وتدفق المعارضون الذين يطلقون نيران بنادقهم في الهواء ابتهاجا على قرية القواليش التي تقع على مسافة 100 كيلومتر تقريبا جنوب غربي طرابلس بعد معركة استمرت ست ساعات مع القوات الموالية للقذافي التي كانت تسيطر على البلدة.
وقال مراسل لرويترز في القرية ان المعارضين -- الذين تدفقوا من نقطة تفتيش انسحبت منها القوات الحكومية تاركة وراءها خياما منهارة وبقايا طعام -- مزقوا الاعلام الخضراء.
والى الشمال على ساحل ليبيا على البحر المتوسط قال قادة مقاتلي المعارضة انهم تقدموا في اتجاه الغرب من مدينة مصراتة ليصبحوا على مسافة نحو 130 كيلومترا من طرابلس. لكنهم تعرضوا لاصابات بنيران مدفعية القوات الحكومية.
جاء هذا التقدم وسط تقارير تسربت تشير الى ان القذافي -- تحت وطأة ضغوط الانتفاضة المستمرة منذ خمسة شهور ضد حكمه والعقوبات وحملة القصف التي يقوم بها حلف شمال الاطلسي -- يسعى الى التوصل الى اتفاق يتنحى بموجبه عن السلطة.
ونفت حكومته ان مثل هذه المفاوضات تجري لكن مسؤولا ليبيا رفيعا قال لرويترز اليوم الاربعاء انه توجد علامات على انه يمكن ايجاد حل للصراع بحلول أول اغسطس اب.
وجاء تقدم المعارضين بعد اسابيع من القتال الذي اتسم بالجمود الى حد كبير. ومازالت قوات القذافي المدججة بالسلاح تنتشر بين المعارضين وطرابلس وتعثرت عمليات تقدم سابقة لمقاتلي المعارضة أو تحولت بسرعة الى التقهقر.
لكن بعد ان أصبحت القواليش الان في أيدي المعارضة فقد أصبح من الممكن ان يتقدموا في اتجاه الشمال الشرقي الى بلدة غريان التي تسيطر على الطريق الرئيسي المؤدي الى العاصمة.
وبدأ المعارضون اطلاق الصواريخ وقذائف المورتر نحو القواليش عند الفجر وهم يكبرون.
وردت قوات القذافي بزخات متقطعة من نيران صواريخ جراد. وتصاعدت سحب دخان أسود من التلال التي انفجرت فيها القذائف.
وبعد ست ساعات كان المعارضون في القرية. وانتشر نحو 400 مقاتل في الشوارع التي كانت بخلاف ذلك مهجورة. واقتحمت مجموعة منهم متجرا وأخذوا زجاجات صودا لاطفاء ظمأ عطشهم.
وجلس ستة من القوات الحكومية الذين نقلوا الى السجن في الجزء الخلفي من شاحنة. وقال طبيب اسمه حاتم ان سبعة أو ثمانية من مقاتلي المعارضة اصيبوا بجروح خفيفة في الهجوم لكن لم يقتل أحد.
وكان التقدم الكبير الثاني في المنطقة في الشهر الماضي عندما تقدم المعارضون 20 كيلومترا الى الشمال من قاعدتهم في الجبل الغربي الى بلدة بئر الغنم.
وقرب مصراتة قال قادة المعارضة لرويترز انهم تقدموا لمسافة 20 كيلومترا في الليلة السابقة في أكبر تقدم واحد منذ انسحاب قوات القذافي من المدينة نفسها في مايو ايار.
ولم يتمكن مراسلو رويترز من تأكيد التقدم من مصادر مستقلة لانه لم يتسن على الفور الوصول الى خط الجبهة.
وتتعرض المواقع الجديدة لمقاتلي المعارضة لقصف شديد من قوات القذافي التي تستخدم قذائف المورتر والمدفعية وصواريخ جراد. وقال مراسل لرويترز انه يمكنه سماع صوت القذائف تسقط كل بضع ثوان.
وقال محمد الفورتية وهو طبيب في مستشفى ميداني قرب خط الجبهة ان ثلاثة من مقاتلي المعارضة قتلوا واصيب 53 بجروح. وقال ان من بين القتلى عقيد سابق في القوات الجوية التابعة للقذافي انشق وأصبح قائدا بقوات المعارضة.
وشاهد مراسل رويترز رجلا تم احضاره وهو مازال على قيد الحياة مصابا برصاصة في الرأس.
وقال "اما ان نموت هنا أو نذهب الى طرابلس. لا تراجع."
ويحكم القذافي ليبيا منذ 41 عاما ويقول ان المعارضين مجرمون مسلحون ومتشددون من القاعدة. ووصف حملة حلف شمال الاطلسي بأنها عمل عدواني استعماري لسرقة النفط الليبي.
ونقلت صحيفة روسية هذا الاسبوع عن مصدر وصفته بأنه عالي المستوى قوله ان القذافي يستطلع امكانية تنحيه بشرط ان يكون لاحد ابنائه دور سياسي في مستقبل ليبيا.
ونفى متحدث باسم الحكومة الليبية التقرير قائلا ان مستقبل معمر القذافي غير مطروح للتفاوض.
وقال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم في مقابلة مع رويترز في طرابلس يوم الاربعاء انه يمكن ايجاد حل للصراع قبل بداية شهر رمضان في اوائل اغسطس اب