اخبار الساعة - ايلاف
كشف الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، محافظ عدن السابق ورئيس جامعتها السابق عن تواجده في مدينة عدن الجنوبية، وانه لم يغادرها اثناء الحرب التي شهدتها عدن واليمن بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، وميليشيات الحوثي.. وجاء هذا التأكيد بعد نحو سبعة اشهر على اندلاع تلك الحرب وانزواء الدكتور بن حبتور عن الواجهة، وانشغال الرأي العام المحلي بمكان تواجده ومصيره، ووضعه ومستقبله السياسي.
عدن: في حوار شامل مع "إيلاف"، تطرق بن حبتور إلى عدد من القضايا والمستجدات السياسية الراهنة في اليمن، كمستقبل الوحدة اليمنية، وموقفه من الأحداث التي تشهدها البلاد، وحاضر ومستقبل اليمن، وحاضره ومستقبله السياسي.
ويعد الدكتور عبدالعزيز بن صالح حبتور شخصية سياسية وأكاديمية يمنية معروفة، وبالإضافة إلى منصبه السابق كمحافظ لعدن، ارتبط بجامعة عدن نحو ربع قرن من الزمان، توجت برئاسته للجامعة. غير أن غيابه، واختفاءه عن المشهد، أثارا تساؤلات اليمنيين، وزادا من اهتماماتهم وسؤالهم عنه.
"إيلاف" أول وسيلة إعلام عربية تنفرد بنشر اول حوار مع الدكتور بن حبتور منذ غيابه.
نرحب بكم، ونشكركم على إتاحة لنا هذه الفرصة.. والبداية عن سؤال الناس عنكم وعن غيابكم طوال فترة الحرب التي تشهدها البلاد منذ أواخر شهر مارس الماضي، وبُعدكم أو انسحابكم من عملكم في قيادة السلطة المحلية في عدن؟
أود في البدء أن أقول إنني موجود في عدن وضواحيها، منذ يوم الأربعاء 25 من مارس 2015م وحتى الآن، لم أستطع مغادرة عدن ولا أريد أن أغادرها لأنني أشعر بأنني جزء من هذه المدينة بتكويناتها الإنسانية والأخلاقية، وجاءت الحرب ونحن بها ولذلك الأصل في الأمر أن نكون موجودين وثابتين في هذه المدينة بضواحيها لأنها في أمس الحاجة إلينا، ولا يجوز وقت حاجتها واحتياجها لمسؤوليها بأن يغادروها ويبحثون لهم عن حلول شخصية.
لو تتذكر أخي، إنني ومنذ لحظات مغادرة المسؤولين لمدينة عدن (براً وبحراً) كنت قد أصدرت نداءين لأهالينا في مدينة عدن، وصرحت لقناتي عدن الفضائية وسكاي نيوز عربية، وهي آخر وسيلتين إعلاميتين تحدثت إليهما حول موقفي ورأيي من الحرب من كلا الطرفين، وقلت بما مضمونه إن الحرب في اليمن عبثية، وإن إدارة الحرب في عدن كارثة، وطلبت من الأطراف كلها أن لا تؤذي عدن وأهلها وأبناءها المسالمين، إذ لا يجوز أن ندير معركة بكل أنواع الأسلحة (قصف الطيران، ومن البوارج البحرية، ومدافع الهاون والكاتيوشا من البر) في مدينة صغيرة لا تحتمل كل هذا العنفوان وتكتنز آثاراً وقلاعاً تاريخية عظيمة، وفيها أحياء ضيقة ومبانٍ عتيقة من عهد الاستعمار البريطاني، لم تمسها حركة تطوير وتأهيل.
ولذلك صرحت وقلت بوضوح يجب إيقاف الحرب، ومن أراد أن يقاتل من المسلحين، إما أن يقاتل خارج عدن أو تعود تلك المليشيات والمجموعات المسلحة إلى محافظاتها، وتخضع عدن لحل سلمي بين الأطراف، وتدار من قبل السلطة المحلية ومن أعيانها الكرام، لكن فسرَّ هذا الموقف مني إنه موقف انهزامي أو متخاذل لعدن وطلب مني أن أكون مع أحد فرقاء الصراع العسكري وكان رفضي قاطعاً، لكنني قلت لكل الأطراف سأبقى هنا في عدن لأتواصل مع كل المسؤولين لتأمين الحد الأدنى من الخدمات للمواطنين، سواء أكان في مجال الكهرباء أو المياه والصرف الصحي والبلدية والصحة والطوارئ وخلافه، وهذا ما تم فعله، ولكنني أوافقك في قولك و ما أشرت اليه بأنني ابتعدتُ كثيراً عن وسائل الإعلام، وكان يتواصل معي الكثير من الإعلاميين من القنوات اليمنية والعربية والأجنبية لأجراء اي حديث او حوار معهم، وكان ردي الاعتذار، واستمريت بالتواصل عبر هاتفي المحمول مع المسؤولين والشخصيات الاجتماعية والاعتبارية في مدينة عدن و بقية المحافظات.
كنتم قبل اندلاع الحرب من مؤيدي الشرعية والرئيس هادي، ومن أول من أنشق عن حزب المؤتمر الشعبي، (التابع لصالح)، ووقفتم ضد تمدد الحوثيين، لماذا أقدمتم على تلك الخطوات حينها؟
دائماً الإعلام ما يبالغ في تصوير الأحداث والوقائع وحتى احياناً يصنعها .. حينما اتخذت اللجنة الدائمة قرارات مجحفة باستبعاد الرفيق/ عبدربه منصور هادي، رئيس الجمهورية، النائب الأول للمؤتمر من موقعه، الأمين العام من موقعه التنظيمي، والقرار الثاني المجحف كان بحق الدكتور/ عبدالكريم الأرياني، النائب الثاني، هذان القراران اتخذا بشكل انفعالي وغير مدروس في حينه وكان رد الفعل لم يكن ملائماً لا للظرف الزمني ولا للاعتبارات التاريخية لهاتين الشخصيتين، ولذلك كان هناك نداء من قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام في المحافظات الجنوبية والشرقية وبعض محافظات إقليم الجند، وطالب الأعضاء بالوقوف لتسجيل رأي ضد هذا القرار، وتمت الدعوة وكان هناك توجهان داخل قاعة الاجتماع، توجه طالب بتشكيل وتأسيس مؤتمر شعبي عام جنوبي، وآخرون وأنا واحد منهم طالبوا بتصحيح القرار، ما لم نكن في ذلك الوقت طالبنا بالتصعيد التنظيمي، وطالبنا بعقد المؤتمر العام للمؤتمر الشعبي العام، ولكن تسارع الأحداث وعدم استيعاب الأطراف لخطورة التصعيد التنظيمي أوقفنا نشاطنا، لكن ليس بانشقاقنا عن المؤتمر الشعبي العام، ومازلت أنا عضواً قيادياً بالمؤتمر الشعبي العام.
أما بشأن موقفنا من تمدد أنصار الله (الحوثيين) في المحافظات، فهذا كان في حينه مطلباً شعبياً أن يقفوا بحدود محافظة عمران أو صنعاء، والضغط بمطالبهم الشعبية دون استخدام السلاح لتوصيل آراء الجماهير التي يقودونها في ذلك الوقت، ولكن بعد تطورات الأحداث، وبدء القصف الجوي والبحري اختلف الأمر تماماً بل تغيّر موقف ومزاج الغالبية العظمى من المواطنين اليمنيين.
كيف تردون على الانتقادات التي توجه لكم من قبل البعض الذين ينتقدون غيابكم وانسحابكم من المشهد السياسي، خاصة وإن البعض يقول إن ذلك كان هروباً من المسؤولية؟
أقول ما أكثر ما قيل من انتقادات وأحاديث وتزوير للمعلومات في هذه الحرب، وفيه تسطيح للأفكار وتزييف للوعي لم اقرأه من قبل في أية أزمة سياسية وعسكرية سابقة، لقد حشدت سيلاً من المعلومات الكاذبة والمغلوطة في هذه الحرب من قبل مراكز متخصصة في بث الإشاعات والترويج الكاذب للمعلومة، وكان ضحية ذلك التضليل الإعلامي هذا والتدليس في نقل المعلومات هو في الأول والأخير المواطنون البسطاء الذين كانوا يصدقون تلك الخزعبلات الإعلامية.
لقد تم اختلاق وقائع لم تحدث على الأرض، وتم تشويه صور إنسانية بديعة إلى العكس منها، وتمت ممارسة دجل وتضليل باسم الدين والوطن والعرض والأرض لكنه ليست له علاقة بمثل هذه المفردات والمعاني أنفة الذكر، قول الأكاذيب أضحى سهل القول والترويج، لكنها لم تصمد طويلاً، فالواقع هو الواقع مهما زينته أو روجت حوله، أنا لم ينلني من كل ذلك كشخص مسؤول إلا النزر اليسير من كل ما قيل، وأقول الله يسامحهم جميعاً، كنت ولا أزال ضد الحرب، أكان تحت شعارات دينية أو طائفية أو مناطقية، أنا أؤمن بأن الحوار والحل السياسي أجدى ألف مرة من الحلول بواسطة القوة.
هل بالإمكان سرد لحظاتكم الأخيرة أثناء قيادة محافظة عدن قبل اندلاع الحرب، وكيف تعاملتم مع المواجهات المسلحة التي شهدتها عدن وقبل دخول الحوثيين إليها؟
في البدء أود تصحيح سؤالكم إذ كنت أمارس مهامي كمحافظ لمحافظة عدن إلى نهاية شهر يوليو 2015 بموجب القرار الجمهوري. وأنت تسألني عن أحداث حدثت في شهر مارس من هذا العام، أتذكر حينما كنت رئيس اللجنة الأمنية في عدن شددت على مسألة قانونية بأن اللجان الشعبية التي تم استدعاؤها من محافظة أبين الهدف منها أن تكون رديفاً ومساعداً للجهاز الأمني والعسكري في المنطقة العسكرية الرابعة في عدن، وشددت أن لا يحدث أي احتكاك أو تناقض أمني مع الأجهزة الأمنية الرسمية بعدن، وهي المؤسسات العسكرية والأمنية (الجيش والشرطة وقوات الأمن الخاصة (الأمن المركزي سابقاً).
ونبهت أيضاً إلى ضرورة أن يلتزم أفراد اللجان الشعبية بقرارات اللجنة الأمنية بعدن، وتشير محاضر اللجنة الأمنية إنني نبهت من عدم السماح باختراق هذه اللجان من قبل العناصر المتطرفة أكانوا من تنظيم القاعدة أو الحراك المسلح، الذي ينادي جهاراً بـ "لغة الحرب"، وسارت الأمور تحت إشراف اللجنة الأمنية طيلة شهري يناير إلى نهاية شهر فبراير2015م. وبعد هذا التاريخ، تولت اللجنة الأمنية العليا دفة الأمور الأمنية، وأنا تفرغت للعمل الإداري المؤسسي في عدن والظهور الإعلامي بين حين وآخر في القنوات التلفزيونية العربية والأجنبية.
وأتذكر إننا حددنا اجتماعاً، يوم الأربعاء بتاريخ 25 مارس 2015م، دعيت إليه مدراء مديريات المحافظة ومدراء الأجهزة الأمنية في عدن والخدمية ووكلاء المحافظة وناقشنا فيه نقطة واحدة كيفية الحفاظ على أمن وسكينة المواطنين والمؤسسات الحكومية والخاصة من أي بوادر للنهب، وتعريض للمواطنين للخطر على حياتهم، و حددت هذا الاجتماع لأن هناك بوادر سلبية بدأت تحدث في الأسبوعين الأخيرين بدأت بوادر التعدي على النظام والقانون من قبل بعض الأفراد والجماعات المسلحة غير المنضبطة في مدينة عدن.
كيف قضيت وعشت فترة الحرب، ما هي كانت اهتماماتك الشخصية والإنسانية والوطنية، وبصراحةً أكثر كيف كانت الاحتياطات الأمنية التي رافقتكم، في ظل وجود المليشيات والجماعات المسلحة؟
الحمد لله على كل حال، الحرب التي مازلنا نعيش فصولها في أجزاء من الوطن، وتوقفت نسبياً في أجزاء أخرى من الوطن، مازالت تبعاتها تثقل كاهل كل المواطنين اليمنيين، نحن في عدن ينطبق علينا البيت الشعري الشعبي الآتي : (خرجنا من نكد وأنه تلقانا نكد، وان النكد من حيث ما جينا يحاجينا) أي إننا مازلنا محاصرين كمواطنين في عدن من إرهاب القاعدة، وداعش، والخوف والبلاطجة ونقص حاد في معيشتنا، أمضيت الفترة الأولى من الحرب في تواصل مستمر مع الشخصيات السياسية والثقافية والأكاديمية والعسكرية، في المرحلة الثانية فضلت الانزواء أكثر واستعدت ذاكرتي الشخصية وجهاز الحاسوب لدي واستعدت المعلومات والأفكار والتقارير واستمريت في التواصل عبر هذا الجهاز بكل أصدقائي وحتى عند خصومي، ووزعت وقتي بين التواصل عبر الجهاز مع ذات الأطراف التي كنت أتواصل معها ولم أتوقف، الجزء الآخر من وقتي اقرأ وأراجع الكتب والتقارير عن اليمن بماضيه وحاضره، الجزء الآخر أكتب وأجيب على العديد من التساؤلات التي يفرضها الواقع وأحاول الآن أن أجمع العديد من المقالات والكتابات والأبحاث المحفوظة في جهاز ( اللابتوب) وحتى بالعودة لكتبي السابقة، واستخلص منها، قرأت، وهناك كتابات قادمة بإذن الله تعالى، وحتى في تواصلي مع المنظمات الدولية اعتذرت لهم عن مجموعة دعوات وجهت إليّ للمشاركة في هذه المؤتمرات في كل من أوروبا وآسيا والمنطقة العربية.
وحول سؤالك ما هي الترتيبات الأمنية التي أحطت نفسي بها منذ بدء الحرب إلى الآن، فأنا موجود في بيئة اجتماعية وإنسانية تحيطني بالدفء والأمان، ولست بحاجة إلى مضاعفة الحراسات والأفراد لحمايتي الشخصية، ولا أريد ان أزايد هنا في هذا المقام، لكنه ببساطة شديدة إن آلاف الشهداء من كلا الطرفين ذهبوا ضحية تفكير عاجز عن إدارة الصراع السياسي وتحويله إلى صراع عسكري، وأصحاب القرار السياسي يتحملون وزر شلال الدماء المسفوحة من البسطاء الذين ذهبوا ضحية هذا التفكير العقيم وهذه السياسات الخاطئة جداً.
خلال فترة الحرب، هل تواصلت مع طرفي الحرب، أو تم التواصل معك؟
نعم، لم ينقطع التواصل مع طرفي الحرب، وهدفي من ذلك دائماً الضغط باتجاه البحث عن حلول سياسية، اقتناعاً مني بأن الحروب في البلدان النامية تؤسس لحروب قادمة أكثر مأساوية، لم نقرأ في كتب التاريخ ولا في حتى القصص الصغيرة إن أي حرب ما في هذه البلدان النامية كلها قد استقر الوضع السياسي فيها بشكلٍ نهائي، لكن كل التوافقات السياسية الصحيحة المستندة إلى مصالح المواطنين في هذا البلد أو ذاك هي البوصلة التي تؤشر إلى مساحة السلام والخروج من مربعات العنف والحروب العبثية.
في اعتقادك كرجل سياسي وأكاديمي مرموق، ما الذي أوصل اليمن للوضع الحالي، وكيف ترى المخرج الأمثل لليمن واليمنيين من الوضع الراهن؟
أقول وأكرر ليس هناك حل أنجع من الحلول السياسية التوافقية واحترام مصالح وحقوق كل الأطراف السياسية اليمنية في شمال اليمن وجنوب اليمن وشرقه وغربه، دون ذلك سنظل ننتقل من مربع عنفٍ إلى كارثة عنف قادمة وإلى أزمة جديدة وهكذا دواليك، وأنا أوجه رسالة من هذا المنبر إن القائد السياسي الذي يريد أن يخلد نفسه في التاريخ ينبغي أن يكون معيار سياساته وأفكاره منطلقة من الوازع الديني الإسلامي الحنيف والأخلاق اليمنية القبلية الكريمة وبوصلة تفكيره هو الروح الإنسانية العالمية، لقد نبهت كثيراً من الفكر المناطقي والسُلالي والجهوي والتعصب الديني والعرقي، إنها عناصر تخلد لبقاء المشكلة سنوات وعقوداً وربما قروناً، اليوم العالم يتحدث حول دولة العدالة الضامنة لمصالح كل الأعراق والمذاهب والأحزاب والقبائل والمناطق والفئات، الدولة الضامنة تعامل الناس كأسنان المشط تضمن لكل مواطن حقه وفقاً للقانون ولن نأتي بجديد أية تجربة إنسانية صالحة صادقة قابلة للتطبيق على كل قادة القوى السياسية أن تتبناها، يكفي هذه الحرب وهذه المناكفات التي ستمزق نسيجنا الاجتماعي وتعيدنا قروناً إلى الخلف.
كيف تنظر الى مستقبل الوحدة اليمنية، ومآلات القضية الجنوبية في ظل مطالب جنوبية في الانفصال؟
القضية الجنوبية قضية حيوية حقوقية وجزء منها سياسي، عندما ناقشنا في مؤتمر الحوار الوطني، ناقشنا جذور القضية التي بدأت منذ العام 1967م وكان هناك إجماع من أعضاء مؤتمر الحوار بمن فيهم قيادات اشتراكية وقيادات حراكية جنوبية منشأها اشتراكي، وحددنا مجموعة من المحددات في كيف يمكن بها إصلاح عناصر القضية الجنوبية، وكان هناك شبه إجماع على أن ما خرجنا به من قرارات ستتحول إلى بنود قانونية، جزء منها دستوري وجزء إجرائي بأنها كانت أفضل وثيقة جمعية شاملة حققت للجنوبيين أفضل من ما حققته كل الوثائق التي عالجت قضية الجنوب وهي وثيقة العهد والاتفاق، التي تم التوقيع عليها من كل الأطراف الرؤساء السابقين واللاحقين، وتم التوقيع عليها في عمان ـ الأردن، وكذلك وثيقة الوحدة اليمنية ذاتها التي قادنا الحزب الاشتراكي اليمني إلى الوحدة اليمنية عام 1990م بواسطتها ودون مراعاة للشروط التاريخية التي عاشها شطرا اليمن.
إما من ينادي بالانفصال وفك الارتباط والتحرير والاستقلال ما هي إلا شعارات واهية يتم من خلالها تسويق الأوهام للبسطاء من أبناء شعبنا في المحافظات الجنوبية والشرقية.
إما سؤالك حول قضية الوحدة اليمنية اثبت الواقع أننا يمن واحد بدون أن نكون ديمقراطيين، ومسألة الخوض في مستقبل الدولة اليمنية الواحدة تحتاج إلى حوار إما دولة فدرالية (اتحادية) أو دولة مركزية بصلاحيات واسعة أو موضوع الانفصال، وأنا أشك في حدوث ذلك لأننا بذلك سنعطي مبرراً قوياً وقانونياً لعودة التقسيم ما قبل الدولة الوطنية التي نشأت في الثلاثين من نوفمبر 1967م، لأننا حينها سنشاهد دولة سلطنة الواحدي والقعيطي والكثيري والفضلي والحوشبي والعبدلي والعقربي سنشاهد أعلامها ترفرف على سماء منطقة كان اسمها اليمن الجنوبي.