أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

اثاث فندق كريسنت الذي سكنت فيه الملكة البريطانية إليزابيث تباع في الشوارع بالتواهي

- صنعاء
كتسبت مدينة عدن، بموقعها المتميز والفريد وسواحلها البحرية الساحرة ومناخها الخلاب وثرواتها العظيمة ومتنفساتها الجميلة، حب كل القادمين إليها، فاتخذ معظم ملوك أوربا من أرصفتها السياحية وشواطئها الطويلة مصيفا امنا لهم يقضون فيه أجمل أيام حياتهم.
 
لقد فضلت الملكة اليزابيث، ملكة الامبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس: بريطانيا، أن تترك عاصمة الضباب والجمال وكل البلدان المستعمرة، شمالا وجنوبا وشرقا وغربا، وفضلت مع زوجها قضاء أجمل أيام حياتها في مدينة عدن. كان ذلك الوقت الذي كانت فيه مدينة عدن تحت السيطرة الاستعمارية الإنجليزية عام 1839، فكان شهر العسل في فندق كريسنت في مدينة التواهي في عام 1954، حيث تم بناؤه وإعداده ليليق بالملكة وزوجها
 
فندق كريسنت عدن
 
فندق الكريسنت هوتيل في عدن – منطقة التواهي تحفة فنية معمارية ، بنى هذا الفندق الفخم التاجر الكبير الحضرمي العدني الشيخ عبد الكريم بازرعة عام 1928 وكان مقر أعماله ومكتبه وفندق. كان الفندق تحفة فنية ، إن كاونتر البار كان من خشب المهوجني الثمين قطعة واحدة وفيها نقوش جميلة ، نقل الكاونتر وصنع في الهند.
 
كسنت2
 
زيارة لملكة إليزابيث
وفي عام 1954 سكنت فيه ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث حين زيارتها لعدن ، نزلت في الجناح الملكي وتركت بعض حاجاتها للذكرى ، ونزل فيه السلطان قابوس حين كان ولي العهد. تدهورت الأمور التجارية للشيخ عبد الكريم بازرعة فقام ببيع الفندق إلى شركة توني بس ، الذي قام ببناء أجنحة إضافية في الفندق الذي كانت تعقد فيه أكبر الصفقات التجارية والسياسية في الشرق الأوسط.
 
كانت السلطات البريطانية تستعمل الفندق كنزل لضيوفها من الخارج القادمين إلى عدن . وفي الجانب الآخر كان المثقفين والخريجين والشعراء من أبناء عدن يرتادوا الفندق – إضافة إلى كثير من رجال المخابرات البريطانية ، والطبقة المثقفة من ضباط قوة بوليس عدن.
 
الملكة-ازبيلث
 
دور تاريخي وسياسي
لعب فندق الكريسنت هوتيل دورآ مهمآ في تاريخ عدن، وكتبت معلومات بسيطة عن تاريخه، والجانب الأهم لم يكتب ، لعب هذا الفندق دورآ مهمآ في عالم السياسة والمخابرات ، كانت تنزل فيه السيدة اللبنانية المليونيرة عبلة البستاني مالكة شركة سي سي سي – مدر كات التي قامت ببناء المساكن في مصافي عدن في البريقة، ولكن كان هناك جانب آخر ففي الفندق كانت تقيم الحفلات الأسطورية لضباط الإمبراطورية البريطانية وحصلت على كثير من العقود الإنشائية الضخمة في القواعد البريطانية في عدن.
 
وفي عام 1962 كان الفندق يستضيف شيوخ الجانب الملكي في حرب اليمن والقادمين من إمارة بيحان للتنسيق مع المخابرات البريطانية. كان الشيوخ الملكيين يشاهدون في صالة الفندق وهم يتمنطقون الجنابي المطعمة بالذهب ويقومون بدفع الحساب بالجنية الذهب – سان جورج – المعروف جنية أبو خيل.كان من مرتادين الفندق الشيخ فدامة من الجانب الملكي ، ويسكن في عمارة الكاف في المعلا ، كان المسؤل عن ميزانية الجانب الملكي في حرب اليمن . عام 1965 أغتالت الجبهة القومية الشيخ فدامة أمام عمارة الكاف في المعلا.كان منظر أسطوري في فندق الكريسنت حين ترى أمواج من البشر يمثلون كثير من المصالح الغامضة في لعبة الأمم. ودارت الأيام وعجلة الزمن وجاء الإستقلال وبقت البقية الباقية المثقفة من أبناء عدن تردد على الكريسنت بعد الظهر.
 
بناء الفندق
 
يعتبر “فندق كريسنت” أول فندق شيد على مستوى الجزيرة والخليج العربي، حيث أنشئ عام 1930، ويسمى اليوم بـ”الجناح الملكي”. وفي الغرفة رقم 121 بالدور الثاني من الفندق، أقامت الملكة وزوجها؛ وأصبح هذا الجناح يحمل اسمها حتى اليوم، وبكل محتوياته، بما فيها صورة معلقة على جدار غرفة النوم إلى جانب السرير، والكرسي الخاص بالملكة المصنوع من الخشب وعليه قطعة قماش.
ومع إقامة الملكة، التي استمرت أكثر من 60 يوماً، جلبت معها جهاز اتصال هو أول جهاز يدخل إلى مدينة عدن، وكانت تستخدمه الملكة في اتصالاتها، ولا يزال موجوداً إلى جانب جهاز الراديو الذي ما يزال يعمل حتى الان. وعبر جهاز الاتصال الذي كان الأول من نوعه تابعت أخبار بلادها وكل مستعمراتها في الشرق والغرب.
 
مدينة-التواهي
 
بخور تاج العرش
ما يزال البخور العدني له مكانه خاصة ومتميزة لدى الملكة اليزابيث، فقد ظل فوح البخور العدني عالقا على التاج البريطاني منذ مجيء الملكة إلى المدينة في أول عرس يحتضنه “فندق كريسنت”، وقد أمرت بأن يمتد شهر العسل إلى شهر اخر بعد إعجابها بالمدينة التي كانت تسمع كل صباح ومن على شرفات نوافذ جناحها الخاص دقات ساعات “بيج تل” وهي النموذج المصغر لساعة “بيج بن” الشهيرة في لندن. وكانت اليزابيث تدون ذكرياتها التي لا تنسى عن كل بقعة ومكان زارته في مدينة عدن.
 
بيج بن عدن
 
دقات ساعة بيج بن
كان حلم اليزابيث أثناء فترة شهر عسلها أن تستيقظ على دقات ساعات “بيج بن”، فعملت على تحقيقه على أرض الواقع، حيث أمرت بإنشاء برج ساعة “بيج بن” على جبل التواهي، فكانت تستيقظ كل صباح على تلك الدقات التي تضفي عليها الشعور بأنها في عاصمتها لندن.
 
وتعد ساعة “بيج تل” التي بنيت عام 1890، نموذجا بريطانيا مصغرا لساعة “بيج بن” الشهيرة في العاصمة البريطانية لندن ولا يوجد لها مثيل سوى في عاصمة جنوب أفريقيا جوهانسبرج فقط شيدت عام 1870.
وموقع ساعة “بيج تل” على مرتفع جبل البنج سار المطل على ميناء عدن وعلى حي التواهي من الجهات الأربع، التي مر عليها 120 عاما حينما كانت عدن مستعمرة. ومبنى الساعة مستطيل الشكل أشبه بشكل الصاروخ وسقفه أشبه بشكل مثلث متساوي الأضلاع مطلي بمادة القرميد الأحمر وصمم المهندسون البريطانيون ساعة التواهي وفقا لتصميم ساعة “بيج بن” في لندن، ووصفوها بأنها “بيج بن العرب” أو “بيج بن الشرق”.
 
لقد كانت “بيج تل” تصدر أشعة ضوئية تمتد إضاءتها القوية لتغطي أنوارها ميناء عدن وتنفذ أشعتها إلى أعماق البحر، مشكلة بذلك لوحة من ألوان الطيف الممزوجة بزرقة البحر ما جعلها معلما سياحيا جذابا يشد انتباه السياح الأجانب.
 
وكانت هناك حراسات للساعة تقوم بتعبئتها يدويا بحيث يرن جرسها بعد كل ساعة. إلا أن هذه الساعة تعرضت لكثير من الإهمال وعوامل التعرية الطبيعية من أمطار ورياح، فأصيبت عقاربها بعطب وتوقفت منتصف الستينيات، ثم أجريت لها الصيانة عام 1983، بعد الاستقلال وخروج المستعمر البريطاني من عدن في نوفمبر 1967.
وقامت حكومة الجنوب انذاك بإعادة تشغيلها، وعلى إثر الحروب الأهلية التي شهدها الوطن توقفت الساعة وضاعت محتوياتها.
 
جناح ملكي 
 
أما فيما يتعلق بالجناح الملكي فقد تم تجهيز جناح خاص بالفندق حيث تشير بعض المصادر إلى انه تم إحضار أثاث خاص من سرير ملكي وكرسي مذهب وبيانو. وهكذا بعد زيارة مليئة بالمفاجئات, أستدل الستار الملكي.
 
يذكر أنه وعند تعيين السفير البريطاني لذا اليمن في العام 2007م, زار هذا السفير ملكة بريطانيا في قصرها في باكنجهام بالاس, حسب الأعراف الدبلوماسية البريطانية, فقالت له بأنها دائما ما تتذكر زيارتها إلى عدن وأنها تتمنى زيارتها مرة أخرى.
 
قال سكان محليون بمديرية التواهي بعدن ان مقتنيات قديمة مملوكة لفندق عتيق يعوده عمره إلى أكثر من 100 عام باتت تباع بالاسواق عقب نهبها قبل أكثر من أسبوع .
 
وقال السكان لـ"عدن الغد" ان الاثاث الخاص بفندق "كريسنت" العريق تم نهبها من قبل عدد من الأشخاص وقاموا مؤخرا ببيعها في الشارع .
 
وبحسب السكان فان بين المقتنيات لوحات فنية وكراسي قديمة جدا ولوحات تعود إلى عهد الاستعمار البريطاني بعدن .

Total time: 0.0499