نشرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، تقريراً عن التسريبات التي أطلقها "ويكيليكس" عن السعودية هذا الاسبوع، قالت فيه، إن عشرات الآلاف من الوثائق المسرية التي تعطي لمحة عن أعمال الحكومة السعودية، نشرت من قبل "ويكيليكس" في وقت حذرت السلطات السعودية مواطنيها من عدم تبادل أو الاطلاع على هذه الوثائق التي وصفتها بـ"المزيفة".
وأوردت الصحيفة أن "ويكيليكس" نشر حتى الآن نحو 60 ألف وثيقة مسربة من السعودية، في وقت تعهد فيه بنشر المزيد خلال الأسابيع القادمة، خاصة أن لديه نحو نصف مليون وثيقة مسربة.
وقالت "الإندبندنت" البريطانية، إن تلك الوثائق المسربة ترسم صورة مهمة عن الحكومة "الاستبدادية" و"المسرفة" في السعودية التي ما زالت تحكم البلاد بالحكم الملكي المطلق من خلال أسرة "آل سعود".
وأوضحت الصحيفة، أن بعض الوثائق المسربة التي تأكدت وكالة "أسوشيتد برس" من صحتها، أظهرت وجود مصلحة سعودية في تقويض المصالح الإيرانية.
ومن بين المذكرات بخصوص ما يتعلق بإيران "استضافة شخصيات ايرانية معارضة في الخارج، والتنسيق معهم وتشجيعهم على استخدام صالات العرض لإظهار صور من التعذيب التي قام بها النظام الإيراني ضد الشعب".
مشيرةً أن هناك بعض الوثائق التي حملت طابعاً تحريضياً كالوثيقة التي طبع عليها شعار المملكة العربية السعودية - شجرة النخيل وسيفان متقاطعان - فوق عبارة "سري للغاية"، والتي ادعت فيها المملكة استعداد دول الخليج دفع 10 مليارات دولار مقابل إطلاق سراح الرئيس المصري حسني مبارك.
وأورد جوليان أسانج مؤسس ويكيليكس، أن "هذه التسريبات تكشف النقاب عن إحدى أكثر الديكتاتوريات الغامضة عبر التاريخ"، قائلا: إن هذه التسريبات تتزامن مع احتفال السعودية بالذكرى 100 لتأسيسها، والتي تشكل تهديدا لذاتها وللدول المجاورة لها.
وجاءت التسريبات بالتزامن مع الذكرى الثالثة للجوء مؤسس ويكيليكس، جوليان أسانج، لسفارة الإكوادور في لندن لتفادي ترحيله إلى السويد فيما يتصل بمزاعم عن ارتكاب جرائم جنسية.
وعلى حد زعم الموقع كتب ويكيليكس في بيان له "لا تزال المملكة السعودية، الحليف الأول للولايات المتحدة الأمريكية والمملكة البريطانية المتحدة في الشرق الأوسط، ويعود ذلك إلي امتلاكها أكبر احتياطي نفطي في العالم".
وأضاف الموقع أن الوثائق "ستكشف جانبا مهما من عمل السفارات السعودية في مختلف دول العالم، وستضم ملفات تندرج ضمن خانة سري للغاية، وتعليمات صادرة عن الدولة السعودية، بما فيها وزارة الداخلية، وجهاز الاستعلامات".
وقالت "الإندبندنت" البريطانية، إنه وعلى الرغم من عدم وجود طريقة سريعة للتأكد من صحة الوثائق المسربة، إلا أن "ويكيليكس" لديه سجل من التسريبات الحكومية الموثوق فيها، كما يتمتع بالمصداقية في نشر الوثائق الحكومية المسربة، مشيرةً إلى أن معظم الوثائق المسربة باللغة العربية مما يعني أنها ستأخذ فترة أطول من قبل الإعلام الغربي في تحليلها، وعلى الرغم من ذلك فإن الحكومة السعودية اعترفت قبل شهر تقريبا ان ارشيفها تعرض لاختراق من قبل "الجيش الالكتروني اليمني"، وربما كان هذا الاختراق هو الذي يقف وراء الحصول على هذه الوثائق.
وأضافت الصحيفة، أن الحكومة السعودية معروفة بعدم تسامحها مع المعارضة وأصدرت تحذيرا لمواطنيها بعدم تداول وثائق ربما تكون مزيفة، دون إنكار صحة تلك الوثائق بشكل مباشر.
وذكرت أن الخارجية السعودية حذرت مواطنيها بعدم السماح لأعداء المملكة بتحقيق أهدافهم عبر تبادل أو نشر أي وثائق، مضيفة أن كثيراً منها مفبرك بطريقة واضحة جدا.
وتحدثت الصحيفة عن أن السعودية، الحليف المقرب للحكومة البريطانية منذ فترة طويلة، معروفة تاريخيا بتحكمها الشديد في الإعلام والذي زاد منذ ثورات الربيع العربي في 2011م.
وأوردت الصحيفة في ختام تقريرها، أن منظمة "مراسلون بلا حدود"، وضعت المملكة العربية السعودية في المرتبة 164 من بين 180 دولة من حيث حرية الصحافة.