اخبار الساعة - متابعات
ترافقت التحركات والتطورات الأخيرة في عدن، جنوب اليمن، مع دخول مفاوضات السداسية وإيران ساعات الحقيقة وتواتر التأكيدات بقرب إعلان وتوقيع الاتفاق - الذي أعلن الثلاثاء.. مع إعلان سيطرة المقاتلين على مناطق حيوية. خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية (الاثنين والثلاثاء)، كانت الأحداث متزامنة ومتسارعة على مساري مفاوضات النووي الإيراني في فيينا وتحركات عسكرية سعودية في عدن.
لا إيران أفادت أو ستفيد اليمنيين شيئاً، ولا اتفاقها يعني اليمنيين في شيء، ولا أحد في العالم معني بما يحدث لليمن ومواطنيه من مذابح وتدمير وإبادة بربرية. لكن قوة العرب لم تجرب نفسها وردها إلا على اليمنيين وفي اليمن: (أسد عليَّ وفي الحروب...).
أنجزت إيران والسداسية الدولية الاتفاق الذي كان متوقعاً ومرتقَباً حول البرنامج النووي الإيراني ومتعلقاته العسكرية والحظر الاقتصادي، وأنجزت الحملة العسكرية والجوية التي تقودها المملكة السعودية ضد اليمن (رداً) على طريقتها المعمولة والمتبعة بمعاقبة اليمن واليمنيين - نكاية بإيران ليس إلا (..) وقادت عملية حربية كبيرة لتمكين القاعدة من مناطق حيوية ومهمة في عدن اليمنية، وفي طريقها لتلحق بالمكلا عاصمة حضرموت الذي احتفل فيها القاعدة بإنجازات رفاقه والتحالف السعودي في عدن(..)
في ردود عربية أولى على الاتفاق الإيراني، هنأت دولة الإمارات العربية المتحدة - المشاركة، أيضاً، في التحالف السعودي- إيران بثلاث برقيات رسمية باسم القيادات العليا في الدولة. وبينما تأخر رد الرياض المستاءة كثيراً، إلا أن تصريحاً لافتاً أوردته شبكة "سي إن إن" الأمريكية يعبر عن الاستياء ويتحدث عن "رد"، وكان ما حدث ويحدث في الأثناء وتباعاً في عدن - المدينة النازفة تحت القصف والغارات والقتال منذ أربعة أشهر- هو التعبير العملي الوحيد المتاح لمضمون "الرد" السعودي.
قال مصدر سعودي لشبكة CNN: إن إدارة الرئيس باراك أوباما "ارتكبت خطأ تاريخياً ضخماً وستترك عبئاً هائلاً للإدارة المقبلة عليها التعامل معه وتصحيحه".
وأضاف، أن الاتفاق "سيقابله كثير من العداء؛ بسبب الطريقة التي تم بها، تمثيلية في الأساس، وسيكون هناك رد قوي من السعودية من خلال اتخاذ إجراءات على المدى المتوسط".
لكن.. وعلى المدى المنظور والسريع، فإن الترسانة الحربية والعسكرية الهائلة للمملكة السعودية تحركت بسعار محموم وحركت آلاف الصواريخ والقنابل من الجو والبحر بالترافق مع زج مجاميع مسلحين ومرتزقة إلى شرايين عدن وإشعال معارك طاحنة حصدت مكسباً أولاً و(نصراً) سعودياً بإسقاط مناطق مهمة بيد القاعدة الذي بادر إلى رفع الرايات وجالت الأطقم في الشوارع بجثث القتلى المسحولين توزع التكبريات بالنصر، كما أظهرت تسجيلات فيديو (..)
يبدو أن قدر اليمن واليمنيين ماضٍ في أن يدفعوا الضريبة، دائماً ومجدداً، كما قرر وينفذ تحالف عسكري وحربي لأغنى الحكومات والدول الخليجية العربية منذ أكثر من 111 يوماً عبر حملة عسكرية جوية وعمليات حربية لا سابق لها في تاريخ الجيوش العربية قتلت آلاف اليمنيين، وشردت الملايين، ودمرت اليمن، علاوة على حصار اقتصادي يشدد الخناق ويخنق اليمنيين وملايين البشر، ويقطع ويمنع جميع الإمدادات في الغذاء والدواء والوقود والمساعدات الإنسانية.
كما يبدو -أيضاً- أن آلاف المدنيين في اليمن من نساء وأطفال وعجائز ومهمشين وعمال مصانع وورش وعمال إغاثة ورواد أسواق شعبية وسواهم، سوف تعدمهم الطائرات والصواريخ والقنابل الأمريكية بأمر تحالف العدوان العربي السعودي والمشاركة الأمريكية والغربية في التمتع بمجازر الإبادة والقتل الجماعي بحق مواطني بلد فقير اسمه اليمن وليس لديه نفط وميزانيات مليارية لتشغيل مصانع الأسلحة.