اخبار الساعة - متابعة
ليس من قبيل الصدف أن يتزامن الاختراق الإلكتروني للحساب الشخصي لمدير الـ«سي اي ايه» جون برينان على شبكة الإنترنت مع تزايد الحديث في واشنطن عن فضيحة سياسية مدوية متوقعة في الأيام المقبلة يذهب البعض إلى القول بان الأميركيين سيترحمون من بعدها على فضيحة ووتر غيت التي أجبرت في مطلع سبعينات القرن الماضي الرئيس الأميركي الأسبق ريتشارد نيكسون على التنحي من منصبه واعترافه العلني بالتورط في عملية تجسس على الحزب الديمقراطي وزرع أجهزة تنصت في مقرات الحزب خلال الحملات الانتخابية الرئاسية.
فالكشف عن عملية القرصنة الإلكترونية وتمكن شاب أميركي لم يتجاوز الـ15 من عمره من اختراق حساب برينان الخاص على موقع (ايه او ايل) على شبكة الإنترنت والحصول على معلومات سرية من ملف مرفق بايميل كان قد حوله مدير الـ«سي اي ايه» من حسابه الرسمي في مقر وكالة الاستخبارات المركزية إلى حسابه الخاص، جاء قبل ساعات قليلة من مثول هيلاري كلينتون المرشحة الرئاسية عن الحزب الديمقراطي أمام لجنة جمهورية في الكونغرس تحقق في الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي وتقييم أداء وزيرة الخارجية السابقة عبر التدقيق في الايميلات الرسمية التي تلقتها عبر بريدها الإلكتروني الخاص وبينها وثائق سرية ومعلومات أمنية حساسة قد يشكل تسربها تهديدا للأمن القومي الأميركي.
إلا أن حملة الانتقادات التي تعرضت لها لجنة التحقيق التي يسيطر عليها أعضاء في الكونغرس عن الحزب الجمهوري، واتهامها بعدم النزاهة، حتى من قبل نواب وشخصيات من الحزب الجمهوري، باستهداف المرشحة الديمقراطية الأوفر حظا لعرقلة وصولها إلى البيت الأبيض وسع من مروحة الاحتمالات حول طبيعة الفضيحة المنتظرة عقب التحقيقات في قضية البريد الإلكتروني خصوصا وأن كلينتون اتهمت قيادة الحزب الجمهوري مباشرة بحبك مؤامرة ضدها عبر لجنة التحقيق للإيقاع بها والنيل من مصداقيتها أمام الرأي العام الأميركي.
اما فضيحة قرصنة حسابي مدير الـ«سي اي ايه» الحالي ووكيل وزارة الداخلية الأميركية فقد كشف عنها الهاكرز نفسه الذي بادر في الأيام الماضية إلى الاتصال بعدد من وسائل الإعلام الأميركية وشرح بالتفصيل كيفية تنفيذه لعملية الاختراق الإلكتروني لحساب ارفع شخصية استخباراتية أميركية وفك شيفرة حسابه الشخصي بعد الحصول على عنوانه البريدي ورقم هاتفه ومعلوماته البنكية من شركة الاتصالات الأميركية. (فيرجن)
ومن الملفات التي حصل عليها الهاكرز نحو 50 صفحة من المعلومات الشخصية التي تعود لفريق من كبار العملاء السريين الدين يشكلون الفريق الأمني الخاص الذي يعمل مباشرة مع مدير وكالة الاستخبارات الأميركية.
ونقلت إحدى الصحف الأميركية أن القرصان الإلكتروني الشاب هو من بادر إلى الاتصال هاتفيا ببرينان وابلغه عن عملية القرصنة. وعندما سأل مدير السي أي إيه عن الأسباب التي دفعته إلى ذلك رد الشاب الجامعي بانه قام بذلك تأييدا للشعب الفلسطيني.
وعقب الكشف عن الاختراق الإلكتروني انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وفي بعض الصحف انتقادات حادة لوكالة الاستخبارات الأميركية وسهولة اختراقها الكترونيا.