بعد وفاة أول مسؤول يمني في السعودية جراء محاولة الاغتيال الذي تعرض لها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكبار المسؤولين في الدولة بجامع النهدين في دار الرئاسة بالعاصمة اليمنية صنعاء في الثالث من يونيو الجاري كشفت مصادر يمنية رفيعة كانت في الرياض مطلع الأسبوع الماضي بعد ان قامت بزيارة لعدد من المسؤولين اليمنيين , بأن حالتهم " خطيرة جدا " حيث ان بعضهم تعرض لقطع عدد من أطرافهم إضافة الى إصابتهم بحروق بالغة .
وبحسب صحيفة" الدار " الكويتية ,فأن مسؤولين زاروا عدد من كبار المسؤولين اليمنيين بينهم رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور، ورئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس مجلس الشورى عبد العزيز عبد الغني ونائب رئيس الوزراء رشاد العليمي، وأن " كل كبار مسؤولي الدولة في وضع صحي خطير، حيث تعرض بعضهم لقطع عدد من أطرافهم إضافة إلى إصاباتهم بحروق بالغة، وكسور في مناطق كثيرة (العليمي مصاب بـ11 كسرا في مناطق من جسمه) ومجور وعبد العزيز عبد الغني «الشاش الطبي يغطي جسميهما»، وذلك نتيجة لقوة العبوة الناسفة التي تعرضوا لها، والتي وضعت لهم تحت المنبر حسب التحقيقات التي أجريت مؤخرا".
وأما بالنسبة لصحة الرئيس اليمني فقد كشفت مصادر رفيعة في العاصمة السعودية الرياض أن السلطات السعودية تفرض رقابة صارمة على الجناح الذي يعالج فيه الرئيس صالح حاليا .
وأوضحت المصادر "إن عددا كبيرا من رجال الدولة في اليمن بينهم وزراء وقيادات عسكرية ومشائخ ورجال أعمال كبار يمنون وسعوديون من أصل يمني منعوا جميعا حتى من ألقاء نظرة عابرة على جسد صالح المختفي في جناح الخاص منذ اليوم الأول للحادث حتى اللحظة ومن بين من تم منعهم السفير اليمني بالرياض" .
وتؤكد التقارير الطبية صعوبة الوضع الصحي لصالح، نتيجة مضاعفات أصيب بها جراء الحادث. ففي حين يكشف تقرير طبي تم تسريبه من جهات طبية في مستشفى القوات المسلحة بالرياض عن الوضع الصحي لصالح، يوضح أن صالح يحتاج أسبوعين لتجاوز أكثر تحديات حالته الصحية، والمتمثل في كسر بعظم الرقبة، حيث يحتاج مثل ذلك الكسر الى «أسبوعين لالتئام مبدئي»، اضافة الى فشل كلوي سببته الحروق التي عصفت بأكثر من 40 في المئة من جسمه، جراء العبوة الناسفة التي انفجرت ويبدو أن صالح كان قريبا جدا منها .
كما كشف التقرير الطبي أيضا أن صالح يعاني من مرض السكر، وهو ما يعد تحديا مستمرا لكل توقعات المعالج، حيث يكون المريض المحروق في حالة البناء السلبي negative catabolic وانخفاض مناعة الجسم immune compromise، إضافة إلى أن صالح تجاوز السبعين من العمر، وهو ما يعد ايضا تحديا آخر أمام تحسن وضعه الصحي.
كما كشفت التقرير الطبي أيضا عن أضرار إضافية في جسم صالح، ومنها شبه شلل في العصب البصري الثالث، وكسر ضعيف خلف الجمجمة بالرأس، وحروق في الرأس والوجه والرقبة وجزء من الصدر من الدرجة الثانية.
ووفقا للطبيب المعالج فان الفريق المكلف بحالة الرئيس، لم يتمكن من القيام بعملية التجميل بشكل مستعجل، نتيجة الإصابة الطرفية بالوجه (neniopathy).
لكن مع ذلك تم استخراج شظيتين من الجهة اليمني من الصدر, كما خضع صالح لخمس عمليات لاستخراج خمس شظايا من صدره، كما لاحظ الأطباء حدوث انتفاخ في الرقبة بعد إفاقته من مخدر أولى العمليات.
وتؤكد المصادر أن صالح ظل أكثر من عشرة ايام يتنفس اصطناعيا وذلك لأنه يواجه صعوبة قوية في التنفس خاصة بعد بتر ثلثي رئته بسبب تدميرها من الشظايا التي مزقت بشكل تدميري مكونات كبيرة من أحدى رئتيه.
يأتي هذا في وقت يسود فيه اعتقاد واسع في اليمن بأن الوضع الصحي للرئيس خطير جدا، رغم قيام الإعلام الرسمي في البلد بقيادة حملة ترويجية على أن الوضع الصحي للرئيس في وضع جيد وانه سيعود خلال الأيام القادمة وسيظهر في خطاب تلفزيوني خلال الساعات القادمة. لكن اليمنيين منذ حادثة الرئاسة حتى اليوم لم يروا صورة أو يسمعوا صوتا لرئيسهم، مما يعزز الاعتقاد السائد عن خطورة الوضع الصحي للرئيس.