قامت الثورة التونسية ولم يمر عليها سوى فترة بسيطة لا تتجاوز الـ23 يوم حتى نجحت .. تلتها الثورة المصرية ولم يتجاوز عليها سوى 18 يوم حتى نجحت .. وتأتي بعدهم الثورة اليمنية والليبية والى اليوم لم تحسم بعد.
إن الله سبحانه وتعالى لما أرسل موسى علية السلام الى فروعون يدعوه فيها الى الله وحده .. كلنا يعلم ان فرعون قد ظلم وتجبر .. وتعالى وتكبر .. قتل الأطفال وذبحهم قال ( ما علمت لكم من إله غيري) وقال( أنا ربكم الأعلى ) مع ذلك حين أرسل الله جل وعلى موسى اليه قاله له( فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى).
لكنا في اليمن .. وتحت مسمى حماس الثورة .. خرجنا على اللياقة والأدب في النصح والحوار والتعامل ..أو الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر كما يصفه البعض فلم يعد أمرا بالمعروف بل أهناه وحاولنا اخراجه بطريقة مهينة وذليلة.
قذفناه بأقبح الألقاب والأوصاف ايضا تحت مسمى حماس الثورة.. وضد من كانت هذه الثورة؟؟ ضد الكفر؟؟ أو ضد الغرب؟؟ أو ضد الاستعمار؟؟
كلنا متفقين انها كانت ضد الفساد .. ضد الظلم .. لكن لا ننسى القاعدة الشرعية التي تقول ( إذا كان تغيير المنكر يؤدي الى منكر أكبر منه .. فتركه واجب).
هل ضربنا في حساباتنا .. ان هناك دماء ستسقط .. وأن هناك أرواح ستُفقد؟
أم توقعنا ان ندخل القصر رافعين اشارة النصر بسهولة.
ألم نكن نحتاج الى تعقل وإبصار وإدراك قبل أن نقوم بهذه المطالب المجحفة؟؟
أيها الشعب الأبي .. إن بلادي وبلادك العزيزة والحبيبة اليوم تصاب بالضربات تلو الضربات المتتالية .. والتي حتما ستُسقطها .. وستنزف دماً .
إنه ليؤلمني ما وصلت اليه اليمن اليوم .
لكني اوقن جزما انا ما وصلنا اليه اليوم هو بسبب رفضنا لنصائح علمائنا .. وعدم الاستقامة على الطريق الصحيح.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من أمسى معافاً في بدنه .. آمنا في سربه .. يملك قوت يومه فكأنما ملك الدنيا بحذافيرها).
لم نشكر نعمة الله علينا .. لم نحمده على نعمه الكثيرة ومنها نعمة الأمن .. يقول أحد الأصدقاء .. لقد ادركت فعلا معنى الأمن من خلال بكاء النساء وصياح العوائل من أصوات المدافع والدبابات والقائف الطائشة .. والرصاص الطائشة والتي تتوقع ان تصيبك احداها اثناء سيرك في الطريق.
أنا هنا لا احاول ان ابرئ ألنظام .. فقد كان فساده فاشيا بما فيه الكفاية .. وما حصل اليوم هو بسبب دعاء المظلومين .. ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب.
من خلال تنقلى مع وسائل المواصلات العادية ( الباصات ) سمعت مناقشات العديد من الركاب فوقها ولاحظت أن كل الناس ضد الفساد لكن أغلب الناس كانت تؤيد المطالب وايجاد حلول للمشاكل .. لا أن نسعى الى تقيدها أكثر فأكثر.
وهنا أحب أن اذكر الأخطاء التي رافقت هذه الثورة وحالت دون نجاحها:
1- المطالب المجحفة من قبل الثوار والتي تطالب بالرحيل الفوري للرئيس.
2- العنصرية ضد من يؤيد الرئيس واتهامهم بالبلاطجة وأصحاب الفلوس حتى لو لم يحملوا الأسلحة او الهراوات.
3- الألفاظ السيئة والبذيئة التي استخدمها المتظاهرون ضد الرئيس مثل(شارون - فرعون - الشيطان ..الخ).
4- عدم وضع شروط او مطالب لإصلاح المشاكل ومعالجة قضايا الفساد.
5- اخر نقطة وهي الأهم .. عدم عرض حالتنا على الكتاب والسنة ومعرفة آراء الشرع والدين القويم من الأعمال التي نقوم بها ..
مرت على الثورة اليمنية اكثر من ثلاثة اشهر ونصف تحققت معها النتائج التالية:
1- انقطاع متواصل للكهرباء .
2- شح في المواد البترولية والغاز .
3- ارتفاع الأسعار .
4- ارتفاع اسعار خزانات المياه.
5- اندلاع المواجهات بين قوات الجيش وبيت الأحمر.
6- تخوف كبير من اندلاع الفوضى والحرب الأهلية في اليمن.
7- نزوح الكثير من الأسر والعوائل من المدن الرئيسية ( رحيل الشعب).
8- تدنى مستوى الأمن والإستقرار.
ولقد لمست تذمر الناس من هذه الثورة التي طالت .. والقاء اللوم على من قاموا بها لأننا لم نخرج الى طريق.. لأن الناس لم تعد قادرة على المقاومة اكثر والصبر أكثر .. أغلب الناس لم تستطع دفع الايجارات .. شلل كامل في الحياة الخاصة والعامة حتى وإن كان هذه كله تخطيط النظام .. فإنه ايضا يصارع على البقاء.
واخيرا نسأل الله أن يجنب اليمن الحبيبة الفتن ما ظهر منها وما بطن .. وأن يرد كيد الكائدين ومكر الماكرين.