انتهت الأزمة التي أثارها قرار محكمة جنوب أفريقية بمنع الرئيس السوداني، عمر البشير، الذي كان يشارك في مؤتمر القمة الأفريقية الذي عُقد على مدى يومين بمدينة جوهانسبرغ، من مغادرة البلاد، بعودته إلى الخرطوم مساء الاثنين.
وبث التلفزيون السوداني مشاهد حية لعودة الرئيس البشير إلى مطار الخرطوم، بعد رئاسة وفد بلاده في القمة الأفريقية، وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سونا" أن كان في استقباله الفريق أول ركن، بكري حسن صالح، النائب الأول لرئيس الجمهورية، وعدد من المسؤولين.
وكانت تقارير متطابقة في كل من السودان وجنوب أفريقيا قد أكدت، في وقت سابق الاثنين، أن الرئيس السوداني غادر الدولة الواقعة في أقصى جنوب القارة الأفريقية قبل ظهر الاثنين، رغم صدور قرار قضائي بمنعه من مغادرة البلاد، على خلفية مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه بتهم ارتكاب "جرائم حرب."
جاءت الأنباء عن مغادرة الرئيس السوداني لجنوب أفريقيا، عقب مشاركته في القمة الأفريقية، في الوقت الذي بدأت فيه محكمة جنوب أفريقية النظر في طلب تسليمه للمحكمة الدولية، حيث استهل رئيس المحكمة الجلسة بالتأكيد على ضرورة امتثال منافذ العبور الرسمية للأحكام القضائية، بمنع البشير من المغادرة.
وخلال الجلسة، قال ممثل الإدعاء العام إن ما بلغه من معلومات تؤكد أن البشير "ما زال موجوداً في جنوب أفريقيا"، بينما قالت إيزابيل غودمان، محامية بمركز حقوقي، إن المنافذ الحدودية سبق لها "عدم تنفيذ الأوامر القضائية"، وأضافت أن هناك "إمكانية كبيرة قد تسمح للبشير بمغادرة البلاد"، ودعت المحكمة إلى البت في القضية بأسرع وقت.
ترافقت جلسة المحكمة والتقارير عن مغادرة الرئيس السوداني لجنوب أفريقيا الاثنين، رغم الأمر القضائي الصادر الأحد، بمنعه من المغادرة، مع تطور أمني جديد، بحسب ما أكدت مصادر مطلعة لـCNN، تمثل في نقل طائرته الرئاسية من مطار "تامبو" الدولي، إلى قاعدة "واترفلوك" العسكرية، في خطوة لم تتضح أسبابها على الفور.
وفي السودان، قالت وكالة الأنباء الرسمية "سونا" ان وزير الخارجية، إبراهيم غندور، سوف يعقد مؤتمراً صحفياً مساء الاثنين، بمطار الخرطوم، "فور عودة رئيس الجمهورية والوفد المرافق له" من جنوب أفريقيا، عقب مشاركته في الدورة الـ25 لقمة الاتحاد الأفريقي.