أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

قبائل بكيل - بين الأستغلال والواقع ؟؟!!

- سام بن عاطف
" أصحوا يا قبائل بكيل - ما أنتم إلا مطية يستخدمكم ويعتليكم كل من يريد أن يستفيد ويستثمر ثقلكم لتحقيق مصالح شخصية فردية لصالح أطراف أو جهات أخرى"".
 
أرجو قرائتها بحيادية وتمعن بعيداً عن الحمية الجاهلية بعيداً عن الحمية الحزبية والمناطقية البغيضة والضيقة.
 
دعونا نستقرأ ما يحاك لقبائل بكيل وكيف تستخدم؟ وكيف يتم التعامل معها؟
 
مبتدأً بالتعريف عن من هي قبائل بكيل ؟ وما هو حجمها وثِقلها الجغرافي والسكاني والاجتماعي والسياسي؟
 
أولاً : نسب قبائل بكيل :-
سميت نسبةً إلى بكيل بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان ، وهي أحدى جناحي همدان العظمى الكهلانية القحطانية.
 
ثانياً : التكوين الاجتماعي والجغرافي :-
تضم قُبل بكيل رقعة واسعة من إجمالي مساحة الجمهورية اليمنية منتشرة في العديد من المحافظات والموضحة كالتالي:-
 
١- محافظة صعدة : 
بها قبائل وايلة ودهم (آل سالم وآل عمار والعمالسة) ووادعة همدان.
 
٢- محافظة الجوف :
كاملة وبها قبائل دهم.
 
٣- محافظة عمران :
بها قبائل عيال سريح وعيال يزيد وسفيان ومرهبة والأهنوم ومسور.
 
٤- محافظة صنعاء : 
بها قبائل خولان الطيال وبني حشيش وأرحب ونهم وبني مطر والحيمتين..
 
٥- محافظة ذمار :
بها قبائل آنس وعنس والحدأ.
 
٦- محافظة البيضاء : 
بها قبائل آل عواض ردمان ونعمان.
 
٧- محافظة مأرب : 
بها قبائل جهم وبني جبر خولان الطيال والجدعان من نهم.
 
٨- محافظة المحويت : 
كاملة بإستثناء مدينة شبام.
 
٩- محافظة حجة : 
تضم العديد من قبائل بكيل.
 
١٠- أمانة العاصمة : 
هي قبائل وأوطان بني الحارث وبني مطر ولكن مدينة صنعاء تضم خليط من كافة محافظات وقُبل اليمن.
 
١١- محافظة إب : 
بها العديد من قبائل بكيل .
 
حيث يوجد في قبائل بكيل هامات وطنية وشخصيات كبيرة لها ثقل سواءً من مشائخ أو ساسة أو عسكريين أو مثقفين أو غيرهم في مختلف المجالات والقطاعات العامة والخاصة.
 
ثالثاً: عدد سكان قبائل بكيل :-
إن إجمالي عدد سكان قبائل بكيل للمناطق الجغرافية المحددة سابقاً دون المقيمين في المدن الرئيسية وفي بقية المحافظات يتجاوز أكثر من ستة مليون نسمة تقريباً أي ما نسبته ٢٦٪ من إجمالي عدد سكان الجمهورية اليمنية.
 
رابعاً: الجانب السياسي :-
نظراً لحجم قبائل بكيل سواءً من الناحية الجغرافية أو ناحية السكان وما ينعكس ويؤثر على الجانب السياسي للبلد ، حيث تعتبر رقم لا يستهان به في إدارة دفة الحكم سياسياً أو التأثير عليها ، سواءً في حالة الإستقرار السياسي أو دعم ومساندة طرف أو أكثر في حالة الصراعات والأزمات ، والتي كان أخرها واطولها في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر هو للفترة من العام ٢٠١١م حتى تاريخه.
 
ومن الملاحظ قبل أن يتم تنفيذ أزمه أو أنفجار الوضع في اليمن ككل يتم إلهاء قبائل بكيل بفعالية سياسية ذات طابع إجتماعي قبلي ظاهرة فيه الرحمة وباطنه من قبله الفرقة والشتات.
 
فلو أرجعنا الذاكرة إلى عقد التسعينات من القرن العشرين الماضي وما بعده حتى العام الحالي ٢٠١٥م سنستخلص الآتي :-
 
١- قبيل حرب صيف ١٩٩٤م :-
عقد ما يسمى "مؤتمر بكيل" لمساندة طرف ضد طرف من طرفي النزاع السياسي آنذاك تحت مظلة لمّ وتوحيد قُبل بكيل ، والذي أنعقد في كلاً من الصرارة مركز مديرية جبل عيال يزيد محافظة عمران ثم بصرواح محافظة مأرب ثم بآنس لدى الشيخ المرحوم/ علي بن عبدالله المقداد ، والذي تزعم هذه الفعالية كلاً من الشيخ/ محمد علي أبولحوم النهمي والشيخ/ مجاهد بن مجاهد القهالي السريحي والشيخ/ محمد بن ناجي الغادر الخولاني.
"فتمخص الجمل فأراً " والثلاثة الهامات أصبحوا من رؤوس الأموال ورجالات البلد والمتحمسون كلاً له الله ، فبعد هذا المؤتمر أنفجرت حرب صيف ١٩٩٤م بين طرفي محققي الوحدة اليمنية (علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض).
 
٢- في نهاية عام ٢٠١٠م :-
تم مناداة مشائخ قُبل بكيل ووجهاءها بإنعقاد فعالية تحت مسمى "مجلس قبائل بكيل" في منطقة الحجلا بمحافظة الجوف بزعامة الشيخ/ أمين بن علي العكيمي وإلى جانبه الشيخ/ سبأ بن سنان أبولحوم تحت شعار لمّ قبائل بكيل تجاوزاً للشتات طارحين برنامجاً لو نفذ لكان مردودة جيداً ولكن "لا حياة لمن تنادي" ، فتم ترتيب وضع أمين العكيمي وبضعة نفر معه ، وما أعقبه في فبراير ٢٠١١م أندلاع ثورة الشباب.
 
٣- في عام ٢٠١٣م :-
مناداة قبائل بكيل لتكوين ما سمي ب"تكتل بكيل الوطني" ذات طابع رسمي قبلي في العاصمة صنعاء بزعامة الشيخ/ صالح محمد بن شاجع الوائلي ، والذي كان الإندفاع له من كبار ووجهاء قُبل بكيل بمختلف تفرعاتها بشكل كبير ، وكان الحضور لا مثيل له ملتمساً تفائل المشاركين لما سمعوه من بن شاجع من وعود وعهود وبرنامج منمق معدود ، وما اعقبه من خطوات لتجهيز مقر بصنعاء والمساهمة بحل بعض القضايا القبلية والسياسية دون إستكمال بقية التكوين التنظيمي للتكتل ، فجاء مخيباً للآمال مشابهاً لسابقيه ولكن بنكهة مختلفة متلاءماً مع الوضع والواقع "الزمان والمكان" ، حيث تمثل الحل والعقد بشخص الشيخ المؤسس ، ناصحاً الشيخ / صالح بن شاجع إعادة حساباته فأغلى شيئ يجب الحرص عليه هو سمعته وكسب ثقة الآخرين وعدم التفريط في المبادئ الأساسية فما زال لديه فرصه.
 
وما أعقبها من أنفجار الوضع السياسي والعسكري في اليمن بدءً بدماج ثم عمران مروراً بالعاصمة صنعاء وبقية المحافظات ، حتى دُمَّر كل شيئ وأهلك الحرث والنسل ، مفتقرين في بلد الحكمة والايمان إلى من ينقذه من أزمته التي أكلت الاخضر واليابس ، صارخاً لأبناء اليمن أليس فيكم رجل رشيد ، فساسته لا خير فيهم وعقلاء الوطن وأقياله يسعوا بعد مصالحهم الشخصية واللبيب فيهم حيران ملتزماً الصمت والحياد.
 
مستخلصاً مما سبق أن لا خير في كثيرٍ من نجواهم ، فقبائل بكيل لثقلها يتم تكليف شخص مقاول من أبناءها وفق مواصفات بحسب المهمة والزمان والمكان غرضه إلهاء قبائل بكيل كجزء من سيناريو نجس لأدخال الوطن في أزمة سياسية تعقبها أنفجار عسكري ، مستغلين هؤلاء أندفاع القبائل تحت شعار لمّ الشمل والرفعة وووووو وكذا إرتزاق بعض وجهاء ومشايخ بكيل من مثل هذه الفعاليات.
 
وبالتالي الغرض من إقامة تلك الفعاليات لتحقيق شيئين :-
 
الأول: فائدة سياسية : 
وهي تنفيذ مكسب سياسي بغيض.
 
الثاني: فائدة مادية :
وهي لمن يتكفلوا بالفعالية ويتغنوا بحرصهم على رفعت بكيل.
 
ولكن للأسف كلها مصالح شخصية ولا أحد يريد لقبائل بكيل خاصة والوطن عامة الخير وكلاً ينفذ أجندة محددة متبعاً ومقدماً مصلحته الشخصية ، فلا يستهان بحجم المكاسب والعوائد التي جناها ويجنوها حتى اللحظة لمن تزعموا تلك الفعاليات من مكاسب مادية وشخصية داخلية وخارجية مقارنتاً بما تم إنفاقه ، وفي المقابل مؤدياً إلى توسع الفجوة في تباعد وفرقة قبائل بكيل والذي لا يدع مجالاً للشك أن الأخوة المتزعمين للثلاث الفعاليات كان غرضهم الرئيس تحقيق مكاسب شخصية بحته مقابل تنفيذ أجندة للغير ولكن للأسف على حساب الأخوة والقبيلة مستغلين مشاعر واندفاع الناس .
 
علماً أن لكل فعالية تفصيل وتحليل ولكن لعدم الاطالة تم الاختصار.
 
وأخيراً ... متى تصحوا يا قبائل بكيل خاصة وقبائل اليمن عامة ، فالفرقة مضيعة وكثرة الولاءات العمياء مهلكة داعياً للوحدة القبلية بما يسهم في حلحلة مشاكل الوطن وأزمته الراهنة تحت شعار
"السلم والأمن الاجتماعي"
 
والوحدة اليمنية أرضاً وانساناً ..... داعياً إلى دولة مدنية بدعم القبيلة الإيجابي بعيداً عن الولاءات والتعصبات الضيقة..
 
داعياً الله تعالى بقلب خالصٍ أن يحفظ اليمن وأهله من كل شر ومكروه وأن يزيل الغمة ويفرج الكربة وأن يهدي أطراف النزاع والصراع إلى تحكيم العقل وتغليب مصلحة الوطن على مصالحهم ، فإن الحل يكمن يا ساسة اليمن في التحاور وليس الإقتتال.
 
والله الموفق ، ،،،
سام أحمد عاطف
١٢/ ٩ / ٢٠١٥م

Total time: 0.0564