اخبار الساعة - العربي الجديد
قررت وزارة الخارجية الأميركية التريّث في قبول أوراق اعتماد سفير جديد للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لدى واشنطن، بناءً على تعليمات من البيت الأبيض، وفقاً لما كشفه دبلوماسي يمني في سفارة اليمن لدى واشنطن، وأكدته مصادر في الخارجية الأميركية.
وأوضحت المصادر، التي فضّلت عدم نشر اسمها، لـ”العربي الجديد”، أنّ الولايات المتحدة تلقت عبر سفارتها في الرياض ترشيحاً من الرئيس اليمني لسكرتيره السابق أحمد عوض بن مبارك ليكون سفيراً لليمن لدى واشنطن. غير أن البيت الأبيض أصدر تعليماته للخارجية بالتريث في قبول مرشح هادي على أمل أن تسفر المفاوضات الجارية بين قوى الداخل وقوى الخارج عن توافق على مرشح يحظى باعتراف مختلف الأطراف. ويخشى دبلوماسيون أميركيون من أن يؤدي الإعلان عن تعيين سفير لليمن في واشنطن من قبل هادي إلى المزيد من تأزيم المشكلة اليمنية، بما ينعكس سلباً على الجهود الحثيثة الجارية لحلّها.
وفي هذا السياق، أعرب مصدر في دائرة الشرق الأدنى في الخارجية الأميركية، في حديث لـ”العربي الجديد”، عن امتعاض الدبلوماسيين الأميركيين من تسرّع الرئاسة اليمنية بإرسال مرشح هادي قبل موافقة إدارة الرئيس باراك أوباما عليه، في مخالفة للعرف الدبلوماسي لم تكن متوقعه، بحسب قولهم.
وكان مدير مكتب هادي السابق أحمد عوض بن مبارك قد وصل إلى واشنطن، يوم السبت الماضي، في مهمة لم يكشف النقاب عنها، بمعية وزيرين يمنيين في حكومة نائب الرئيس خالد بحاح.
وقالت مصادر في السفارة اليمنية بواشنطن، لـ”العربي الجديد”، إن بن مبارك هدد بالبقاء في واشنطن ولو عن طريق اللجوء السياسي في حال رفضت واشنطن قرار تعيينه سفيراً لديها، فيما رفض المصدر الأميركي الإفصاح عمّا إذا كان هناك اعتراض على شخص المرشح بن مبارك.
وينتمي بن مبارك إلى حزب “البعث العربي الاشتراكي”، وقضى سنيناً من عمره في العراق أيام حكم الرئيس الراحل صدام حسين، وعرف بنشاطه البعثي في اتحاد الطلبة العرب. وشدد المصدر على أن ما يهم الولايات المتحدة على المديين القصير والبعيد هو ألا يستغل تنظيم “القاعدة” الوضع المتردي في اليمن، ملمحاً إلى أن التنظيم نجح بالفعل في تجيير حالة التذمر السائدة في الجنوب من سياسات الرئيسين اليمنيين السابق والحالي لصالحه، مضيفاً: “لهذا، تأمل الولايات المتحدة أن تسفر الجهود الجارية حالياً في التوصل إلى حل للمشكلة اليمنية، بشكل يؤدي إلى استئناف السلام وعودة الحد الأدنى من الوفاق السياسي”.
وكانت جماعة “أنصار الله” الحوثية قد نجحت، أثناء مؤتمر جنيف اليمني، في توظيف المخاوف من تنظيم “القاعدة” لصالحها، بحيث أبدت استعدادها للانسحاب من المدن وتسليمها لقوة ثالثة، وليس لتنظيم “القاعدة” أو من هم على صلة به.
وزعمت الجماعة في خطابها أن هادي وحكومته ليس لهما وجود يذكر على الأرض، وأن الوجود الحقيقي هو للتنظيمات الإرهابية بما فيها عناصر “الدولة الإسلامية” (داعش)، في جنوب اليمن.