أخبار الساعة » دراسات ومتابعات » دراسات وتقارير

بحوث طبقات المياه الجوفية و جيولوجيتها في الوطن العربي

- د. موزه بنت محمد الربان

حسب الدراسات التي نقوم بها في "منظمة المجتمع العلمي العربي" الخاصة بأوضاع البحث العلمي في الوطن العربي، فإن هناك عدد معتبر من الدراسات حول طبقات المياه الجوفية و طرق الكشف عنها و قياسها و اعادة شحنها و غير ذلك، و منها استخدام تكنولوجيا الفضاء و الاستشعار عن بعد لهذا الغرض. فقد بدأت تلك البحوث منذ 1978 اي منذ ما يزيد على ثلاثين عاماً، و يزيد عددها عن 860 بحثاً منها أكثر من 560 في السنوات العشر الأخيرة فقط مما يدل على زيادة الاهتمام بهذا التخصص و وجود عدد كبير من العلماء العرب في هذا المجال.

  و لكن للأسف، لا يكاد يوجد تعاون بحثي بين الدول و المؤسسات العربية في هذا المجال، رغم أن موارد المياه و خاصة الجوفية منها يستلزم مثل هذا التعاون و يتطلب مشاريع مشتركة بين دول الجوار العربية، لأن طبقات المياه الجوفية مشتركة و ممتدة بين هذه الدول.

  و لا يخفى عليكم أهمية التعاون البحثي و تبادل الخبرات و الامكانيات و لكن تجميع القدرات العلمية العربية بشكل فعّال لا يمكن تحقيقه الا عندما يعمل العلماء العرب مع بعضهم، و يتبادلون هذه الخبرات و المعلومات و الامكانيات، و يطورون أنماطاً من التعاون و التآزر فيما بينهم من خلال جمعيات و شبكات علمية متخصصة، و هو الهدف الذي قامت من أجله " منظمة المجتمع العلمي العربي" .

   هذه الدراسة حول بحوث طبقات المياه الجوفية في الوطن العربي، تسلط الضوء على انتاج الدول العربية في هذا الشأن. و لا يخفى أن هذا التخصص يضم الكثير من الفروع، منها مصادر المياه و التحليلات الكيميائية و البيولوجية لنوعيتها، دراسة التأثيرات الخارجية على هذه المياه و نوعيتها ، الكشف عنها ، قياس كميتها و تطورها ، تطبيق تكنولوجيات مختلفة مثل الاستشعار عن بعد و تكنولوجيا الفضاء و الأقمار الصناعية، تحليل الصور و النتائج بطرق رياضية و النمذجة باستخدام الحواسب الآلية، الطرق الفيزيائية و الكهربائية و غيرها.. هذا عدا اسهامات المهندسين في مختلف الفروع و مساهمات شركات الانشاء و حفر الآبار و منظمات البيئة و غيرها الكثير من التخصصات و الفروع و الجهات.

  و قد حاولنا في جزء من هذه الدراسة التركيز على أحد هذه التخصصات و هو دراسة جيولوجية هذه الطبقات، وجودها، طبيعتها و انحداراتها، و وسائل الكشف عنها، رسم خرائطها و إعادة شحنها بالمياه النقية و المحافظة عليها. و قد اقتصرنا في ذلك على العقد الأخير ( 2001 - 2010 )، فكانت 246 بحثاً، و تجدون في الملاحق في نهاية الدراسة بعض الجداول الخاصة بهذه الفترة فقط.

  إننا نرى في هذا الجهد من علمائنا الأفاضل، عمل و علم ينتفع به في الحاضر و المستقبل، و هدف وطني و استراتيجي من أجل الأمن المائي و حياة كريمة لنا و لأجيالنا القادمة، و عليه فإننا ندعو الى الاهتمام به بشكل أكثر توجيهاً و تركيزاً .

Total time: 0.0682