اخبار الساعة - خاص
القى الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليوم خطابا هنئ فيه ابناء الشعب اليمني والأمتين العربية والاسلامية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك .
وشن هادي هجوما حادا على مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية التي فجرت حربا ظالمة في عدد من محافظات الجمهورية وقتلت فيها الأبرياء ودمرت مقدرات الدولة مدنية وعسكرية وماتزال ماضية في غيها .. مؤكدا أنها تتلقى الهزائم الواحدة تلو الأخرى في مختلف الجبهات وعما قريب سيتم القضاء عليها مهما كلف من تضحيات في سبيل استعادة الدولة .
واشاد بالانتصارات العظيمة التي تحققت حتى الآن على المليشيا الانقلابية .. مؤكدا ان تطهير اليمن منها بات قريبا وسيعم الأمن والاستقرار ربوع اليمن رغم أنف الحاقدين ..
وفيما يلي نص الخطاب :
الحمد لله رب العالمين ناصر المؤمنين وقاصم ظهور الظالمين والصلاة والسلام على البشير النذير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
أيها الشعب اليمني الكريم ، رجالاَ ونساءً ، كباراً وصغاراً ، في الداخل او في المهجر .
بارك الله لكم في عيدكم واحله على شعبنا ووطننا بالنصر والأمان والاستقرار والبناء والاعمار والتلاحم وصفاء النفوس ووحدة الصفوف .
يا ابناء شعبنا اليمني الحر الصامد :
نهنئكم تهنئة قلبية صادقة بحلول عيد الأضحى المبارك ،، اهنئكم من عدن الباسلة ، عدن الثورة والنضال والتحرير ، عدن الصمود والتضحية والفداء ، عدن الكرامة والحرية ، عدن ثغر اليمن الباسم وقلب جنوبه النابض وعروسة البحار التي لا تستسلم ولا تنكسر .
في عيد الفطر المبارك كنا نحتفل سوياً بالانتصار العظيم الذي تحقق لمدينة عدن حيث تم تحريرها وتطهيرها من المليشيات الانقلابية الحاقدة التي عاثت فيها خراباً ودماراً، ولعلكم تتذكرون ماقلته لكم سابقاً في خطابي بمناسبة عيد الفطر ، بأن (العيد اصبح عيدين ، عيد الفطر وعيد الانتصار ، حيث ان انتصار عدن سيكون مفتاح الخلاص لشعبنا وقضيتنا فمن عدن سنستعيد اليمن وسيستعيد أبناء شعبنا وطنهم المسلوب ) .
واليوم ها نحن مع الوعد والميعاد ،، ها انا معكم وبينكم في عدن رغم انف من اقسم ان لا نعود لها ، ها نحن في عدن التي ستبقى مفتاح الخلاص لشعبنا والتي ستنطلق منها راية النصر بأذن الله على كل قمم وجبال بلادنا الشامخة ، من عدن الى حرض ومن البقع الى حوف.
واننا اذ نحتفل اليوم بعيد الأضحى المبارك فاننا نحتفل ايضاً بالانتصارات المباركة التي تحققت خلال الشهرين الماضيين في عدن ولحج وابين وشبوة ومأرب التحدي وكذلك الصمود الأسطوري الرائع الذي تبديه مدينة تعز في وجه الذئاب التي باتت تلفظ أنفاسها الأخيرة ، فشكرا أيها الاحرار الابطال الميامين من شبابنا الافذاذ في المقاومة الشعبية الباسلة والقوات الشرعية في كل الجبهات والميادين ، الذين تضربون أروع الأمثلة في التضحية والفداء والرجولة ، شكراً لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة على تلك الوقفة الشجاعة والصادقة مع أبناء شعبنا ، تلك الوقفة المفصلية التي أحدثت تحولاً عميقاً في تلاحم الدول وإيقاف العدوان ، ولولا مانراه اليوم من تدخل جاد للأشقاء ما عادت البلاد الى أهلها الى بعد زمن طويل ، ودعوني هنا اترحم على أرواح الشهداء الامجاد الذين ضحوا بدمائهم وانفسهم دفاعاً عن ارضهم وعرضهم وكرامتهم وحرياتهم ، ونعاهد الله على ان تكون اسر وعائلات أولئك الابطال محط اهتمامنا ورعايتنا ، كما ندعو لجرحانا الميامين بالشفاء العاجل والذين نولي قضية علاجهم متابعة شخصية ، ونسأل الله ان يفك اسر المعتقلين ، الذين لن نخذلهم ابداً ولن نتهاون في متابعة الافراج عنهم .
أيها الشعب اليمني الكريم :
لقد اذهلت في زيارتي هذه من حجم الدمار والخراب الذي احدثته المليشيات المجرمة في عدن ، وهو ذات الدمار والاجرام الذي يمارس الان على مدينة تعز ، ولقد مر عام من سقوط العاصمة صنعاء بيد مليشيات الحوثي وصالح ، كان هذا العام كفيلاً ان يكشف كل القبح الكامن خلف الستار لتلك المليشيات ، واليوم اضحى أبناء شعبنا جميعاً يدركون من هم الحوثيون وما يمثله مشروعهم الامامي السلالي الطائفي المتخلف من تهديد للامن والسلم والتعايش والاستقرار، كما كشفت الاحداث في هذا العام مقدار الحقد والاجرام الذي حمله صالح على اليمن واليمنين واستغلاله العائلي لمقدرات الدولة ومؤسساتها لصالح امراض نفسية لديه ،حيث سلم للمليشيات بدافع الحقد والانتقام وهوس العودة الى السلطة مؤسسات امنية وعسكرية ومدنية ظل ينفق عليها من قوت أبناء الشعب ومخصصات تعليمهم وعلاجهم طيلة ثلث قرن من الزمان ولم يبالي ان يتم تدمير كل ذلك مادام انها لن تبقى ملكاً له ولأولاده ودائرة نفوذه ، ولقد كنت منذ الوهلة الأولى لتحملي المسئولية ادرك حجم الانتقام واعلم هشاشة بنية مؤسسات الدولة وضعف ولائها الوطني ، وكنت صادقاً مع الله ثم مع نفسي وشعبي ولم التفت للمعارك الجانبية وبقيت عيني على مستقبل بلدي الذي احلم به ، فتحملنا وصبرنا وتجاوزنا الاتهامات وبذلنا كل ما في وسعنا ، ولعلمنا بأن قدرنا ان نواجه ارث مئات السنين وقدر هذا الجيل ان يدفع ضريبة ثقيلة وقاسية كنتائج لما أصابه من الإهمال والعبث والتمادي والتماهي مع الباطل .
الا انشعبنا في الجنوب والشمال قرر ان يقف في وجه هذه الدورة من الظلم والطغيان والجبروت لنضع حداَ لذلك الواقع المرير ولنصنع مستقبلاً خالياً من تلك الماسي ليعيش أبنائنا في امن وامان وسلام ورخاء ، واننا لمصممون وماضون في ذلك ، فبالرغم من كل الالام والجراحات ورغم كل الدمار والتضحيات فأن المستقبل الأفضل ينتظر شعبنا ، مستقبل اليمن الاتحادي الجديد ، مستقبل الشراكة الحقيقية في السلطة والثروة ، مستقبل المساواة والحرية والعدالة والنظام والقانون والحكم الرشيد ، مستقبل الحل العادل والشامل للقضية الجنوبية العادلة ، ومن هنا فاني أوجه دعوة صادقة للمغرر بهم خاصة في القوات المسلحة بأن عليهم العودة الى صوابهم ، كما هي الدعوة الى كافة العقلاء بعدم الزج بابنائهمللالتحاق بتلك المليشيات في حرب خاسرة خاسرة .
أيها الشعب اليمني الابي والصامد :
انني ادرك جيداً حجم المعاناة الإنسانية القاسية التي يعاني منها أبناء شعبنا والتي تسببت فيها المليشيات الانقلابية ، واتابع شخصياً وبشكل يومي هذه المعاناة ونعمل كل ما يمكننا عمله لتذليلوتخفيف وطأتها وكنت وجهت الحكومة سابقاً واوجهها اليوم مرة أخرى ببذل قصارى جهدها وتركيز عملها والارتقاء به ليواجه حجم تضحيات وتطلعات أبناء الشعبوكذلك التحديات الكبيرة خصوصاً في الأولويات الملحة كالجانب الأمني والخدمي والاقتصادي وإعادة الاعمار ، وهي اليوم تمارس مهامها بكامل قوامها من العاصمة المؤقتة عدن ، ولن نقبل مطلقاً تجويع شعبنا في أي مكان من المهرة الى صعدة ولابد من فتح كافة القنوات لإيصال المساعدات الإنسانية الى من يستحقها بعيداً عن استغلال المليشيات الانقلابية لها.
ياابناء شعبنا اليمني الكريم :
لقد قلنا دائماً اننا دعاة سلم وسلام ، ورواد محبة ووئام ، ورعاة حوار وتشاور ، ويؤلمني كل قطرة دم تسفك هنا او هناك ، فأنا مسئول عن اليمن ارضاً وشعباً من ادناه الى أقصاه ،ولا احمل في قلبي الا هم شعبي ووطني ورغبتي في ان أرى بلدي تنعم بالرخاء والأمان ، الا ان تلك المليشيات الانقلابية للحوثي وصالح ابت الا ان تقف عائقاً في طريق تحقيق حلم اليمنين ، فانقلبت على العملية السياسية ومخرجات الحوار الوطني واسقطت الدولة فقتلت ودمرت واعتدت على كل شي واجتاحت الجنوب وعبثت به ، حتى انتفض الاحرار في وجهها وهاهي رغباتهم المجنونةتلفظ أنفاسها ،ومع كل هذا فإننا اعلنا بكل وضوح موقفنا الداعم لأي جهد سياسي وتشاور بناء تقوده الأمم المتحدة عبر مبعوث الأمين العام لليمن السيد إسماعيل ولد الشيخ خصوصاً وان هذا التشاور يرتكز على تنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 2216 ، وسنذهب من اجل بحث ذلك الى اقصى الدنيا ، ولكننا للأسف لم نشعر بجدية الانقلابين في تنفيذ القرار والذي يمثل الإعلان الصريح والعلني لمليشيات الحوثي صالح بالتزامهم بتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 2216 دون قيد او شرط مؤشراً على تلك الجدية
أيها الشعب اليمني العظيم :
من حسن الطالع ان يتزامن احتفالنا بعيد الأضحى المبارك مع احتفالات بلادنا بذكرى ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيد التي أطاحت بأسوأ نظام عنصري سلالي ظل يؤذي اليمنيين اكثر من الف عام ولم يقيم لهم دولة او يبني لهم وطن ، اننا اذ نحتفل بذكرى ثورة سبتمبر اليوم لنؤكد ان الانقلابين اردوا الانقلاب ايضاً على تلك الثورة التي انطلقت وتشكلت اغلب فصولها في مدينة عدن الباسلة .
يا أبناء شعبنا اليمني الكريم :
لازالت امامنا تحديات جسام ، ولابد من المضي قدماً حتى استعادة كل اليمن واستعادة كرامة وعزة شعبنا وتحقيق تطلعاتهم ، وإعادة الاعمار والبناء ، فمزيداً من الالتحام والتكاتف والبذل والعطاء والابتعاد عن التمزق والخلاف وسيكون الخير بقوة اليمنين ودعم إخوانهم واشقائهم ، الدعم السخي واللامحدود .
اليوم نحن عدن ،، وغداَ سنكون في صنعاء وفي تعز وفي مارب وفي الحديدة وفي شبوة وفي صعدة وفي كل محافظات ومدن ومناطق بلدنا الحبيب ، غداَ سنحتفل باليمن الاتحادي الجديد ، حراً مستقراً ابياً .
النصر كل النصر للمرابطين الاحرار في كل الجبهات والميادين من رجال المقاومة الشعبية والجيش الوطني ،، التحية والاجلال لكل مقاوم حر وصابر، ، التحية لرجال الاعلام الحر والصادق ، التحية لكافة الشرفاء ، التحية لكافة أبناء شعبنا اليمني العظيم ، وموعدنا الانتصار الكبير وهو قريب بإذن الله ..( فأما الزبد فيذهب جفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض )
صدق الله العظيم
عيدكم مبارك وكل عام وانتم بخير
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته