اخبار الساعة - محمد الأحمد
روسيا اليوم - عاصفة الحزم يبدو أنها تقترب من نهايتها لكن ليس بنصر عسكري كما أريد لها، بل باتفاق سياسي يضمن لدول الخليج أن لا تكون إيران المتحكمة في القرار السياسي داخل صنعاء.
تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير المتتالية عن قرب انتهاء العمليات العسكرية في اليمن وقوله إن الحرب وصلت نهايتها وتأكيدات بريطانيا الحليف الوثيق للرياض والمسؤولة دوليا عن ملف اليمن بأن العمليات العسكرية قد حققت أهدافها هي مقدمات لإعلان انتهاء عاصفة الحزم.
صحيح أن التحالف الذي تقوده السعودية أرسل أسلحة حديثة ومتطورة للمقاتلين المؤيدين للرئيس عبد ربه منصور هادي إلى تعز خلال الأيام الماضية بينها عربات مدرعة، وأنه يطمح إلى تحرير المدينة من قبضة الحوثيين وقوات صالح قبل ذهاب الأطراف اليمنية إلى الحوار لكن ما هو مؤكد أن المجتمع الدولي لن يسمح باستمرار القتال أكثرز
وبحصولها على تفويض دولي لمراقبة بحار وأجواء اليمن ضمنت دول الخليج وقف تدفق الأسلحة للحوثيين من إيران وصار بإمكانها التحكم بحركة الأفراد أيضا، كما أن كلفة إعادة إعمار ماخلفته الحرب والتي تقدر بثمانية مليار دولار لن يدفعها أحد سوى دول الخليج وبالتالي فإن أي طرف سيتولى حكم اليمن لابد أن يكون على علاقة جيدة بهذه الدول وإلا فإنه لن يتمكن من مواجهة الالتزامات المالية الضخمة لإعادة بناء ما دمر إلى جانب التحديات الاقتصادية الأخرى مثل الفقر والبطالة وتسليح قوات الجيش والأمن لمنع داعش وتفرعاتها من السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد.
دول الخليج وبالذات السعودية والإمارات اللتان خاضتا الحرب لوقف التمدد الإيراني إلى خاصرة الجزيرة العربية حققت جزءا كبير من أهدافها سواء بانتزاع محافظات عدة من الحوثيين أو بتأديب الرئيس السابق الذي انقلب عليها وتحالف مع الحوثيين وطهران إذ بات الحديث اليوم على أن المفاوضات المتوقعة منتصف الشهر الجاري ستقتصر على السلطة الشرعية والحوثيين فقط.
هذه الدول التي ضمنت للرئيس السابق خروجا آمنا عقب الثورة الشعبية التي أطاحت بحكمه عام 2011 وجعلته يحتفظ بنفوذ سياسي عبر حزب المؤتمر الشعبي وآخر عسكري عبر قوات الحرس الجمهوري التي كان نجله يقودها لم تكتف بإبعاد صالح من المفاوضات بل مولت حركة انشقاق داخل الحزب تبني خلالها المنشقون قرار عزل صالح عن رئاسته بهدف منع إي دور سياسي له في المستقبل والمؤكد أنها لن تكتفي بهذا.
ماهو واضح اليوم أن دول الخليج تدرك أكثر من أي وقت آخر استحالة تحقيق هزيمة كاملة على الحوثيين وصالح وأن استمرار المعارك يوفر بيئة ملائمة لازدهار الجماعات المتطرفة والإرهابية وأن هذه الحرب يمكن أن تتحول إلى صراع طائفي مرير سيدفع اليمن والإقليم ثمنا بأعضاء له، بعد أن ظهرت قوة هذه الجماعات في المناطق التي انتزعت من الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق.
الأمر هنا يتجاوز المخاوف الإقليمية إلى المجتمع الدولي الذي باتت التنظيمات الإرهاب أكبر خطر يهدد الاستقرار العالمي، وتتعاظم هذه المخاوف مع إبرام الاتفاق التاريخي حول البرنامج النووي بين إيران والغرب، إذ أن عدم حلحلة ملفات الصراع في المنطقة يدفع بالجناح المتطرف في طهران إلى الواجهة ويمكن لهذا الجناح أن يفشل الاتفاق.
نحن أمام أيام فاصلة في الملف اليمني حيث يتنقل المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ بين الرياض ومسقط للقاء الجانبين الحكومي والحوثيين لاستكمال تحضيرات المفاوضات المنتظرة كي لاتفشل كما فشلت المرحلة الأولى منها، وحتى لا تتكرر تجربة الحوار السوري.