أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

"محاولات للإفتراء عليهم": الثورة اليمنية طالت حتى السلفيين

- الشبل اليماني
بعد ان طالت أمد الثورة اليمنية الحالية لأكثر من خمسة أشهر والتي جائت امتدادا لثورة تونس ومصر والتي لم تكن في نفس سرعته.. حاول البعض في تيار الإخوان المسلمين اعطاء الثورة الطابع الديني والشرعي من اجل تشريع ما هم عليه.

ذلك ما لمسته من خلال الإئتلافات التي تقام في الساحة تحت مسمى التيار السلفي .. والتي بنظري انها تزوير واضح وانتحال شخصية السلفيين .. وذلك بعد ان حضرت ندوة لأحد هذه الائتلافات والمسمى ب"شباب من اجل التغيير "إئتلاف سلفي"" والذي قال .. "إن عجلة التغيير بدأت في التيار السلفي ولن تتوقف ابدا ولن تعود الى الوراء".

وعند معرفتي لأسماء هؤلاء المؤسسون لهذا التيار من اجل معرفة انتمائاتهم وجدت انهم لا ينتمون الى السلفية بشيء وانما هم من الاخوان المسلمين.

بعدها ظهرت تصريحات تلو التصريحات لعدة مشائخ يقولون انهم ينتمون الى التيار السلفي وان موقفهم مع التغيير ويطالبون برحيل الرئيس صالح.

والتي كان آخرها ما ذكره موقع مأرب برس عن قيادي سلفي الشيخ عبد الله بن غالب الحميري أن بعض العلماء جانبهم الصواب في فهم قضية طاعة ولاة الأمر .. ليقوم هو من خلال دراسته بتصحيح مسار السلفيين وتوضيح اخطائهم وخاصة في قضية ولاة الأمر.

وايضا البيان الذي ظهر مؤخرا باسم اتحاد علماء اليمن .. والذي يفخرون من خلاله بكون " الشيخ العمراني" اول الموقعين على ذلك البيان والذي طالبوا فيه الرئيس صالح بالتنحي ليظهر بعدها الشيخ العمراني ويقوم انه خُدع وانهم لبسوا عليه ليوقع في ذلك البيان وأنه " لا يُقر بما ورد في ذلك البيان".

أيضا مما لاحظته في الثورة اليمنية انها تقدح في السلفيين مالم يقدحه ثوار مصر في سلفييهم ابدا، بل لقد تجرأ بعض الثور في صنعاء الى تقطيع احدى الفتاوى وداسها تحت قدميه، بينما الآخرين وكانوا مجموعة خلال نقاش تم فيه ذكر فتوى للسلفيين بعضهم تكلم في السلفيين سباً وشتماً وعنصرية مالا تقال في كافر.
لقد قال " إن السلفيين كالأنعام بل هم أضل" قلت له .. هذه آيه تقول في الكفار "ان هم الا كالأنعام بل هم أضل" وأصر على كلامه وقال بالاخير إلا من رحم الله.

وبعضهم وصف علماء السلفية باليمن بأنهم حكام سلطة لان فتاويهم لم تكن مؤيدة لهم.

وهذا هو ما أثارني لأكتب في هذا الموضوع ولأنصف السلفيين حقهم وتبيين طريقهم الواضح الذي يسيرون عليه ابتغاء وجه الله .. لا ابتغاء وجه امريكا ولا وجه اوروبا .. ولا حتى ارضاء للحاكم نفسه لأنهم لا يجاملون أحدا على حساب دينهم.

اقولها لمثل هؤلاء الذين طالت ثورتهم حتى على المنهج السلفي " لقد حفرتم في الصخر" والكل يعلم ان المنهج السلفي منهج واضح وبين ولا تشوبه شائبه..ولا يلبسون على الناس دينهم ولا يستميلونهم بفتاوي او تصريحات ولا يجاملون أحدا على حساب دينهم.

وقد كانت فتاويهم واضحة في بداية هذه الازمة والتحذير منها وتجنبها، وصدرت منهم عدة فتاوى منها فتوى الشيخ/ محمد بن عبد الله الإمام حيث أجاب احد الاسئلة كالتالي:

السؤال :
لا يخفى عليكم ما يجري هذه الأيام في كثير من البلدان العربية من مظاهرات، فما حكم هذه المظاهرات في الشريعة الإسلامية؟
الجواب :
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد: فالمظاهرات والاعتصامات وسيلة من وسائل الديمقراطية، وكل وسائل الديمقراطية معروضة على شرع الله، فما قبله منها قبل، وما رده منها رد، والمظاهرات لا تقبلها الشريعة الإسلامية لأمور، ومنها:
1- أنها من قوانين الغرب المبنية على النظام الديمقراطي الذي ينص على حرية التكلم والاعتراض للكافر والمسلم والسفيه والعاقل والصالح والمجرم، والحاقد والمحب، والمغرض والمخلص، وهذا يمنعه الشرع قال تعالى: { أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ } [القلم: ٣٥ - ٣٦] إلى غير ذلك من الآيات الدالة على ذلك، وتأييدا لهذا ما يشاهده المسلمون: أن المسلمين المتظاهرين في مصر في هذه الأيام هم ونصارى مصر سوياً في المظاهرات، بل يؤدي كلٌ صلاته في ميدان التحرير، والمسلم يرفع القرآن والنصراني بجانبه يرفع الإنجيل، وغير ذلك. فالانتقاد والنصح في نظام الإسلام إنما يأتي من أهل العلم والفهم والرُشد والعقل.
2- المظاهرات تقوم على الفوضى بحيث يشارك فيها أصناف متعددة أغراضهم مختلفة وأحوالهم متباينة حتى إنه يجتمع فيها من الغوغاء والهمج والرعاع والفساق والجهال ما لا يجتمعون في غيرها وهؤلاء لا ينضبطون لدين الله، ولا تردهم مروءة ولا يحجزهم عقل فلا تسأل عما يحصل بسببهم من الشر.
3- المظاهرات تستغل من قبل أرباب الفتن، والطامعين في المحن، والساعين إلى النقم، والمتربصين بالعباد الدوائر، وهذا مشاهد في المتظاهرين، فمنهم الذي يسب ويشتم ويلعن، ومنهم الذي يسلب وينهب، ومنهم الذي يخرب ويلعب، ومنهم الذي يسفك الدماء ويقتل الأبرياء، وكل هذه محرمة في شريعة الإسلام. وكم من مظاهرة يعلنون أنها ستكون سلمية، فما يلبثون إلا وتتحول إلى فوضى وعبث بسبب الهيجان والإثارة التي تحصل من جراء المظاهرة مع وجود المفسدين والمغرضين.
4- المظاهرات مجال خصب لتسليط السفهاء على الأبرياء، والأقوياء على الضعفاء، والمتربصين على الآمنين بل قد يُتعمد فيها إصابة وإهانة أناس دون غيرهم وتنتهك فيها حرمات أناس دون غيرهم ففيها من المكر والكيد والغدر ما فيها، وهذه الأعمال في الشريعة الإسلامية من الكبائر والمنكرات.
5- المظاهرات التي يقوم بها المسلمون كثير ما يراد من ورائها إسقاط دول وإقامة دول كما يلاحظ هذا في وقتنا الحاضر، فهنا يجتمع فيها الشر كله، ويتحقق فيها ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «الفوضى يقع فيها من الظلم في ساعة ما لا يقع في سنين من الاستبداد» ويصير المتظاهرون لأجل هذا مغامرين، فهم ما بين الحياة والموت، فإن ماتوا على هذه الحال فنعوذ بالله من سوء الخاتمة، حيث ماتوا في سبيل الشر والفتن والتعدي والظلم العام, وإن عاشوا فبعدما أفسدوا في الأرض وربما كانوا أجراء لأعداء الإسلام فالجرم أعظم والخطر أطم فالمظاهرات لإسقاط دول وإقامة دول أخرى حفر قبور المسلمين، وفتح أبواب السجون، وتمكين للأعداء الطامعين في النفوذ أو الاحتلال للبلاد والعباد، والدولة التي ستقوم على إثر الدولة التي أسقطت ستسعى بكل ما أمكن للتخلص ممن تسببوا في إسقاط الدولة التي قبلها، لأنها لا تأمن أن يفعلوا بها مثل ما فعلوا بمن قبلها فالمؤججون لفتن إسقاط الدول ذنبهم كبير، وحياتهم في خطر ما عاشوا وربما لم يجدوا إلا أن يغادروا إلى بلاد الكفار، وفي هذا من الأخطار ما لا ينعم به الفاعل لذلك لا في ليل ولا في نهار ولا يسلك مسلك المظاهرات لإسقاط دول إلا من كان مضحياً بدينه، أو مفرطاً فيه في سبيل المال والملك، وقد قال تعالى:{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ }[الحج: ١١] ثم إن الأحزاب التي تسعى لإسقاط الدول لتقيم لها دول لم يجمعها دين على ذلك وإنما جمعتها إرادة الملك فإذا قربت من الملك ذهب كل حزب إلى مؤاثرة نفسه بالملك دون غيره وسعى في التخلص ممن عارضه أو سعى إلى تهميشه وإضعافه ولا تسأل هنا عن التصفيات بين الأحزاب بالقتل والقتال والاغتيال والاحتيال والدول الكافرة تقوي الأحزاب التي تحارب الإسلام فيوشك هنا أن تتغلب الأحزاب التي تحارب الإسلام وتفتك بالمسلمين فلا يبقى للمسلمين دين قائم ولا دنيا صالحة بل تتحول أحوال المسلمين إلى تدافع إلى الفتن التي لا تبقي ولا تذر فالخروج على الحكام المسلمين بطريق المظاهرات من أعظم الفتن العامة التي تحصد الأخضر واليابس وتهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد.
فبناء على ما سبق ذكره بل وعلى بعضه لا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفتي بجواز المظاهرات سواء كانت سلمية أو تخريبية، فهي أشد وأضر، ولا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يشارك فيها، لا تخطيطاً ولا تنفيذاً، ولا حضوراً، ولا دفاعاً.
وليست هذه الفتوى أول فتوى في تحريم المظاهرات، بل قد حذر منها علماء أهل السنة الذين تدور عليهم الفتوى وفي مقدمتهم شيخنا المحدث الوادعي والعلامة ابن باز والعلامة الفقيه ابن عثيمين، بل واللجنة الدائمة.
وعندما نحذر المسلمين من المظاهرات لا يعني أبداً أننا نرتضي بظلم الحكام، لا، ولكن نقول يسعى في النصح لهم والمطالبة بالإصلاح ممن له قدرة على ذلك وبالطرق الشرعية مع توصيتنا للمسلمين بالصبر على جور حكامهم، لأن ظلمهم لنا عقوبة علينا بسبب ظلم بعضنا بعضاً، فلو تركت الشعوب الإسلامية التظالم فيما بينها لما ولّى الله عليها إلا خيارها فلا نغفل عن ظلم بعضنا بعضاً، فإن ذلك مؤدٍ إلى زيادة الظلم العام والخاص، ونحن نعلم علم اليقين أن بقاء الحكام على الملك لا يدوم إلا ببسط العدل فإن العدل قوام العالمين، وهذا سهل على من سهله الله، فليوطنوا أنفسهم على إقامة ذلك وليستعينوا بكل من يحضهم عليه ويرغب لهم في إقامته. ولا حول ولا قوة إلا بالله


تعليقات الزوار
1)
سلفي -   بتاريخ: 05-07-2011    
صح لسانك ولكن ياليتهم يعلمون وارجوا ان تصل رسالتك الى كل متظاهر

Total time: 0.0387