخططات القوى الانقلابية الرافضة لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، شنت تلك القوى الانقلابية الحرب على الشرعية الدستورية ممثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي، ثم الانقلاب على الشرعية والاعتداء على الدولة وإسقاطها في أيدي المليشيات، ونهب السلاح وتدمير ما تبقى من مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية، وإدخال البلاد في إتون حرب همجية شاملة، وتمددها خارج صنعاء بقوة السلاح، ثم ما رافق ذلك من اجتياح عدواني على الجنوب، مثل استكمالًا حقيقيًا لحرب صيف ٩٤، وخلق مستجدات ووقائع سياسية وشعبية ونفسية يصعب مداواتها بدون تلبية ومعالجة حقيقية عادلة لجوهر المسألة اليمنية وجذورها الحقيقة.
 
إن الواقع الجديد الذي فرضته الحرب العدوانية الهمجية التي تدور رحاها حاليًا في عدن الباسلة، والجنوب تحديدًا، ومناطق أخرى في الشمال، يستوجب مخاطبة هذه التحديات الجديدة التي أفرزها هذا الواقع الجديد بشجاعة وحكمة وبموضوعية ومسؤولية.
 
 وعند تحديد السبل الصحيحة الكفيلة بتجاوز هذا الواقع والخروج من هذه المحنة، يتوجب الأخذ بعين الاعتبار مجمل تلك المتغيرات والمستجدات، التي يصعب تجاهلها، وفي مقدمتها بروز المقاومة الشعبية البطلة، التي تتحدى هذا الواقع وتتصدى لمعطياته على الأرض، والتي تشكلت وفقًا لظروفها ومعاناتها وأهدافها التي تناضل من أجلها. إن الجميع مدعو إلى العمل الجاد والبحث بعقلية ووسائل جديدة ناجعة في فرص دحر وهزيمة العدوان الذي يشنه تحالف الحوثي ـ صالح فورًا، وتجنيب اليمن -شماله وجنوبه- المزيد من الخسائر في الأرواح والممتلكات، وقبل كل شيء المزيد من الشروخ الاجتماعية والتمزيق المريع لنسيج التآخي والعيش المشترك الذي ولدته حرب شيطانية مدمرة، لا يمكن التكهن بعواقبها الوخيمة على المديين المتوسط والبعيد. ولن يتأتى ذلك إلا من خلال التعاطي الإيجابي والمسؤول مع الأسباب الحقيقية للمسألة اليمنية برمتها، والتي تعود جذورها لأزمة الوحدة، كمعطى رئيس أدى تجاهله من قبل مختلف القوى السياسية إلى تفاقم الوضع وإلى ما نحن فيه اليوم. إن جذر المشكلات يكمن في التنصل عن جميع الاتفاقات والعهود المبرمة والتي كان آخرها وثيقة حل للقضية الجنوبية كما جاءت في وثيقة مؤتمر الحوار الوطني، والمتوجة بالزج بالبلاد في إتون هذه الحرب التي يدور رحاها حاليًا في ساحة الجنوب خدمة لأهداف وأجندات إقليمية قوامها مخطط توسعي إمبراطوري إيراني يهدف إلى تطويق البلدان العربية وفرض واقع جيو سياسي يهدد الأمن القومي العربي.
 
وإزاء كل ذلك، واستشعارًا بالمسؤولية الوطنية تجاه بلادنا، وبما تمليه علينا التحديات الراهنة نؤكد على القضايا التالية:
1. تأييدنا المطلق للشرعية الدستورية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، والعمل بكل الوسائل على مناهضة الانقلاب بكل عناصره، والبحث في كيفية تأمين عودة الشرعية إلى اليمن لممارسة كافة مهامها وصلاحياتها.
 
2. يقترح المؤتمر أن يصدر الأخ رئيس الجمهورية قرارًا جمهوريًا بتشكيل هيئة مشتركة بتمثيل متساوٍ بين الشمال والجنوب، برئاسته، وعضوية دولة الأخ نائب رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء، لمتابعة وتنفيذ خارطة طريق محددة لوضع إعلان الرياض موضع التنفيذ. وذلك بالتنسيق مع الأشقاء في قيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة.
 
3. تأييدنا الكامل لجهود الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية الشقيقة، وإخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجية، الذين سارعوا للاستجابة لدعوة فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي في التدخل لدعم الشرعية الدستورية ومناهضة وهزيمة الانقلاب من خلال «عاصفة الحزم» و»إعادة الأمل»، والوقوف إلى جانب الشعب اليمني بما يمليه عليهم الضمير الإنساني وحق الجوار والأخوة.
 
4. إننا نعبر عن ثقة لا حدود لها من أن «عاصفة الحزم» و»إعادة الأمل» لا يمكن لهما إلا أن ينتصرا ويحققا الإرادة العربية التي لا يمكن قهرها وهزيمتها. إن القرار الحكيم والشجاع للمملكة العربية السعودية ودول التحالف العربي سيفتح آفاقًا رحبة للإنقاذ وتحقيق التنمية الشاملة المنشودة، وتشكل مقدمة مباركة ليعم الأمن والاستقرار ربوع اليمن -شمال وجنوبه- وفي المنطقة المجاورة بأسرها.

Total time: 0.0497