اخبار الساعة - ابين
يقول الطفل عمار الذي جنَّده الحوثيون وأسرته المقاومة وتسلمته منظمة حقوقية يمنية «أخذوني من الشارع بالقوة» وبهذه الجملة يختصر الطفل «عمار» ابن الأربعة عشر عاماً قصة مشاركته في القتال بصفوف مسلحي الحوثي، في محافظة أبين (جنوب البلاد). حسب ما تناقلته وسائل إعلامية.
وتمكنت المقاومة الشعبية والقوات الموالية للحكومة الشرعية الأسبوع الماضي من دخول محافظة أبين والسيطرة عليها بإسناد من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، بعد معارك عنيفة مع مسلحي الحوثي وقوات الرئيس السابق صالح.
ويقول رمزي الفضلي أحد أعضاء منظمة «أبين» لحقوق الإنسان الذي تسلم «عمار» من المقاومة الشعبية إن الطفل من أبناء محافظة عمران (شمال البلاد) واعتقلته المقاومة في أبين وتحديداً في جبل ثره بمديرية لودر «وهو نائم».
وأضاف «كانت المقاومة تنوي الذهاب به إلى السجن لاستكمال إجراءات التحقيق معه، لكني أقنعت المقاومة بأخذه».
وأشار إلى أنه وعلى الرغم من أن الطفل كان يحمل صورة «مقاتل» إلا «أني تأثرت عندما رأيت عمار وتذكرت مئات من الأطفال الذين يتم الزج بهم في هذه الحرب».
وتابع «كان خائفاً ويبكي خشية قتله على يد عناصر المقاومة، لكني بدأت بتهدئته وأركبته معي في السيارة وتناولنا طعام الغداء معاً».
وحذرت تقارير دولية حديثة من تصاعد ظاهرة تجنيد الأطفال في اليمن، بواسطة جماعة الحوثيين، وقالت إنها تهدد مستقبل الطفولة في البلاد.
ووجهت التقارير الدولية اتهامات صريحة لجماعة الحوثي وأنصار الشريعة وقوات الرئيس صالح بالزج بمئات الأطفال في النزاع.
وأكدت منظمة «سياج» لحماية الطفولة أن ظاهرة تجنيد الأطفال، ارتفعت بنسبة 400% خلال الفترة الحالية، حسب تقديرات ناشطي المنظمة.
وقال الفضلي «بعد أن تناولنا طعام الغداء سوياً، اتصلنا بأهل عمار، وردت علينا والدته وما إن سمعت بالنبأ حتى أجهشت بالبكاء».
وأضاف «كانت تقول لنا إن الحوثيين أخذوه واستنجدت بهم واستحلفتهم بألا يصيبوه بأي مكروه».
وتابع «تقطع قلبي وذرفت عيناي بالدموع عندما سمعت قصة الظلم لهذه المليشيات الحوثية الضالة وعرفت كيف تقهقرت وتبخرت مسيرتهم» حسب وصفه.
وأكد الفضلي أنه أخذ على نفسه عهداً بإيصال الطفل عمار إلى أهله، مستنكراً ما يقدم عليه مسلحو الحوثي.
الجدير بالذكر أن منظمة «اليونيسيف» في اليمن، أعلنت في تصريحات سابقة، أن الأزمة الحالية ضاعفت من حجم مشكلة تجنيد الأطفال بنسبة تفوق 47% عما كانت عليه سابقاً.