ونقل مراسل الجزيرة عن مصدر يمني رفيع قوله إن إصابة صالح بالغة وقد لا تتحسن صحته إلا بعد أشهر طويلة، غير أن وكالة الأنباء الفرنسية نقلت عن مصدر سعودي قوله إن حالة الرئيس مستقرة.
وقال المصدر إن صالح الذي أصيب في هجوم استهدف مسجد القصر الرئاسي الجمعة الماضية “بانتظار تحديد موعد لعمليته التجميلية ويواصل حاليا تلقي العلاج وإعادة التأهيل”.
وكانت صحيفة الوطن السعودية نقلت عن دبلوماسي يمني قوله إن صالح ما يزال في العناية الفائقة، مضيفا أن “حياته كانت في خطر شديد بسبب شظية بقيت يومين في جسده قريبا من القلب” مشيرا إلى أن الرئيس “عولج من جروح أصابته في الرأس وحروق من الدرجة الثانية في مختلف أنحاء جسده، وخصوصا اليدين”.
كما أن مصادر أميركية كانت قد ذكرت الثلاثاء أن جروح صالح هي أخطر مما كان يعتقد في البداية، مشككة في تمكنه من العودة سريعا إلى البلاد.
مجلس انتقالي
في الأثناء، واصل الشباب ضغوطهم من أجل تشكيل مجلس رئاسي انتقالي وطيّ صفحة نظام صالح الذي حكم البلاد على مدى نحو 33 عاما.
وقالت اللجنة التحضيرية لمجلس شباب الثورة، إن مشاورات تجري مع القوى اليمنية كافة لتشكيل مجلس انتقالي لإدارة البلاد، وتشكيل لجنة وطنية تحت إشراف المجلس، تتولى توحيد مؤسستي الجيش والأمن.
وقد خرجت مسيرة حاشدة بمحافظة الحديدة تطالب بتشكيل مجلس انتقالي، وبمحاكمة رموز النظام السابق، في حين بدأت مجموعة من الشبان بنصب عشرات الخيام أمام منزل عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس تأكيدا لهذا المطلب.
وكان آلاف المحتجين تجمعوا أمس الثلاثاء أمام مقر نائب الرئيس وأمهلوه 24 ساعة لتشكيل مجلس انتقالي يقوم بتأليف حكومة جديدة، وأكدوا مواصلة الاعتصام إلى أن يتم تشكيل المجلس.
من جانبه، واصل هادي أداء مهامه على رأس السلطة بموجب الدستور حيث استقبل سفراء أربع دول خليجية هي السعودية والإمارات وسلطنة عمان، حيث تم بحث التطورات الداخلية “والإجراءات التي تمت لتثبيت وقف إطلاق النار وتحرك لجنة مشتركة لمعالجة الآثار المترتبة على ذلك وفي مقدمتها إجلاء المسلحين من المؤسسات والمباني الحكومية وإنهاء المظاهر المسلحة من الشوارع والطرقات في العاصمة صنعاء”.
جنود يرابطون أمام مبنى وزارة التجارة والصناعة بصنعاء (رويترز) |
تطورات أخرى
وجاء ذلك بينما تم العثور على نحو ثلاثين جثة بين الأنقاض جراء المعارك التي دارت خلال الأيام الماضية بين القوات الموالية للرئيس صالح وأنصار شيخ مشايخ قبائل حاشد صادق الأحمر، والذين بدؤوا في تسليم الجيش عدة مبان حكومية كانوا قد سيطروا عليها في حي الحصبة بشمال صنعاء خلال المعارك التي أوقعت 140 قتيلا عل الأقل من 23 مايو/ أيار الماضي.
وفي تعز ثاني كبرى المدن اليمنية، نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤولين أمنيين أن مئات من رجال القبائل المسلحين تمكنوا من السيطرة على جزء من المدينة على حساب سيطرة الحكومة التي أصبحت ضعيفة بالفعل.
أما في عدن بجنوب اليمن فقد نجا مدير أمن المحافظة العميد غازي أحمد علي من محاولة اغتيال فجر اليوم في حين قتل مرافقه الشخصي وأصيب اثنان آخران، كما تشهد المدينة إجراءات أمنية مشددة تحسبا لتسلل مسلحي القاعدة الذين يسيطرون على مدينة زنجبار الواقعة في محافظة أبين المجاورة.
على الصعيد الاقتصادي، أعلن وزير النفط أن السعودية قررت منح بلده الذي يعاني من أزمة محروقات، ثلاثة ملايين برميل من النفط الخام لدعم الاقتصاد الوطني والمساهمة في تلبية احتياجات المواطنين وتخفيف معاناتهم