أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

«حرب شوارع» فى صنعاء.. وآلاف المقاتلين من القبائل يتدفقون لنصرة «الأحمر»

- مصادر

تصاعدت وتيرة المعارك بين القوات الحكومية الموالية للرئيس اليمنى على عبدالله صالح ومسلحى قبيلة «حاشد» من أنصار الشيخ صادق الأحمر، وتحولت الاشتباكات الليلية الدموية إلى حرب شوارع فى العاصمة صنعاء ومدينة تعز أسقطت نحو 16 قتيلا فى ساعات معدودة وصولا إلى احتشاد آلاف المسلحين القبليين بالقرب من المداخل الشمالية للعاصمة استعدادا لدخولها بهدف مساندة أنصار الأحمر ضد نظام «صالح».

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سى»الخميس  عن مصادر مقربة من الشيخ الأحمر قولها إن المسلحين القبليين تلقوا تدريبات مكثفة خلال الأيام الماضية على مختلف الأسلحة المتاحة لديهم من قذائف «آر بى جى» وصواريخ «لو» المحمولة على الكتف والرشاشات المعدلة، مشيرة إلى أن حسين الأحمر، شقيق الشيخ صادق، أشرف على تدريب وتجهيز أولئك المقاتلين.

جاء ذلك فى الوقت الذى تمكن فيه 120 مسلحا من «حاشد» فى وقت مبكر من فجر الخميس  من الوصول إلى مدخل الأزرقين شمالى العاصمة واشتبكوا مع مسلحين قبليين موالين للنظام وقوات حكومية حتى امتدت الاشتباكات إلى جوار مطار صنعاء الدولى، الأمر الذى أدى إلى تعليق رحلاته الجوية وتعطيل مئات الركاب لتتحول الرحلات إلى عدن فى جنوب البلاد.

وفيما تصاعد التوتر فى العاصمة اليمنية، ارتفعت حركة النزوح من حى الحصبة الذى مازال يعانى انقطاعاً للكهرباء، وأكد شهود عيان أن السكان يغادرون صنعاء بكثافة وسط انتشار المسلحين فى الشوارع، وقال النازح محسن سنان: «صنعاء مهجورة الآن، وإذا استمرت المعارك سنقرأ الفاتحة على اليمن».وشهد شمال صنعاء منذ منتصف الليلة قبل الماضية أكثر من70 انفجارا عنيفا بشكل متتال، بينما أكد شهود عيان ومصادر عسكرية أن القوات الحكومية تقصف بالمدفعية الثقيلة منزل الشيخ صادق الأحمر المساند للاحتجاجات، وواصلت وحدات أمنية يمنية خاصة مواجهاتها للعناصر المسلحة الموالية للأحمر فى إطار الحملة المكثفة لتطهير المنشآت والمقار الحكومية بمنطقة «الحصبة» من عناصر الأحمر.

وفى جنوب اليمن، قتل 6 أشخاص من عناصر تنظيم القاعدة وتم تدمير 3 سيارات فى عملية عسكرية ناجحة ضمن المواجهات المستمرة بين قوات الجيش والأمن وبين عناصر التنظيم بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين. وأكد مصدر عسكرى مسؤول، الخميس ، أن وحدات عسكرية وأمنية فى أبين وجهت ضربات قاسية لعناصر «القاعدة» فى زنجبار التى تحولت إلى مدينة أشباح تحت تاثير الضربات المتلاحقة فضلا عن بعض المناطق المجاورة لها ومنطقة جعار حتى تمكنت من تحديد بعض المواقع التى تتمركز فيها عناصر التنظيم وتم ضربها وإلحاق خسائر كبيرة بهم فى الأرواح والمعدات.

ومع تفجر الوضع الميدانى على هذا النحو، أدانت الولايات المتحدة الاشتباكات الدائرة فى صنعاء وأعلن البيت الأبيض، فى بيان الخميس ، أن هذه الأحداث المأساوية «تبرز الحاجة الماسة لتوقيع الرئيس اليمنى على المبادرة الخليجية والبدء فورا بعملية انتقال السلطة».

وأشار البيت الأبيض إلى أن مستشار الرئيس الأمريكى باراك أوباما لمكافحة الإرهاب جون برنان سيتوجه إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لبحث الأزمة اليمنية باعتبارها جزءا من المشاورات مع دول مجلس التعاون الخليجى.

وتزامن ذلك مع ما أكدته مصادر يمنية أن هناك مشاورات حاليا بين اليمن ودول الخليج لتحديد موعد لتوقيع المبادرة الخليجية لحل الأزمة الراهنة، موضحة أن المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية وأولاد الأحمر لا علاقة لها بالأزمة السياسية بالبلاد أو الاعتصامات السلمية.

وقال مصدر مسؤول باسم الحكومة اليمنية لصحيفة «26 سبتمبر» الأسبوعية، الخميس ، إن البلاد على استعداد لاستكمال التوقيع على المبادرة الخليجية التى وقع عليها المؤتمر الشعبى العام (الحزب الحاكم)، مشيرا إلى أن الأحداث الأخيرة نتجت عن أعمال عناصر مسلحة خارجة عن القانون واستخدمت العنف لإشاعة الفوضى والاستيلاء بالقوة على وزارات ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص فى العاصمة وبدعم من تحالف أحزاب اللقاء المشترك (المعارضة).

Total time: 0.0419