أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

«قناة سلمان».. ما الذي تسعى إليه السعودية من وراء ذلك الممر المائي؟

- ساسة بوست
يومًا بعد يوم تزداد حدة الصراعات الجيوسياسية الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، وتعتبر العلاقات السعودية الإيرانية من أهم أبعاد تلك الصراعات؛ نظرًا للنفوذ الإيراني المفروض على مضيق هرمز، والذي تهدد بين الحين والآخر بغلقه أمام حركة السفن.
 
وتعتبر السعودية المتضرر الأول إذا ما تم إغلاق المضيق، فهو يعد من المنافذ الأساسية للصادرات النفطية إلى العالم، مما يجعل بحث السعودية عن بدائل إستراتيجية أمرًا لا بد منه، بالذات مع وصول العلاقة بينها وبين إيران إلى مرحلة حرجة منذ بدء العمليات العسكرية السعودية في اليمن.
 
«قناة العرب» سابقًا، «قناة سلمان» حاليًا هو اسم الممر المائي الذي تعول السعودية على إنشائه الكثير في مواجهة الخطر الإيراني، وأيضًا تعتبره نقطة فاصلة في مسيرة تنمية الاقتصاد السعودي، لما سيقوم به من دور في اختصار الطريق على السفن العابرة إلى النصف من المرور عبر مضيق هرمز.
 
فما هو ذلك المشروع؟ وما هي أبعاده المختلفة؟ هذا ما سيجيب عليه التقرير.
 
كيف تسير القناة على الخريطة؟
 
تم إعداد دراسة مشروع “قناة سلمان” في مركز “القرن العربي” للدراسات بمدينة الرياض، وتعتمد على وضع مسار رئيسي للقناة ومسارين احتياطيين، ويبدأ المسار الرئيسي من الخليج العربي في الجزء التابع للمملكة العربية السعودية وتحديدًا عند “خور العديد“، ومن ثم يتجه إلى بحر العرب قاطعًا صحراء الربع الخالي بطول 950 كم، منها 630 كم في السعودية، و320 كم في الأراضي اليمنية.
 
وتعد نقطة بدء القناة مناسبة لكي تستطيع كل من قطر والإمارات والكويت أن تقوم بتصدير نفطها من خلالها، وتبتعد بذلك عن اللجوء إلى مضيق هرمز، ويبلغ عرض القناة 150 مترًا والعمق 25 مترًا.
 
كم ستكلف من المال؟
حتى الآن فإن التقديرات الأولية تشير إلى أن التكلفة المالية لإنشاء القناة، ستبلغ 80 مليار دولار للمشرع بالكامل، وهناك مقترح لأن يتم تشكيل هيئة مستقلة من السعودية والدولة التي ستشاركها المشروع، لإنشاء القناة وتشغليها برأس مال مشترك مع مراعاة سيادة الدول.
 
وتعد السعودية في الوقت الحالي في وضع مناسب لأخذ خطوات تنفيذية للبدء في المشروع، حيث توجد كثير من الشركات السعودية على وشك إتمام المشاريع المسندة إليها، وتمتلك معدات ضخمة وعمالة مدربة قادرة على القيام بعمليات الإنشاء والحفر، والمقدر أن يبلغ المدى الزمني لإتمام العمل خمس سنوات.
 
كيف ستتغير ملامح المنطقة؟
 
 
 
لو سارت الأمور على ما يرام فإنه من المتوقع في حالة اكتمال مشروع “قناة سلمان” أن تظهر صورة جديدة للحياة في صحراء الربع الخالي، تحمل تفاصيلها مباني الفنادق والمنتجعات السياحية التي ستقام على ضفاف القناة.
 
ليس ذلك فحسب، ولكن سيكون هناك اكتفاء ذاتي للمملكة من الثروة السمكية عن طريق إنشاء المزارع السمكية على جانبي القناة، وأيضًا عمل بحيرات مرتبطة بها لهذا الغرض، بالإضافة لبناء مشاريع للطاقة وتحلية المياه، وإقامة مدن سكنية أكثر من التي أنشأت على خط “التابلاين” في شمال المملكة.
 
هل هناك تحديات تقف أمام نجاح المشروع؟
بالتأكيد، وفي مقدمتها حالة عدم الاستقرار السياسي التي تسود اليمن، وفي هذه الحالة سيتم اللجوء إلى المسار الاحتياطي عن طريق العبور بسلطنة عمان وصولًا إلى بحر العرب، ولكن فيما يتعلق بالتحدي السياسي فبعيدًا عن الوضع اليمني فالمشروع يحتاج إلى إرادة سياسية مشتركة لدى دول مجلس التعاون الخليجي، وتوافق في الرؤى حول الإستراتيجية السياسية والأمنية والاقتصادية بين دوله، وذلك أمر ليس بالسهل خاصة مع تعثر الكثير من المشروعات الخليجية المشتركة سابقًا.
 
بالإضافة إلى ما سبق فإن الطبيعة الجغرافية الصعبة ليست في صالح المشروع، حيث تبلغ بعض الارتفاعات في الأراضي اليمينة أو العمانية 700 متر عن سطح البحر، بينما يبلغ أقصى ارتفاع في السعودية 300 متر عن سطح البحر.

Total time: 0.0743