اخبار الساعة - متابعة
انتهى موسم 2015 من برنامج Bake Off البريطاني باختيار نادية حسين بطلةً لصنع الكعك. لكن المختلف هذا العام أن البطلة نادية (30 عاماً) والأم لـ 3، أطفال تمكنت من فعل ما لم يقدر عليه أحدٌ من قبل عبر تاريخ البرنامج، ألا وهو التأثير على ماري بيري عضوة لجنة التحكيم الأصعب مراساً وإرضاءً.
ففي سابقة من نوعها اغرورقت عينا ماري بالدموع تأثراً، ما استدرّ دموعَ الجماهيرِ الغفيرة المشاهدة، فعمّت البلادَ حالةٌ من الشجن كانت مسك الختام لموسم ساخن من هذا البرنامج.
نادية ذات الأصول البنغالية كانت تخشى أن يتم إقصاؤها عن المسابقة لأنها “مسلمة محجبة”، حيث أشارت أنها كانت على الدوام مضطرةً لتدافع عن نفسها أمام النقاد الذين تشككوا بـ “بريطانيتها” لكونها امرأة مسلمة.
فقد تحدثت نادية إلى راديو تايمز قائلة، “أرجو أن يكون الناس عبر الأسابيع الماضية قد أدركوا أني بوسعي الخبزُ بمهارة. كوني لستُ بريطانية تقليدية لا يعني أبداً أني لا أهوى الكعك والشاي، فأنا بريطانية مثلي مثل غيري وآمل أن أكون قد أثبتّ ذلك”.
وتنتمي نادية إلى أسرة بنغالية قدمت إلى مدينة لوتن بإنكلترا بصفة اللجوء، وقامت بمزج تراثها البنغالي في تحدياتها كل أسبوع، فزينت كعكتها التي أذهلت المشاهدين بالجواهر والـ “ساري” البنغالي لأن لديها ساري بألوان العلم البريطاني، فأرادت تزيين كعكتها به.
تنافست نادية حسين في الحلقة الأخيرة مع تامال راي (29 عاماً) وإيان كمينغ (41 عاماً)، لكن نادية التي سبق لها الفوز لـ 3 أسابيع متتالية بلقب “نجمة الأسبوع” كانت خيار اللجنة الأوفر حظاً للفوز يوم الأربعاء 7 اكتوبر/تشرين الأول، بعدما قدمت لزوجها “عبدال” هديةً مؤثرة أبكت حشود المشاهدين البريطانيين.
كانت نادية المتنافسة الوحيدة المتبقية في نهائي الموسم السادس في مواجهة رجلين، ولما سمعت اسمها إعلاناً بالفوز انهارت على مرأى زوجها وأطفالها الثلاثة بعدما قدمت كعكةً إنكليزية بنكهة الليمون إهداءً لزوجها عبدال (34 عاماً)، معبرةً عن حسرتها لأنها وزوجها لم يحظيا بكعكة في عرسهما البنغالي التقليدي.
انفجرت نادية بكاء فما كان من ماري بيري إلا أن انهمرت دموعها هي الأخرى أمام عدسات الكاميرا، وسرعان ما انسكبت الدموع على تويتر الذي فاض بتغريدات المشاهدين المتأثرين.
وعقب فوزها شكرت نادية على تويتر ملايين المعجبين الذين دعموها والذين أسرتهم بتعبيرات وجهها الكوميدية ووصفاتها الإنكليزية اللذيذة التي صنعتها مرتدية بكل فخر حجابها.
أما زوج نادية فكان أكبر داعم لها على مدار حلقات البرنامج، ولم يمانع المهندس الميكانيكي عبدال أن يحل محل زوجته ويقوم بأعباء البيت طوال فترة انشغالها بالمسابقة، بل أثنى على أدائها ورفع من ثقتها بنفسها واصفاً إياها بـ “البطلة في عيون العائلة”.
غير أنه اعترف أن الوضع في غيابها مزرٍ كما هو شأن كل عوائل المتسابقين الـ 11 الآخرين. كما لم تكشف نادية سوى مؤخرا أن أحد أطفالها الثلاثة – 9 و 8 و 4 سنوات – كان يشاهد البرنامج من سرير بمستشفى لأنه مريض. لكن العائلة بطبيعة الحال رقصت طرباً وهبّت لتبارك لنادية بانتصارها الأربعاء.
وعن لحظة إعلان فوزها بـ Bake Off، قالت إنها لا تذكر سوى خفقات قلبها المتسارعة التي أصمت أذنيها وأنها لم تدرِ إلى أين تتجه ببصرها فحملقت بحذائها المغطى بالطحين.
وعن الجائزة تقول نادية أنها ستحتفظ بالدرع في غرفة معيشة العائلة.
وعلى مدى المسابقة برعت نادية بخبز كعكات لذيذة ومعقدة: كعكة بلاك فورست بالشوكولا الغنية، وكعكة شارلوت روس بالكسترد والمربى، وأصابع البسكويت، وكعكة بشكل طاووس، وقطع خبز فنية على شكل أفعى.
لكنها قالت ضاحكة بأسلوبها المرح المحبب أن الحمل والمخاض والإنجاب للمرة الرابعة أهون عليها الآن من أن يطلب منها أحد صنع سوفليه بالشوكولا بعد كل التعب والتوتر والترقب الذي أنهكها على مر Bake Off.
وتقول لجنة التحكيم أن الوصفة الإنكليزية لكعكة الليمون المزينة بألوان العلم البريطاني والمعشقة بجواهر بنغلادش إضافة إلى القيمة المعنوية لحرمان نادية من كعكة يوم زفافها كانت كلها “خلطة النجاح” التي ضمنت فوز نادية بالمسابقة.