أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

دور المنظمات الدولية الإنسانية لمواجهة الكوارث في اليمن

- المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية

يهيب المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية وهو أحد منظمات المجتمع المدني في الجمهورية اليمنية – بدور الأمم المتحدة ومنظماتها الإقليمية والمتخصصة وفي مقدمتها منظمة اليونسيف ومنظمة الصحة العالمية والمنظمة الدولية لمواجهة الكوارث والأزمات واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر اليمني إلى الدور الإنساني الكبير الذي يمكن أن تقوم به لرفع ومعالجة تداعيات مخلفات القتال الذي دار في حي الحصبة والذي بدأ يوم 23 مايو الماضي بين زعيم قبيلة حاشد الشيخ / صادق الأحمر وأخوانه ، وبين الموالين للرئيس علي عبد الله صالح ، جاءت هذه الأحداث المؤسفة والمؤلمة عقب قيام ثورة شباب التغيير السلمية وإنضمام بيت الأحمر إلى صفوفها ، إلا أن الحرب التي شهدها حي الحصبة لعدة أيام قد أسفرت إلى سقوط العديد من الضحايا من الجانبين ، وأدت إلى عدد من الكوارث البيئية والأزمات بما في ذلك سقوط عدد من المنشئات الحكومية إلى حين تحت سلطة بيت الأحمر ، علاوةً على هذا وذاك تحول حي الحصبة إلى مدينة أشباح حيث نزح سكانه بالكامل وتعرضت منازلهم وأموالهم إلى الدمار والنهب ، وتعرضت المنطقة إلى حالة بيئية كارثية لعدم إنتشال القتلى لأيام وإستقبال المستشفيات العديد من الجرحى ، وينطبق الحال على محافظة أبين التي نزح سكانها إلى المحافظات المجاورة بل قد يتم النزوح إلى الشقيقة عمان ومنها إلى بقية الدول الخليجية جراء القتال العنيف في أبين الذي لم يتوقف حتى الأن.

 

والحدث الثاني هو تعرض جامع النهدين بدار الرئاسة أثناء صلاة الجمعة يوم 3 يونيو الجاري إلى التفجير أو القصف الذي أودى بحياة عدد من المسؤولين وجرح كبار مسؤولي الدولة والحكومة والقصف المتبادل على إثره في مدينة حدة بين القوات الحكومية وبيت الأحمر.

 

أما الحدث الثالث فهو تحويل سماء صنعاء ليلة الخميس 8 - 9 يونيو التي كانت في الأصل مظلمة – إلى سماء حمراء عندما أطلقت الأعيرة النارية الحمراء في سمائها ، بما في ذلك دانات المدافع مما حول تلك الليلة الغابرة السواد إلى مدينة الأحزان جراء إطلاق الأعيرة النارية بصورة عشوائية إبتهاجاً بخروج الرئيس من غرفة العناية المركزة.

 

كم خسرت اليمن من أموال قيمة تلك الأسلحة والألعاب التي تم إستخدامها ؟ وكم سقطت من ضحايا بريئة ؟ وكم عدد الجرحى الذين إستقبلتهم المستشفيات ؟ وكم عدد السيارات التي إخترقتها رصاص الطيش واللامبالاة؟

 

وأكثر من هذا وذاك عامل الخوف والهلع الذي سيطر على الجميع بأن حرباً أهلية بدأت في ظل إنعدام كافة وسائل الحياة من بترول وكهرباء ومياه وغاز وإرتفاع المواد الغذائية ثلاثة أضعاف عما كانت عليه في يناير الماضي في بلد يعد من بين الدول الأقل فقراً في العالم ، بل أن أكثر من نصف سكانه يعيش تحت خط الفقر!

 

إزاء هذه التداعيات وما نتج عنها وربما ما هو قادم قد يكون أكثر وبالاً على الشعب اليمني ، فإن المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية إذ يدين العنف بكافة أشكاله وصوره ويهيب بدور المنظمات الدولية الإنسانية للقيام بواجبها لرفع وزيادة مساعداتها ، ليأمل أن تعلب المنظمات المحلية اليمنية هي الأخرى دورها في التخفيف من الكوارث والأزمات التي تواجه البلاد ، و يطالب في الوقت نفسه الدول الشقيقة والصديقة أن تساعد اليمن في إخراجه من الوضع السياسي الذي تعيشه بما يكفل وجود حياة طبيعية آمنة ومستقرة وتوفير أبسط مقومات الحياة اليومية.

 

صنعاء - 14 / 6 / 2011م

www.yemencdsir.org

info@yemencdsir.org

Total time: 0.0487