أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

بعد نجاح ثورة تونس ومصر يرى العرب اليمن نقطة تحول في مسار الانتفاضات الشعبية

- صباح الذيباني
 يرى العديد من المواطنين العرب انهم حققوا انتصارا جديدا يوم الاحد في مسعاهم للاطاحة بالحكام الاستبداديين في المنطقة واستبعدوا فكرة عودة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الى السلطة مجددا بعد سفره لتلقي العلاج في السعودية.

وخضع صالح الذي اصيب في هجوم استهدف القصر الرئاسي في العاصمة اليمنية صنعاء يوم الجمعة لجراحة لاستخراج شظايا من الصدر يوم الاحد. وقال مسؤول بالحزب اليمني الحاكم ان صالح سيعود الى صنعاء لاستئناف مهام عمله. ويعتقد القليلون انه سيعود.

وقال حسين خليل (27 عاما) وهو مصري يعمل موظفا في بنك وشارك في الاحتجاجات التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك في وقت سابق العام الجاري "هذا يشير الى سقوط ثالث نظام عربي مستبد وسيمنح دفعة كبيرة لمن يكافحون في سوريا وليبيا."

وفي يناير كانون الثاني فر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الى السعودية بعد تنحيه عن السلطة. وبعد نحو شهر وتحديدا في 11 فبراير شباط تخلى مبارك عن منصبه اثر ثورة شعبية. وتعهد الرئيس المخلوع بعدم مغادرة مصر ويواجه الان محاكمة بتهم تتعلق بالفساد وقتل المحتجين.

وانتقلت الاحتجاجات الى عدة بلدان عربية وكانت قوية في اليمن وسوريا وليبيا والبحرين وهي بلدان يحكمها قادتها منذ عقود. لكن المحتجين في هذه البلدان خرجوا على حكامهم عازمين على مواصلة الاحتجاجات ومستعدين لاستخدام القوة العسكرية لتحقيق اهدافهم.

ويأمل البعض الان في ان يتغير ذلك.

وقال زكي بني ارشيد وهو قيادي بارز في حركة الاخوان المسلمين بالاردن ان رحيل صالح يمثل نقطة تحول ليست فقط "للثورة" اليمنية لكنه يمثل ايضا دفعة كبيرة للتغيرات الحالية في المنطقة العربية وبداية انتصار حقيقي.

واصيب صالح عندما ضربت قذائف قصره في صنعاء وقتل سبعة اشخاص في الهجوم كما اصيب رئيس الوزراء ونائبه ورئيس البرلمان. وتوجه صالح الى الرياض يوم السبت لتلقي العلاج.

وقال الفريد سمعان الامين العام لاتحاد الادباء في العراق ان سفر صالح تحرك لحفظ ماء الوجه ليترك السلطة. واضاف ان الرئيس اليمني ربما يكون ادرك ان الهجوم القادم قد لا يبقيه على قيد الحياة.

وتصدت السعودية لمشاعر التذمر لدى شعبها بمنح مالية ضخمة. لكنها تورطت فيما يعرف باسم "الربيع العربي" بطرق اخرى فقد وفرت مأوى لبن علي وارسلت قوات لدعم الاسرة المالكة في البحرين وها هي الان تقدم العلاج لصالح.

وقال سامي الفرج رئيس مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية انهم اذا ارادوا ان يمنحوا صالح مخرجا على اساس اصابته فانه يتعين عليهم اولا معالجة قضايا المحتجين والقبائل المعارضة.

واليمن بلد جبلي يعد امتلاك السلاح فيه امرا مألوفا. وهو ممزق بفعل الخلافات القبلية التي استغلها صالح بمهارة طيلة 33 عاما للبقاء في السلطة. وتغير ذلك الامر عندما خرج المحتجون ضده مستلهمين ثورات "الربيع العربي".

وقال عبد الرحمن حسين (30 عاما) وهو صحفي مصري ان من مصلحة السعودية انهاء الاحداث في اليمن لانها لا تريد ان تتجاوز المشكلة الحدود بين البلدين.

وحتى وقت قريب دعمت السعودية والولايات المتحدة صالح وكانتا تتخذانه حليفا ضد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو جناح لتنظيم القاعدة يتمركز في اليمن.

وقال حسن نافعة استاذ العلوم السياسية المصري ان السعودية لن تواجه انتقادات من الشعب العربي لمنحها المأوى للحكام المخلوعين شريطة الا يستغل هؤلاء المملكة للتدخل في شؤون بلدانهم من هناك.

واضاف "الربيع العربي مستمر والشعوب العربية في حالة فوران. الشعوب العربية في حالة رفض تام للنظم الحالية.التحدي الوحيد هو ماذا سوف يأتي بعد ذلك.. التحدي هو كيف يكون شكل النظم الجديدة والحكام القادمين

المصدر : رويترز

Total time: 0.0498