لاجئون
للشاعرة المقدونية الشهيرة : ليديا ديموفسكا
نقلها للعربية : عباس عواد موسى
ألحائزة على جائزة الإتحاد الأوروبي للرواية قبل عامين عن روايتها " ألحياة الإحتياطية " – ليديا ديموفسكا – هي شاعرة نابغة . فقد حازت على جائزة كلمة الطالب عن ديوانها الشعري " حضن من الشرق " عام 1992 . كما وحصلت على جائزة الشاعرية بعد سنتين من ذلك . وكذلك جائزة هوبرت بوردا الأوروبية وجائزة تودور آرغيزي العالمية .
يقولون إنها صاحبة السرد الغنائي الملهم والشجاع .
لاجئون
تحت الأرض يقع أكبر مركز للاجئين
إنه الإنتحار , مهاجرو ذلك العالم ,
منبوذون , مقموعون ومعذبون فيه
مركز اللجوء في القبو يعرض حرية التنقل
من المحيط إلى المركز وبالعكس ,
ثلاث وجبات في اليوم ونزهة مغلقة واحدة
أللاجئون لديهم أرقام حلوى في صلاتهم
لكن , أنظر . ألموتى العاديون يضربون عن الطعام .
في اكتظاظ المنتحرين حولهم ,
لا يريدون اقتراب اللاجئين من بيوتهم الفارهة .
لا يريدون حلقات مبعثرة , ولا زجاجات أدوية فارغة .
عظام مكسورة من السقوط , وبطون متخمة من الغرق .
في حدائقهم يعلقون الصلبان مكان الفزاعات .
لأولئك الذين ماتوا بغير شرع الله . أللاجئون
حائرون وغاضبون . بساق واحدة تعود للخلف باستمرار .
بعضهم نسوا ترك وصايا , آخرون نسوا تقبيل الإبنة ,
بعضهم وضعوا دعاوى في المغسلة , آخرون نسوا كتابة رسائل .
ألبعض لم يتراجع عن السفر , والبعض الآخر لم يطلب الموت .
والآن هنا . مع المترجمين في الممر
والملفات في اليدين , ينتظرون من المسؤول قبول طلبات لجوئهم .
ألقومية , ألجنس والدين . أعداد كبيرة لهم آباء وليس لهم وطن .
بعضهم تخنقه الحساسية من الحقول المحروثة .
ولأنه استحال عليهم تقبيل أرضهم تسللوا تحتها .
ألبعض ظل اللاجئون طوال عمره نصب عينيه ,
للذين لم يدفع أحد لهم ثمن الدواء ضد الشيخوخة .
ألبعض قامر بالشقاوة , وليس بالسعادة فقط .
والبعض الآخر وبمرور السنين لم يشعروا بالحب مع حب حياتهم .
ألبعض قتلهم جيرانهم ليس بالسكين , بل بالإبرة أو الملقط .
من بينهم أناس يعيشون كالأموات .
مليء هو معسكر اللجوء , محاط بالأسلاك الشائكة من الموتى العاديين .
وصلت يوم أمس . حصلت على تأشيرتي مرور .
سأقضي النهار في مركز الرعاية لطالبي اللجوء ,
والليل سأقضيه في بيت الموتى .
لا أعرف من أين أن لا أعود . >