أخبار الساعة » الرياضية » عربية ودولية

البرازيل تخذل جمهور السامبا

- عبد الكريم الحزمي
 

استهلت البرازيل حملة الدفاع عن اللقب الذي أحرزته في النسختين الأخيرتين بتعادلها مع فنزويلا صفر-صفر في افتتاح منافسات المجموعة الثانية ضمن كأس أمريكا الجنوبية “كوبا أمريكا” لكرة القدم التي تستضيفها الأرجنتين حتى 24 يوليو/ تموز الحالي .


على ملعب لا بلاتا في المدينة التي تحمل الاسم ذاته، قدم المنتخب البرازيلي عرضاً مقبولاً في الشوط الأول، وضعيفاً في الثاني ولم يلفت الانتباه من عناصر المرشحين لخوض مونديال 2014 في بلادهم باستثناء الكسندر باتو هجوماً وتياغو سيلفا دفاعاً .


في المقابل، كان أداء المنتخب الفنزويلي معاكساً لمنافسه وبدا قليل الحيلة في الأول وأفضل بشكل لافت في الثاني فأبقى شباكه نظيفة وحصل على نقطة من فم البطل .


بدأت المحاولات البرازيلية في وقت مبكر فكانت تسديدة أولى من روبينيو بعد عدة تمريرات بالعرض ووصلت الكرة إلى يدي الحارس الفنزويلي ريني فيغا (2)، وكرة طويلة من الخلف من القائد لوسيو إلى باتو داخل المنطقة أعادها إلى روبينيو غير المراقب فتأخر في التسديد وتدخل الدفاع (6) . وسيطر البرازيليون ميدانياً وتكررت طلعاتهم الهجومية الخطرة دون تسجيل، وكانت المحاولة الأولى لفنزويلا من تمريرة عرضية عالية من الجهة اليمنى تابعها سالومون روندون برأسه بعيداً عن المرمى (12)، رد عليها البرازيليون بهجمة خطيرة أنهاها روبينيو خارج الملعب (13) . واستوعب الفنزويليون سريعاً الضغط البرازيلي، وارتدوا في هجمات معاكسة لم يوفق روندون الذي شغل الجهة اليسرى بحركاته المقلقة أحياناً، في إنهائها بالشكل المطلوب، وعكس أندريه سانتوس كرة خطرة سيطر عليها الحارس الفنزويلي (19)، وأخرى من نيمار على رأس باتو عند نقطة الجزاء تابعها الأخير وأمسكها فيغا على خط المرمى (23) . وضاعت على البرازيل أول فرصة عندما مرر دانيال الفيش كرة سريعة إلى باتو داخل المنطقة تابعها الأخير مباشرة بيمناه فارتدت من العارضة وذهب الخطر (27)، وأخرى أرضية للاعب نفسه ارتمى عليها الحارس فيغا وأبطل مفعولها على دفعتين (32)، وارتدت البرازيل بهجمة سريعة وحاول روبينيو إرسال الكرة على يسار الحارس فوجدت المدافع غريندي بيروزو ساقطاً على الأرض بعد أن حاول التغطية خلف حارسه فارتطمت بكتف الأخير ولم تصل إلى الشباك (38)، وأضاع نيمار فرصة أخيرة في الشوط الأول لا تعوض بعد انفراد (45) .


وفي الشوط الثاني، لم تشهد الدقائق العشر الأولى أي تغيير في الأداء والنتيجة، ومرر الفيش كرة في العمق إلى باتو سبقه إليها الحارس (55)، وأرسل ارانغو عرضية مرت فوق رأس زميليه روندون واستقرت في أحضان الحارس البرازيلي جوليو سيزار (59)، وسنحت فرصة جديدة للبرازيل بتسديدة أولى من باتو لم تكتمل فوصلت الكرة إلى راميريش وهو على بعد أمتار قليلة فلم تمر من التكتل الدفاعي (62) . وكلما مر الوقت ازدادت ثقة الفنزويليين بالنفس وانخفضت لدى البرازيليين الذين اتيحت لهم فرصة أخرى بعدما وصلت الكرة إلى فريد بديل روبينيو داخل المنطقة فارتكب خطأ ضد الدفاع (66)، وأنقذ تياغو سيلفا حارسه من كرة خطرة عرضية وصلت إلى ميكو وحولها إلى ركنية (71)، وفوت قائد فنزويلا خوان ارانغو فرصة العمر وأرسل الكرة بعيدة عن القائم الأيسر (73) . وحاول مدرب البرازيل ضخ دماء جديدة لتغيير النهج الهجومي العقيم في ربع الساعة الأخير فأجرى تبديلين دفعة واحدة وخرج باتو وراميريش ودخل بدلاً عنهما لوكاس وايلانو لكن التغييرات لم تأت بالمطلوب واستمرت وتيرة الأداء بالانخفاض، وأطلق اندريه سانتوس كرة زاحفة بعيدة مرت بجانب القائم الأيسر (88) .


لقاء الفرص الضائعة


وفي مباراة الباراغواي والإكوادور رفع الفريقان شعار الإثارة وتسابق اللاعبون في إهدار الفرص السهلة والرائعة أمام المرميين، ثم انتهت بالتعادل سلبياً وقدم الفريقان أفضل مباراة في البطولة حتى الآن ليؤكدا أن المجموعة الثانية هي “مجموعة الموت” خاصة بعد نجاح المنتخب الفنزويلي في انتزاع تعادل ثمين مع نظيره البرازيلي حامل اللقب في المباراة الأخرى بالمجموعة ليصبح من الصعب التكهن بهوية المتأهلين من هذه المجموعة إلى دور الثمانية .


وتبادل الفريقان السيطرة على مجريات اللعب عبر شوطي المباراة وبرز العديد من النجوم في صفوف المنتخبين مثل لوكاس باريوس ونيستور أورتيجوزا وسانتا كروز والحارس خوستو فيار في منتخب باراغواي وفيليبي كايسيدو وكريستيان بينيتيز ووالتر أيوفي وأنطونيو فالنسيا في المنتخب الإكوادوري . وتساوت المنتخبات الأربعة لهذه المجموعة في رصيد نقطة واحدة ودون أن يسجل كل منها أي أهداف .


وجاء الشوط الأول سريعاً وحماسياً من المنتخبين وشهدت الدقائق العشر الأولى هجمات متبادلة بين الفريقين حيث سعى كل منهما إلى هز الشباك ولكن الدفاع كان يقظاً في الجانبين فتصدى لجميع المحاولات خاصة مع التسرع الشديد الذي سيطر على أداء المهاجمين . وبعدها فرض منتخب باراغواي هيمنته على مجريات اللعب في الدقائق التالية حيث أصبح الأكثر استحواذاً على الكرة والأفضل هجوماً والأخطر على المرمى بينما اعتمد المنتخب الإكوادوري على التنظيم الدفاعي والمرتدات السريعة عن طريق كريستيان بينيتيز . ومع فشل منتخب باراغواي في اختراق الدفاع الإكوادوري المنظم، لجأ الفريق إلى التسديد القوي من حدود منطقة الجزاء عن طريق لوكاس باريوس ونيستور أورتيجوزا وروكي سانتا كروز الذين شكلوا خط هجوم رائعاً ولكنهم افتقدوا للدقة في التسديد بسبب التسرع والرعونة فذهبت معظم تسديداتهم خارج المرمى وتكفل الحارس الإكوادوري بالجزء الباقي .


وشهدت الدقيقة 18 واحدة من أخطر الفرص لباراغواي إثر تمريرة عرضية من ناحية اليسار حاول نيستور أورتيجوزا تسديدها برأسه إلى داخل المرمى الإكوادوري ولكنها اصطدمت بالدفاع وسقطت أمامه ليلعبها بصعوبة شديدة في اتجاه المرمى ولكن حارس المرمى الإكوادوري مارسيلو إليزاجا تصدى لها ببراعة . ومن إحدى الهجمات المرتدة للمنتخب الإكوادوري كاد كريستيان بينيتيز يسجل هدفاً رائعاً إثر انطلاقة عنترية في الدقيقة 28 حيث اخترق دفاع باراغواي ببراعة فائقة لينفرد بالحارس قبل أن يراوغه ولكن باولو دا سيلفا مدافع باراغواي تدخل في الوقت المناسب ليبعد الكروة من أمامه . وتواصلت الهجمة الإكوادورية حتى انتهت بتسديدة قوية أطلقها لويس أنطونيو فالنسيا من الناحية اليمنى لتصطدم بأحد مدافعي باراغواي ولكنها ذهبت في يد الحارس . وأعادت هذه الفرصة المنتخب الإكوادوري إلى الأجواء الهجومية مجدداً فعاد لمبادلة منافسه الهجوم وشكل خطورة فائقة على مرمى خوستو فيار . واقتلع اللاعب الإكوادوري سيجوندو كاستيو قلوب مدافعي ومشجعي باراغواي بتسديدة صاروخية زاحفة من مسافة بعيدة في الدقيقة 36 ولكنها مرت بجوار القائم مباشرة . وفي الدقيقة التالية، خرج خوستو فيار حارس مرمى باراغواي إلى حدود منطقة جزائه ليبعد كرة خطيرة من أمام كريستيان بينيتيز لينقذ فريقه من هجمة خطيرة للغاية .


وباءت جيمع محاولات الفريقين الهجومية بالفشل في الدقائق المتبقية من الشوط الأول لينتهي بالتعادل السلبي بعد أداء رائع من كليهما حيث قدما أفضل أشواط البطولة حتى الآن .


وبدأ الفريقان الشوط الثاني بقوة ونشاط أيضاً حيث حاول منتخب باراغواي الضغط الهجومي منذ البداية ولكن المنتخب الإكوادوري لم يمنحه الفرصة وبادله الهجوم منذ الدقيقة الأولى .


وشهدت الدقيقة 48 فرصة رائعة للإكوادور بتسديدة قوية أطلقها فيليبي كايسيدو بيسراه من خارج حدود منطقة الجزاء مباشرة ولكن فيار أمسكها بثبات . وتوالت محاولات المنتخب الإكوادوري الذي أصبح الطرف الأفضل بمرور الوقت ولعب والتر أيوفي تمريرة عرضية من ناحية اليسار قابلها كايسيدو بضربة رأس علت العارضة بقليل . ورد منتخب باراغواي بهجمة منظمة سريعة أنهاها مارسيلو إستيجاريبا بتسديدة قوية من حدود منطقة الجزاء ولكن الكرة مرت بجوار القائم .


وواصل الفريقان محاولاتهما الهجومية الرائعة في أداء مفتوح لكل منهما وتألق من المدافعين وحارس المرمى أمام مهارة المهاجمين ولاعبي خط الوسط . وشكلت هجمات الفريقين خطورة فائقة على المرميين لكن كل منهما فشل في هز الشباك . وشهدت الدقيقة 64 فرصة رائعة لمنتخب باراغواي إثر تمريرة عرضية نموذجية لعبها إستيجاريبيا من ناحية اليسار وقابلها سانتا كروز بضربة رأس متقنة ولكن حارس المرمى الإكوادوري تألق بشدة وتصدى لها ببراعة . ورد المنتخب الإكوادوري في الدقيقة التالية مباشرة بتسديدة ساقطة من أيوفي أبعدها فيار بأطراف أصابعه من تحت العارضة إلى ضربة ركنية .


وشهدت الدقيقة 75 هجمة خطيرة لمنتخب باراغواي إثر تمريرة طولية اصطدمت برأس أحد المدافعين على حدود منطقة الجزاء وتهيأت أمام اللاعب البديل نيلسون هايدو فالديز الذي فضل التمرير إلى روكي سانتا كروز ولكن الكرة اصطدمت بأقدام الدفاع وارتدت إلى فالديز الذي سدد الكرة قوية زاحفة ولكنها مرت بجوار القائم . ومع فشل كل من الفريقين في التسجيل من الفرص التي أتيحت لهما أمام المرميين مباشرة، شهدت الدقائق الأخيرة من المباراة اعتماد لاعبي المنتخبين على التسديد القوي من مسافات بعيدة ولكن هذه التسديدات كانت بلا جدوى أيضاً لينتهي اللقاء بالتعادل السلبي .


فارياس: تعادلنا عن جدارة واستحقاق


أكد المدرب سيزار فارياس المدير الفني للمنتخب الفنزويلي لكرة القدم أن التعادل السلبي لفريقه مع المنتخب البرازيلي أمس جاء عن جدارة واستحقاق تام . وأشار فارياس إلى أن المنتخبين تعادلا سلبياً قبل أقل من عامين وذلك في تصفيات قارة أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا .


وأوضح فارياس “ربما أصبح التعادل السلبي عادة بين الفريقين . نعمل على تطوير مستوانا . المنتخب البرازيلي يلعب بشكل رائع وسيطر على مجريات اللعب في فترات عديدة ولكننا لن نستسلم خلال المباراة . . نتميز بالتنظيم والتعاون بين اللاعبين . وعندما حانت الفرصة قدم الفريق أداء جيداً . وعندما كان من الضروري على اللاعبين أن يكافحوا، لم يتأخر أي منهم عن أداء واجبه” . وأكد فرانكلين لوسينا لاعب خط وسط المنتخب الفنزويلي أن النظام هو أبرز أسلحة الفريق في مواجهة منافسيه، مشيراً إلى أن التعادل رفع معنويات الفريق ولكن الفريق سيواصل العمل باجتهاد وتواضع لأن النقطة بثت في الفريق حلم التأهل للأدوار التالية . وأضاف “نثق بقدرتنا على تقديم شيء مهم لبلدنا من خلال تحقيق نتائج جيدة في البطولة الحالية” .


وأكد ريني فيجا حارس مرمى الفريق “التعادل كان مهماً للغاية بالنسبة إلينا لأنه سيحفزنا في المباريات التالية . نعترف بأننا لم نحقق شيئاً حتى الآن وعلينا التفكير في مباراتنا أمام الإكوادور . جئنا إلى هنا لتحقيق الانتصارات وليس للمشاركة فقط” .


الكلب يحب راقصي "السامبا"


تسبب كلب في توقف مباراة المنتخبين البرازيلي والفنزويلي، فقد فوجئ لاعبو الفريقين بالكلب يندفع إلى داخل أرضية الملعب في الدقيقة 28 من المباراة حتى نجح أفراد الأمن والعاملون في الملعب في إخراج الكلب الذي سار نحو النفق المؤدي إلى غرف تغيير الملابس لتستكمل المباراة . يذكر أن تمرينات البرازيل شهدت هي الأخرى دخول كلب إلى الملعب ويبدو أن راقصي السامبا يجذبون الأضواء حتى في عالم الحيوان .

Total time: 0.0304