تقول هيلاري كلينتون : إذا لم تكن هذه المسألة واضحة من قبل فيجب أن يكون من الواضح الآن أن وجود صالح يمثل مصدرا لنزاع مرير".
هل تبقى شئ يقال بعد الطفلة اليمنية شهــد التي غادرتنا مع الملائكة ضحية لبؤس النظام وقرباناً لثورة الشعب السلمية ، وسواء قال قائل أنها غادرت بسبب شظايا النظام أو شظايا القبائل ، فما ذنبها وما ذنب الشعب بهذا النظام ؟ ثم إننا قد رأينا موقف هيلاري أمام الطفل العربي السوري البطل حمزة الخطيب ، الذي هز كيان هيلاري وعرش الأسيد ، وأين منها – وكلهم أغنياء عنها ولكن فقراء لله وحده - شهداء وقتلى جمعة الكرامة وأبين وزنجبار وعدن وساحة الحرية بتعز وحي الحصبة بصنعاء من المعتصمين والمواطنين الأبرياء ، وقتل ومحاصرة الوسطاء ، فكل هؤلاء لم يحركوا في العالم ساكناً مثلما تحرك العالم خوفاً من تهديد الإمداد البحري في زنجبار ، للغرب عموماً واليابان خصوصاً.
الواضح للعيان أن النظام السياسي يسعى ليدمر الشعب كله بعد أن دمر اليمن التي ليس لها في الإقتصاد شئ ويوشك أن تفلس الدولة بسبب النظام.
ولا يفتأ النظام بالقول أنه لا يسمح بالتدخل الخارجي ، وهو التدخل الذي قدم وصاغ لنفسه وشركاءه بنود المبادرة بالشكل الذي يريدها هو ، لكن القدر لم يوفقه للتوقيع ؟ ثم أن السيادة تعني المسؤولية وليس الإمتياز فقط ، وإذا لم تكن قدر المسؤولية وتوفر كحد أدنى خدمات الحياة العامة مثل الماء والكهرباء والبترول والغاز فإن للمجتمع الدولي خيار أن يتدخل لمصلحة الشعب وليس لمصلحة نظام عاجز ! وهو – أي المجتمع الدولي - لن يتدخل الأن بالتأكيد بالحجم المتواضع الذي تدخل به للتصدي للقذافي ، لأن العالم خبر الحقيقة.
هذه صناعة النظام ، وليست مؤامرة كما يبرر بها فشله الموسوم به في التقارير الدولية ، وها هو اليوم لا يمكن أن يعتمد عليه وخاصة من منظور خارجي بعد أن سلم زنجبار للقاعدة عوضاً عن أن يسلم البلاد لأهلها.
للأسف أننا كنا نتفاخر بالنظام وكأنه يمثل اليمنيين كلهم ، أما اليوم فإننا نتبرأ منه ومما كنا نتفاخر به ، بعد أن نزع عنه الحجاب أمام العالم ، والفخر كل الفخر للشعب اليمني والشباب السلمي ، هذا الشعب الذي صبر أكثر من صبر أيوب طيلة 33 عاماً ، وهذا الشباب السلمي الذي كشف وحده للعالم صناعة هذا النظام.
وماذا قدم النظام في الأربعة الأشهر الأخيرة للمواطن والشعب اليمني غير الأزمات والقتل والقصف والإضطهاد والعذاب وإنعدام الخدمات العامة ، فإذا كان الشباب السلمي هو من كشف حقيقة النظام ، فهل تكشف شهد حقيقة هيلاري ؟ وحتى تحدد هيلاري موقفها ومعها مجموعة أصدقاء اليمن مجتمعة غير مفردة ، فإن النصر لن ينتظر.