أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

الحكومة تقول في جنيف بان البعض له مواقف ملتبسة وغامضة من الوضع اليمني (نص الكلمة)

- صنعاء
الت الحكومة اليمنية اليوم الاثنين، إن «مسار القضية اليمنية يحمل مواقف ملتبسة وغامضة من البعض في محاولة لإقحام اليمن في لعبة الاستقطابات والملفات الدولية دون اكتراث لمصالح الشعب اليمني وأمنه واستقراره وتطلعاته».
 
 
 
وافتتح الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومبعوثه إلى اليمن اسماعيل ولد الشيخ، مفاوضات بين الأطراف اليمنية في مدينة جنيف السورية بهدف تحقيق عملية السلام.
 
 
 
وشاركت الحكومة باعتبارها الممثل الشرعي في المفاوضات، وقالت في كلمتها إنها تسعى لحلحلة الوضع عقب انقلاب المسلحين الحوثيين وقوات صالح على شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي.
 
 
 
وقالت «قرار مجلس الأمن 2216 هو المرجعية الأساسية وتطبيقه هو المسار الوحيد للوصول إلى حل لاستكمال المسار السياسي المحدد في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وفي وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل».
 
 
 
نص الكلمة:
 
بِسْم الله الرحمن الرحيم
 
السيد بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة
 
السيد اسماعيل ولد الشيخ احمد مبعوث الامين العام
 
نأتي اليكم اليوم بوفد موحد ومدعوم من كل القوى السياسية الخيرة والمقاومة الباسلة ويمثل الجمهورية اليمنية بشرعيتها الوحيدة ممثلة بفخامة الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي ومؤسسات الدولة الدستورية.
 
اتيناكم بعقول منفتحة وروح مسؤولة وقلوب مكلومة على وضع كارثي تعيشه اليمن قادته إليه المغامرة الفاشلة للاستيلاء على السلطة في موجة عنف وإرهاب غير مسبوقة في تاريخ اليمن في محاولة لفرض نظام فاشي يمزق النسيج الاجتماعي لليمن ناهيك عن تدمير ونهب مؤسسات الدولة و العبث بمقدراتها.
 
في الوقت الذي نجتمع فيه اليوم هنا يعاني الألاف من أبناء شعبنا جراء العنف الذي تقوده مليشيات الحوثي وصالح في معظم مدن البلاد بعدما هدمت البيوت على رؤوس ساكنيها واستخدمت المدارس والمؤسسات التعليمية لأغراض عسكرية وقصفت المستشفيات وفجرت البيوت الآمنة و دور العبادة ومنعت جهود الإغاثة وتقديم العون والخدمات بدوافع انتقامية.
 
نجتمع هنا اليوم ولا نعلم مصير مئات المختطفين من قبل مليشيات الحوثي وصالح بدء من رجال الدولة وقيادات عسكرية وسياسية وناشطين و مواطنين ابرياء وعاملين في مجال العمل الإغاثي والتطوعي وصحفيين بل واستخدمت المليشيات الانقلابية بعضهم كدروع بشرية لتصل أجسادهم إلى ذويهم أشلاء بعد انقطاع اخبارهم في سجون المليشيات في سابقة تشكل ذروة الانحطاط الأخلاقي في تاريخ الحروب والانقلابات المسلحة.
 
من المحزن أن هذا الوضوح في مسار القضية اليمنية يحمل مواقف ملتبسة وغامضة من البعض في محاولة لإقحام اليمن في لعبة الاستقطابات والملفات الدولية دون اكتراث لمصالح الشعب اليمني وأمنه واستقراره وتطلعاته وستكون سابقة تاريخية وجريمة إنسانية أن يسمح المجتمع الدولي والأمم المتحدة للمليشيات المتمردة بأن تستولي على السلطة وشرعنة ذلك بحجة الأمر الواقع مما سيشكل نموذجا كارثيا لكل الجماعات الإرهابية المشابهة التي تسيطر على مساحات جغرافية بأن تصبح إمارات فاشية متطرفة مما يهدد السلم والأمن في الإقليم والعالم أجمع مما استدعى القيادة الشرعية للاستعانة بالتحالف العربي وفقا للمواثيق الدولية لحماية الشعب اليمني في وقفة انسانية شجاعة لصد الاعتداءات الوحشية التي تقوم بها المليشيات المتمردة.
 
إننا نؤكد لكل من يسمعنا من احرار العالم بأن الشعب اليمني لن يتخلى عن إرادته ببناء دولة النظام والقانون و المواطنة المتساوية والذي حددت ملامحها عقب عملية تغيير سلمية رائدة انتظمت فيها الغالبية من ابناء شعبنا وكان في صدارة تلك العملية نضال الحراك الجنوبي السلمي وثورة الشباب الشعبية السلمية وترجمته وثيقة وطنية جامعة تمثلت في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومسودة الدستور.
 
لم يتبقى في المسار السياسي الذي انتهجته اليمن وفق للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية سوى التوافق على مسودة الدستور والذهاب إلى انتخابات تؤدي لسلطة جديدة قبل أن يتحرك تحالف الحوثي وصالح بمسيرة تدمير واحتلال المدن و المؤسسات منذ سبتمبر 2014 واستكماله في يناير 2015 لتبدأ المليشيات بفرض كل مندوبيها وممثليها في كل مؤسسات الدولة والمؤسسة العسكرية والأمنية مما اشعل المقاومة من كل فئات المجتمع في مدن الجمهورية ليخرج ابناء مدن عدن والضالع وتعز وابين شبوة ومارب ولحج والحديدة والبيضاء والجوف وبقية المحافظات للدفاع عن أهلهم وبيوتهم ضد هجمات مليشيات الحوثيين وصالح ولم تتورع مليشيات الحوثي وصالح عن استخدام كل انواع الاسلحة الثقيلة ضد المدنيين العزل ومنع وصول الاغاثة.
 
إن قرار مجلس الأمن 2216 هو المرجعية الأساسية وتطبيقه هو المسار الوحيد للوصول إلى حل لاستكمال المسار السياسي المحدد في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وفي وثيقة مخرجات الحوار الوطني الشامل ونحن هنا اليوم فقط لمناقشة آليات تطبيق ذلك القرار الذي حظا بدعم إقليمي ودولي غير مسبوق كان لكم دور أساسي في إخراجه.
 
إن توفير المساعدات الانسانية والاغاثية يأتي في صدارة أولوياتنا لإنهاء المعاناة عن أبناء شعبنا جراء عدوان مليشيات صالح والحوثي. كما لا يفوتني ان أتقدم بجزيل الشكر للأمانة العامة للأمم المتحدة لكل ما تبذله من جهود منذ العام 2011 ولكافة اشقاءنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية ولأصدقائنا في المجموعة الدولية الداعمة للعملية السياسية في اليمن . ونؤكد لأشقائنا واصدقاءنا أننا برغم كل التحديات والصعاب، سنمضي بكل جدية وصدق ، بتوفيق من الله اولاً ، وإرادة أبناء شعبنا وبدعم ومساندة اشقائنا واصدقائنا لاستعادة الدولة من قبضة الميليشيات ، وبناء اليمن الاتحادي الجديد ، يمن يفخر به شعبه ، ويكون عمقا وسندا لأشقائه ، وداعماً لأمن المجتمع الدولي وعامل لاستقرار العالم كله ، سنمضي بعون الله في مرحلةٍ جديدةٍ وعهدٍ جديدٍ.
 
حفظ الله اليمن وأهلها من كل سوء ومكروه.
 
المجد والخلود للشهداء الابرار الشفاء للجرحى، والحرية للأسرى والمختطفين
 
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
الوفد الرسمي للجمهورية اليمنية

Total time: 0.0464