"الشكر لأهل تونس الأكرمين على أمسية عظيمة أما بعض المذيعين الذين أهانوا المثقفين المصريين والثورة المصرية والمقاومة اللبنانية فشباب تونس كفيل بهم.. أهانوا المصريين أمام الكاميرا وأهانوا البوعزيزي وراءها. يا أهل تونس لن يوقِع بيننا وبينكم ذيول بن علي وذيول مبارك، نحبكم على الحلو والمر".
بهذه الكلمات التي تركها الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي لمحبيه عبر حسابه على موقع "تويتر" و"فيسبوك" قطع زيارته لتونس وسافر إلى مصر بعد أن كان مقررا أن يواصل جولته في بعض المدن التونسية التي انطلقت منها الثورة وبعد أمسية شعرية قدّمها في قصر المؤتمرات بالعاصمة.
وتعود أسباب مغادرة البرغوثي المفاجئة لتونس على إثر دعوته من فريق عمل تلفزيوني للمشاركة في برنامج ثقافي يبث على شاشة إحدى الفضائيات التلفزيونية الخاصة غير أن أسئلة مذيعي البرنامج لم تكن في مستوى تطلعات البرغوثي التي اعتبرها إهانة لشخصه ولشخص النخب الثقافية العربية المتواجدة في الولايات المتحدة.
واتهم أحد المذيعين البرغوثي ونخبة من المثقفين العرب بممارسة النفاق الدبلوماسي من خلال تصريحاتهم التي تسب أمريكا وسياستها الخارجية من جهة ثم تراهم من جهة ثانية "يتهافتون" على زيارتها وعلى التدريس في أبرز جامعاتها وهو الأمر الذي لم يستسغه البرغوثي متهما الإعلامي بالتهجم على الجاليات العربية المثقفة من دون وجه حق مؤكدا أنه لم يتهافت على الذهاب لأمريكا وأن هذا الكلام معيب في حقه وحق زملائه الذين اضطرتهم الظروف السياسية في بلدانهم للهجرة ودفع ضريبة آرائهم ومواقفهم.
وأكد البرغوثي أن ذهابه للولايات المتحدة كان ذهابا اضطراريا على إثر منعه من التدريس في جامعات القاهرة التي يقيم فيها رفقة عائلته والأمر نفسه في موطنه الأم فلسطين.
وأثارت هذه الحادثة حراكا كبيرا عبر المواقع والمنتديات في تونس التي طالبت فريق البرنامج بالاعتذار لشخص الشاعر تميم البرغوثي وانهالت على موقعه عبر تويتر وفيسبوك عبارات الاعتذار من مجموعة كبيرة من التونسيين الذين أعربوا عن استيائهم من التصرف المخجل لـ "أشباه الإعلاميين" كما تم وصفهم مطالبا برد الاعتبار لشخصه.
واشتُهرالبرغوثي في العالم العربي بقصائده التي تتناول قضايا الأمة، وكان أول ظهور جماهيري له في برنامج أمير الشعراء على تلفزيون أبو ظبي، حيث ألقى قصيدة عن القدس لاقت إعجابا جماهيريًا كبيراً واستحسان المهتمين والمتخصصين في الأدب العربي.
وهو حاصل على الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بوسطن بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2004.
ولد بالقاهرة، عام 1977 وحيداً لوالده الشاعر مريد البرغوثي ووالدته الروائية المصرية رضوى عاشور.