أنا يمني
في وضح النهار يكسوا الخرس أجهزتي الكهربائية وفي الليل اغرق ومدينتي في ظلام قلما بالكهرباء ينجلي..أنا يمني.
في موطني..موطن المزن وعرين الرعود أبقى أتوسل من لا يد له فيما أعطى الذي يداه كلتهما يمين بل واعد الأيام والأسابيع في انتظار ما جٌعل به كل شي حي وبعد أربعين أو خمسين يوما ابتاع وايه ماء في المساء ليفاجأ ني ماء المشروع في الصباح بخسارتي ..أنا يمني.
أتقاضى راتبي الشهري أول الشهر..نصف الشهر..و ربما ا خر الشهر لأسدد دين كل الشهر والذي هو أضعاف راتبي ..أنا يمني.
أقدم إلى الدنيا بعد جلسة قات.. وأتقاسم عمري مع ربطة القات ..أوقع معاملاتي بربطة قات.. وأٌزف عريسا وفي فمي قات والقات أيضا يكون في مأتمي ..أنا يمني.
بكائي غناء..وضحكي حداء واصنع من الماء والنار دواء وداء واروي على الصخر والصلب قصة منشأي ،ففي ذي قمرية وتلك(جنابي) وذاك عقيق ومعمار حضرمي ولكن إذا ما خٌضت غمار التسابق الدولي هٌمشت عمدا لأني يمني
يا رب قالها الأولون(ربنا باعد بين أسفارنا) ولا زالت من حينها بالغربة اكتوي، ..ولا زلت الهث خلف الرغيف وخلف التحقق لذات وخلف مستقبل ضنه عليا خفافيش الظلام في موطني ..أنا يمني .
أٌولد في بيت لعشرين نفسا فان كنت بنت عاودوا الكره وان كنت ولد تعالت الأصوات به نحتفي ..أنا يمني .
ويضمأ يومي وشهري وعامي لأروي به مزارع قاتي،أزج ببنتي في سن صغير لزوج كبير لأدفن عاري ، و أحيا تفاصيل نحسي وسعدي ببندقيتي ..وباسم القبيلة وباسم العشيرة أظل أعيش على نار ثاري..أنا يمني .
أبيع ارضي وغنمي وداري لأجل المدينة،وهناك أبيع بقايا حياتي لرشوة هذا وذل لذاك لاحمي حياتي ،فتصفعني فلول الفساد وتطحنني تروس الظلام ولا أجد بد من فتح أجنحتي ..أنا يمني.
أذوق الأمرين في موطني و أذوق ثلاثا في غربتي ،فصرت أسيرا لحلم كبير ..عظيم بحجم أمتي، أن أزيل الظلام بإشعال دمي.. وان ابني بلادي على أشلاء عظمي ..وان اسحق الظلم بسلميتي ..أنا يمني.
فمهما همشوا من ثورتي..وقالوا عنها هراء أزمتي.. وصكوا الوجوه عني في صرة..سيبقى السلام شرعي وديني ونهجي وزادي في ثورتي ..وأبقى أنا الفذ وحدي أناضل ووحدي أقاسي ووحدي أغامر لأبعث في الغد دولتي ..أنا يمني.
ياسمين العثمان
كاتبه من اليمن