أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

خمسة آلاف يمني "عالقون" في مصر

- سمر السيد
أتوا إلى القاهرة فى ظروف استثنائية لقضاء بعض المصالح المتعلقة بعملهم أو ترانزيت للطائرة التى استقلوها للذهاب لمكان معين وهبطت فى مطار القاهرة الجوى، وإذا بهم يمكثون إجباريا لفترة لا يعلم مداها إلا الله، إنهم العالقون اليمنيون الذين وفدوا إلى القاهرة منذ بدء العمليات العسكرية التي تقودها السعودية تحت اسم عاصفة الحزم منذ حوالى شهرين ولم يغادروا حتى الآن.
 
وقالت إحصاءات يمنية رسمية أن عددهم يصل إلى 5456 شخصا، وقد قامت أمس أول رحلة جوية لإعادة نحو 200 مغترب منهم  فقط إلى بلادهم اضطرت للهبوط فى مطار بيشة بالسعودية ثم استكملت رحلتها لليمن مرة أخرى.
 
والقاهرة كانت المقصد الأهم لآلاف النازحين من البلدان العربية التي شهدت توترات شديدة خلال السنوات الأربع الماضية، خاصة النازحين السوريين، والعراقيين، وحديثا النازحون من اليمن. 
 
وقال مواطن يمنى عالق بالقاهرة إنه هذه الرحلة تعتبر الوحيدة ولن تقوم أى رحلات أخرى، وأنها جاءت من قبيل الصدفة، متابعا أن معظم اليمنيين العالقين لن يغادروا القاهرة إلا فى حال استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية فى بلادهم، فهم الآن بين سلاحى كماشة الأول الخوف من العودة عبر مطار صنعاء الدولى والاستهداف هناك أو السفر بريا إلى عدن التى تمر بظروف حرب شوارع وإبادة، والثانى البقاء فى القاهرة بما يمثل بعدًا عن ذويهم الموجودين باليمن.
 
وأضاف أن هناك انقطاعا فى معظم وسائل الاتصال سواء عبر "التليفونات أو وسائل التواصل الاجتماعى" بين المغتربين فى القاهرة ومع أهلهم فى مناطق الحرب اليمنية مثل عدن وأنهم لا يعرفون شيئا عن بعضهم إلا فى حالات قليلة.
 
وفى منتصف مارس الماضى، قامت قوات التحالف العربى التى تقودها السعودية بتنفيذ ضربات عسكرية لمعاقل الحوثيين الذين انقلبوا على السلطة في اليمن، وفرضت حظرا جويا على اليمن بعد طلب الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى رسميا التدخل العسكرى لاستعادة الشرعية والوقوف ضد الحوثيين، وقامت بضرب عدد من المطارات العسكرية المجاورة للمطارات المدنية، وقد تسببت تلك الضربات فى إغلاق كل المجال الجوى لليمن أمام الرحلات المدنية.
 
وقام بعض العالقين اليمنين بتنظيم مظاهرة أمام السفارة اليمنية للمطالبة بالعودة لبلادهم، وتؤكد السفارة دائما أنها تعقد اجتماعات دائمة ومستمرة مع المسئوليين اليمنين وعدد من المنظمات الدولية مثل مكتب الأمم المتحدة بالقاهرة ومنظمة الهجرة الدولية  لبحث أزمتهم، إلا أن تلك المنظمات لم تقدم أى نوع من المساعدات الإنسانية سواء لتوفير ممرات آمنة لتسهيل عودتهم لبلادهم مرة أخرى.
 
ويقول أحد العالقين اليمنيين أنهم يقعون فريسة لأصحاب العقارات المصريين الذين يرفعون أسعار الشقق لاستغلال الظروف والتى تصل أحيانا فى بعض الأوقات إلى 9 آلاف جنيه شهريا لأحد الشقق فى منطقة المهندسين، مشيرًا إلى تفاوضهم مع صاحب العقار الذى خفض المبلغ بعد حوالى شهرين إلى 6.5 ألف جنيه.
 
وقال عالق آخر إن أعمالهم توقفت، وأنهم لا يستطيعون إنجاز إلا القليل منها عبر الإنترنت فقط، وأنهم يحتاجون إلى الاطمئنان على ذويهم خاصة الموجودين فى أماكن الحروب بعد انقطاع وسائل الاتصال معهم.
 
وعبر آخر عن حزنه الشديد لما تتعرض له بلاده حاليا من خراب ودمار فى ظل الحرب مع الحوثيين، مشيرا إلى أن هناك احتياجا كبيرا لليمنين الموجودين فى أمان الحروب لمعونات النمظمات الدولية نظرا لانخفاض حجم المؤن اللازمة لرعاية الأسر وقال: "ليس هناك إلا مخبز واحد يخدم على مدينة واحدة هناك". 

Total time: 0.0517