فيما تنتظر مصر استحقاق الانتخابات الرئاسية، يأتي تيار جديد عبر
"فيسبوك" الذي أطاح بالرئيس رقم "4" بين رؤساء نظام ثورة يوليو/تموز 1952،
ليطالب بعودة الملكية وتنصيب وريثها الشرعي الملك أحمد فؤاد الثاني على عرش
"المملكة المصرية".
كان الملك أحمد فؤاد طفلاً في شهوره الأولى عندما أطيح بوالده الملك فاروق،
وقامت ثورة يوليو بتوريثه العرش لفترة قصيرة تحت الوصاية، قبل أن تلغى
الملكية برمتها.
على الموقع الاجتماعي "فيسبوك"
صفحات عديدة تنادي بعودة الملكية وأحمد فؤاد إلى عرشه. وبالرغم من أن عدد
المشاركين فيها ليس كبيراً، إلا أنها تؤكد على وجود شريحة من المجتمع
المصري تؤمن بهذا المفهوم وتدعو له.
إحدى الصفحات عنوانها "الشعب المصري يريد رجوع الملك إلى مملكته"، ووصل عدد
أعضائها إلى 1864 عضواً خلال أيام قليلة، تنوعت تعليقاتهم شكلاً، لكنها
اتفقت مضموناً على تأييد الملك السابق أحمد فؤاد.
وقال العضو المشارك في هذه الصفحة، ممدوح عبدالرازق: "في عهد الأسرة
الملكية بنيت دار الأوبرا. وفي عهد مبارك تم حرق مجلس الشورى، في عهد الملك
فاروق أنجبت مصر أم كلثوم. وفي عهد مبارك أنجبت مصر روبي وتامر حسني. في
عهد الملك فاروق تم إعلان الحرب على إسرائيل، وفي عهد السادات تم إبرام
معاهدة السلام. وفي عهد مبارك تم بيع ثروات مصر لإسرائيل، من الأفضل
برأيكم؟".
"مولاي جلالة الملك.. أنت أحق بالعرش"
أما العضو
عمرو دراج فقال: "أنا أسمي ثورة 23 يوليو بثورة "الحرامية"، الذين سرقوا كل
شيء وزيفوا التاريخ، وليحللوا سرقتهم قالوا عن الملك وعهده ما قالوا
بالكذب والغش. وصدرت بيانات تفيد بأننا منتصرون، بالرغم من أن طائرات الجيش
المصري كانت تُقصف وهي على الأرض. كنا من الأوائل خلال أيام الملكية بين
الدول وحسب العالم لنا ألف حساب. أما الآن، تحول كل شيء إلى خرابة".
وأضاف: "مولاي جلالة الملك: أنت أحق بعرش مملكتك وعرش الأسرة العلوية (نسبة
إلى أسرة محمد علي التي ينتمي إليها)، وهذا يعتبر تكليفاً لا تشريفاً. مصر
بحاجة لك وهي الآن في أحلك الظروف".
واتهم العضو محمد حامد "التاريخ الموجود في الكتب المقررة من وزارة التربية
والتعليم بأنه مزور، ويسيء للملك فاروق، بالرغم من أنه باني مصر، وهو من
حوّلها إلى جنة"، متمنياً أن "تعود أيام فاروق، الذي غدر (الخونة) به".
وطالب منشئ الصفحة الملك بالعودة والتمسك بحكم مصر، قائلاً: "سيدنا محمد
(عليه الصلاة والسلام) قال: أعط كل ذي حق حقه، وعودة المملكة المصرية ليست
حلماً بعيد المنال، فلقد سبقتنا إسبانيا برجوع ملكها خوان كارلوس ملك
إسبانيا من 22 نوفمبر 1975، (...)، إرجع يا ملك إلى ملكك".
كما وجدت صفحات أخرى، تراوح عدد المشاركين فيها من 4 أعضاء حتى 376، ومنها:
"نطالب بعودة الملك أحمد فؤاد لعرش مصر"، و"الدعوة لعودة الملك أحمد فؤاد
الثاني المعظم لمصر المحروسة"، و"عودة الملك أحمد فؤاد ملك مصر الشرعي"،
و"نريد عودة الملك أحمد فؤاد الثاني".
واستشهد العديد من أعضاء هذه الصفحات بالأعمال الخيرية لأسرة محمد علي،
وكان آخرها تبرع الملك أحمد فؤاد سراً لمصر في حرب 1973، ولضحايا الزلزال
في 1992.
إمكانية عودة أحمد فؤاد ملكاً أو رئيساً
وفي هذا الشأن، خصص الإعلامي
المصري، أحمد المسلماني، مقالاً في صحيفة "المصري اليوم" متحدثاً عن
إمكانية عودة الملك أحمد فؤاد أو ترشحه للرئاسة في ظل النظام الجمهوري،
مستشهداً بحديث دار بينه وبين الأميرة الراحلة فريال، كريمة الملك فاروق.
يقول المسلماني إنه سألها عن إمكانية طرح الملك أحمد فؤاد لنفسه سياسياً في
حال حدوث أي تحولات في مصر فردت قائلة: "للأسف فإن زواج أخي فؤاد من
(دومينيك فرانس)، الملكة فضيلة.. أنهى كل الاحتمالات، ليس فقط احتمالات
السلطة، بل حتى احتمالات المكانة الرفيعة في مصر".
واستطردت الأميرة فريال: "إن زوجة فؤاد يهودية وتم وضعها في طريق أخي
ليتزوجها، لقد حاولت منع ذلك ولكن "المخطط كان أكبر منا"، وتزوج أخي منها،
وأنت تعرف أن اليهودي ينسب للأم اليهودية، وهكذا نجح المخططون في أن تصل
وراثة العرش إلى أبناء نصف يهود".
وعندها قال المسلماني إن "فضيلة" أسلمت، وذهبت مع زوجها أحمد فؤاد إلى مكة
المكرمة لتأدية مناسك العمرة معاً، فهي إذن مسلمة وزوجها مسلم وأبناؤها
الثلاثة محمد علي وفوزية لطيفة وفخر الدين من المسلمين، إلا أن الأميرة
فريال لم تقتنع بما قال، وشرحت له قصة مثيرة بشأن زواج أخيها واحتمالات
المؤامرة.
ووجه المسلماني حديثه لاحقاً إلى الملكة فضيلة (الزوجة السابقة للملك أحمد
فؤاد الثاني)، ليسألها إن كان زوجها أو أحد أبنائها يفكر في التوجه للعمل
السياسي في مصر، في حال تغير نظام مبارك، فأجابت: "نحن نحترم نظام الرئيس
مبارك، ونحن نؤيده، كما أننا لا نريد إثارة حفيظة زوجته السيدة سوزان
مبارك، إنها قوية جداً، ويمكن أن تسبب لنا متاعب، ونحن نريد أن نعود
تدريجياً إلى مصر، ولكن دون أن يقلق منا أحد، كما أنني أفكر في التجهيز
لكتاب يحمل أوراق وأسرار الملك فاروق، وأنوي كتابة قصة حياتي: "ملكة خارج
المملكة"، (...)، إن ذلك كله بمثابة تمهيد الأرض لعودتنا (أحمد فؤاد وأنا
والأولاد) إلى مصر والقيام بدور".
يذكر أن الملك أحمد والملكة فضيلة قد حصلا على الطلاق، بعد صراع دام عشر سنوات أمام المحاكم السويسرية والفرنسية.
مشروع ملكية دستورية
ويقول المسلماني: "عرفت من بعض
الأصدقاء أن هناك من يدفع أحمد فؤاد للعب دور في السياسة المصرية، وقد بدأ
هؤلاء، حسب معلومات وصلتني مؤخراً، قد تكون صحيحة، في دفع أحمد فؤاد
للزواج من مصرية وإعادة تقديمه كوريث للعرش، وجمع شتات العائلات
الأرستقراطية وبعض قطاعات الليبراليين، من أجل مشروع سياسي سوف يأخذ شعار
(الملكية الدستورية)، ويتمنى هؤلاء أن يسود النظام البرلماني في مصر، كي
يسهل مهامهم في طرح ذلك".
الملك أحمد فؤاد، ولد في 16 يناير/كانون الثاني 1952، وورث عرش مصر عن عمر
لا يتجاوز الستة أشهر، بعد أن قامت الثورة المصرية في 23 يوليو/تموز سنة
1952، مما اضطر الملك فاروق إلى أن يتنازل له عن العرش، ولم يكن عمر والدته
الملكة ناريمان تجاوز 20 عاماً في ذاك الوقت، بعد سنة وثلاثة أشهر من
زواجها.
وصرح الملك أحمد فؤاد في حوار تلفزيوني أنه سعيد بزياراته لمصر، مؤكداً على
اعتزازه بالجنسية المصرية. وعند سؤاله عن رغبته في استرداد ممتلكات أسرته
المالكة، أجاب: "مصر بالنسبة لي ليست قصوراً وممتلكات، مصر هي بلد وشعب
عظيم أكن له كل الحب والتقدير".
وفي عام 2007 بثت القنوات الفضائية العربية مسلسل "الملك فاروق" الذي أثار
ضجة واسعة في مصر والعالم العربي بطرحه معلومات جديدة حول سيرة الملك فاروق
وسنوات حكمه لم تكن معروفة من قبل، وخرجت شرائح كبيرة من الرأي العام
خصوصاً الأجيال الجديدة لتؤكد إعجابها بشخصية الملك التي لم تعاصرها وقرأت
عنها معلومات مغايرة في كتب التاريخ المقررة في المدارس والجامعات المصرية.