قتل 30 مدنيا على الأقل في قصف لمقاتلات التحالف بقيادة السعودية كانوا يعملون في مصنع لتعبئة زجاجات المياه في محافظة حجة شمالي اليمن، حسب وكالة رويترز نقلا عن سكان محليين.
وقال أحد السكان ويسمى عيسى أحمد في اتصال هاتفي مع رويترز "عملية انتشال الجثامين انتهت الآن. سحبت جثامين 36 عاملا في المصنع، الكثير منها تفحمت بالكامل على إثر غارة جوية سعودية صباح الأحد".
وقصفت مقاتلات التحالف صباح الأحد المجمع الرئاسي وتل النهدين في العاصمة اليمنية صنعاء وهو المقر الذي تقول السعودية إن الحوثيين أطلقوا منه الأربعاء الماضي صاروخا باليستيا من طراز سكود باتجاه أراضيها.
كما تعرض قصر للرئيس السابق علي عبد الله صالح لسلسلة غارات جوية صباح الأحد ويوم السبت ومخزنا سريا للأسلحة لم يكن خاضعا لإشراف وزارة الدفاع اليمنية في منطقة سنحان مسقط رأس صالح بحسب إفادة حصلت عليها بي بي سي من مصادرعسكرية موالية للحكومة المعترف بها دوليا.
وامتدت الغارات الجوية الى محافظات إب وتعز والبيضاء ومأرب ولحج مستهدفة مواقع للحوثيين والوحدات العسكرية الموالية لصالح وتعزيزات عسكرية تابعة لهم.
اعتقالات
من جانب آخر، أفادت مصادر أمنية وشهود عيان لبي بي سي أن الحوثيين أغلقوا عددا من شوارع العاصمة اليمنية صنعاء وبدأوا بشن حملة اعتقالات واسعة في صفوف معارضيهم من مؤيدي العمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية ضدهم في اليمن.
وطوّق الحوثيون عشرات المنازل في حي شملان غربي العاصمة وبدأوا وفقا للمصادر باعتقال العشرات من الناشطين وقادة ثورة فبراير التي أطاحت عام 2011 بنظام حليفهم الريس السابق علي عبد الله صالح.
وكانت تقارير أصدرتها منظمات حقوقية يمنية بينها منظمة هود ومركز صنعاء الإعلامي ذكرت وجود قرابة أربعة آلاف معتقل في سجون حكومية يسيطر عليها الحوثيون في صنعا وعمران وذمار وإب والحديده فيما يعتقل عشرات آخرون في سجون سرية غير معروفة بحسب تلك التقارير.
واعتبر مراقبون إقدام الحوثيين وحليفهم صالح على اعتقال عدد كبير من معارضيهم ومؤيدي الحكومة المعترف بها دوليا خطوة استباقية لمعركة تحرير صنعاء ليتم استخدام المعتقلين دروعا بشرية وورقة ضغط على الحكومة لكن الحوثيين ينفون استهداف معارضيهم ويقولون إنهم يعتقلون من يصفونهم بـ"العملاء والخونة" من مؤيدي ما يسمونه بــ" العدوان السعودي الأمريكي" على اليمن.
ويقبع 13 صحفيا منذ عدة أشهر في سجون الحوثيين بتهمة تأييد العمليات العسكرية التي تنفذها قوات التحالف بقيادة السعودية في اليمن.
وأفرج الحوثيون قبل أيام عن الصحفي جلال الشرعي مراسل موقع العربية نت بعد ثلاثة أشهر من الاعتقال.
اغتيال
وفي عودة مفاجئة لعمليات الاغتيال في اليمن، اغتال مسلحون مجهولون ظهر الأحد العقيد عبد الحكيم السنيدي مدير عمليات أمن عدن.
وقالت مصادر أمنية لبي بي سي إن مسلحا يستقل دراجة نارية باشر بإطلاق وابل من الرصاص على العقيد السنيدي أمام منزله الواقع في حي ريمي بمدينة عدن جنوبي اليمن.
وكانت عمليات الاغتيال شهدت ارتفاعا غير مسبوق في اليمن بعد انتخاب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا توافقيا للبلاد.
ووفقا لاحصايات حكومية تم اغتيال 298 شخصا من القيادات الأمنية والعسكرية ورجال المخابرات اليمنية في صنعاء وعدن وأبين وحضرموت وإب خلال ثلاثة أعوام.
وكان المتهم الأول في تلك الاغتيالات تنظيم القاعدة فيما وجه مسئولون حكوميون اتهامات للرئيس السابق علي عبد الله صالح وحلفائه الحوثيين باغتيال القادة الأمنيين والعسكريين في البلاد كجزء مما وصفوه "مخططا" لتصفية تلك القيادات للسيطرة على العاصمة صنعاء.
ونفى الحوثيون وحليفهم صالح تلك الاتهامات في أكثر من بيان رسمي صادر عنهم واتهموا من يسمونهم بـ"عناصر القاعدة والدواعش وعملاء هادي" بالوقوف ورا تلك الاغتيالات.