أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

ماذا تعني حكومة انتقالية بالنسبة لليمنيين؟!

- محمد العلائي

من يكره لبلده الخير والرخاء والازدهار؟ انا ممن يعارضون فكرة المجلس الانتقالي، لا لشيء الا لاني اتصور أنها ستضع البلد امام احتمالات مرعبة تتمثل في فوضى تعدد مراكز السلطة التي تسعى لملء فراغ القوة الرهيب عقب سقوط النظام.

من يتباكون على الثورة ويعبرون عن خشيتهم من اجهاضها والالتفاف عليها لا يمتلكون افكار واضحة عملية تضع في حسبانها التعقيدات والانقسامات والمخاطر والفرص. لا يكلفون انفسهم عناء طرح الاسئلة والفرضيات، يكتبون فقط كلمات انشائية حماسية متكلفة.

تساءلت في احد تعليقاتي بشأن موضوع المجلس الانتقالي، هل سيكون على طريقة ليبيا ام ساحل العاج؟ ام ثورة سبتمبر في شمال اليمن، عندما استمرت حرب الشرعيات المتنافرة بين سلطة ثورة وسلطة مضادة. في ليبيا كان الامر ملحا لانها ثورة تأسيسة لبناء دولة من الصفر، بلد عاش بلا دستور ولا علم وطني ولا بنى تقليدية للدولة.

في اليمن حتى لو جرى تشكيل مجلس انتقالي فلن يكون أكثر من كيان سياسي مثله مثل تكتل المشترك وهو سيجد نفسه اذا قمنا بتأسيسه امام خيارين: اما ان يستخدم ما يمتلك من ادوات قهر واكراه لبسط نفوذه بالقوة وازاحة ما تبقى من الحكم وهو كثير، وهذه عملية طويلة ومعقدة ومكلفة، واما ان ينتهي به الامر الى التفاوض مع السلطة الموازية له بحيث يكون حزبها الحاكم شريكا في المرحلة الانتقالية مثلما سيكون الجانب العسكري من المجلس المفترض مضطر لمد جسور التواصل مع الشق العسكري الموالي للحكم من اجل لملمة وتوحيد صفوف الجيش.

من وجهة نظري، حتى لو مات الرئيس، فالانتقال الامثل لليمن يجب ان يكون وفق الدستور الحالي الى النائب الذي سيشكل مع المعارضة والقوى السياسية الاخرى حكومة وفاق وطني وإدارة حوار وطني شامل مع المعارضة وشباب الثورة واطراف الازمة الاخرى، حوارا يفضي الى اصلاحات جذرية في النظام السياسي، سواء بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة او أن يجري التوافق على تمديد فترة النائب الى أن تستكمل جولات الحوار الوطني وينجز كتابة الدستور الجديد وجملة الاصلاحات اللازمة بحيث تجري الانتخابات في ظلها.

لكني في نفس الوقت اتمنى من المتحمسين للفكرة أن يشرحوا ماهيتها وكيف توصلوا اليها وما هي آلية تنفيذها والتحديات التي تستجيب لها الفكرة. الشعب عالق في متاهات الحيرة والغموض، قلق ويريد ان يعرف الخطوة التالية، مثلما قال هيكل للاهرام قبل شهر أن ما يوفر الاطمئنان والاستقرار والشعور بالأمن والراحة أن يعرف الناس معرفة كاملة ومرضية ما ينتظرهم.

أن يعرفوا بالضبط: ماذا؟! أن يعرفوا بالضبط: متي؟! أن يعرفوا بالضبط: كيف؟! خطوة بعد خطوة.

ويضيف: "من بين المشاكل الرئيسية التي تعاني منها السياسة المصرية وجود نوع من خيال الظل, تخلط الخيال بالواقع, حيث لا ترابط بين التمني والحقيقة, وبين الإرادة والفعل, بحيث يبدو الكلام في مجال يجمح بالتصورات إلي حيث يريد, وتبقي الوقائع علي الأرض تمشي بدوافع حركتها الذاتية, دون ربط بين الاثنين, وهذه حالة فصام غريبة في الفعل العربي عامة!!".

تعليقات الزوار
1)
يمنية الى النخاع -   بتاريخ: 17-07-2011    
عزيزي الكاتب هذه احد الاليات وهي البداية وان لم يعجبكم اعضاء المجلس الانتقالي فماذا تنتظرون؟ لماذا لم يقم أي منكم أو بالأصح منا بتشكيل مجلس انتقالي؟ جرب مالديك على الطاولة ومن هنا اعترض اما بالنسبة لهيكل فهو يتحدث عن ماضي ولم يقرأ الحاضر او كما يقال في بعض الامثلة لا نشم مايطبخ! الرجاء التحرك بدل الركود والتعليقات نحتاج الى حلول فقد مرضنا من الدماء وحان وقت التفكير بأننا نحاول حقن الدماء والتعاون!

Total time: 0.047