اخبار الساعة - وكالات
دافع قائد العمليات القتالية للتحالف العربي الذي تقوده السعودية السبت عن الحملة الجوية في اليمن، وسط تزايد القلق الدولي حيال الاعداد الكبيرة للضحايا المدنيين.
وفي مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس، اتهم عميد في القوات الجوية الملكية السعودية، الذي لا يمكنه الكشف عن اسمه في اطار القيود الامنية العسكرية، جماعات حقوقية وغيرها من المنتقدين "بالنظر بعين واحدة فقط". و قال "انهم يستقون جميع المعلومات من العدو"، في اشارة الى الحوثيين وصالح .
و أكد العميد "نحن ملتزمون بالقواعد، بالقواعد الدولية واتفاقية جنيف أولا، وبقوانين النزاع". و اضاف "نحن لا نحيد عن تلك المعايير".
تمت هذه المقابلة مع فرانس برس خلال اول زيارة يقوم بها صحافي اجنبي الى مركز التخطيط والعمليات للتحالف في قاعدة الملك سلمان الجوية في الرياض. و بعد ما يقارب عشرة اشهر على بدء الحملة الجوية للتحالف لدعم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، قال العميد "نحن لا نستهدف المدنيين".
وبحسب ارقام الامم المتحدة، ادى النزاع في اليمن الى مقتل اكثر من 5700 شخص منذ آذار/مارس الماضي، بينهم قرابة 2700 مدني. و في نهاية ايلول/سبتمبر وبداية تشرين الاول/اكتوبر، نفى التحالف مرتين قيامه بقصف اعراس في اليمن، بعد مقتل عشرات المدنيين. و قال العميد "هذه بروباغاندا".
والشهر الماضي، حملت منظمة اطباء بلا حدود التحالف مسؤولية قصف مستشفى تابع لها في محافظة صعدة التي يسيطر عليها الحوثيين في شمال اليمن. ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون تلك الغارات. و قالت اطباء بلا حدود انها اطلعت قوات التحالف على احداثيات المستشفى، لكن ضابطا كبيرا في استخبارات التحالف نفى الامر لفرانس برس. و مع ذلك، قال الضابط المسؤول عن خلية الاستخبارات إن هناك حوالى 4800 نقطة على لائحة الاماكن التي يمنع استهدافها، ويتم تحديث هذه اللائحة يوميا.
وتشمل هذه اللائحة المرافق الطبية وتلك التابعة للامم المتحدة، بالاضافة الى المواقع الاثرية والمدارس. و قال قائد عمليات التخطيط انه "قبل كل شيء نحن بشر، ونحن لا (...) نستهدف اي شخص ليس مشاركا في النزاع".
-"محترفون"-
وقال انه يتم التثبت مرات عدة من الأهداف لضمان عدم تعرض مدنيين للقتل. و أشار العميد الى ان قائد القوات المشتركة يرسل الاهداف الى قسم الاستخبارات الذي يتأكد من ان الهدف لا يخالف قواعد الاشتباك لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين.
وعندها، يقوم قسم الاستخبارات بتحويلها الى قسم التخطيط "فيبدأون بدراستها مرة أخرى"، وفقا للعميد، قبل ان يعاد النظر فيها من قبل آخرين. و أشار العميد الى انهم يقومون باختيار السلاح للطائرة المناسبة كإجراء آخر لتجنب قتل او اصابة مدنيين.
وفي حزيران/يونيو، حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من ان على قوات التحالف "عدم استخدام اسلحة متفجرة ذات تأثير على نطاق واسع في مناطق مأهولة بالسكان بسبب الضرر الحتمي الذي تسببه للمدنيين".
وقالت المنظمة انها حققت في ضربات جوية لقوات التحالف على اسواق ومنازل مدنيين ومدرسة ومحطة للوقود في مدينة صعدة، وقتل فيها عشرات المدنيين "في انتهاك واضح لقوانين الحرب". كما قالت منظمة العفو الدولية في ايار/مايو انها جمعت شهادات لشهود عيان تشير الى "فشل متكرر" للتحالف في اتخاذ الاحتياطات الكافية لعدم سقوط مدنيين.
وقال العميد ان اكثر من 50 شخصا يعملون على مدار الساعة في خلية التخطيط، خضعوا لدورات تدريبية في الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. و أضاف ان "الناس هنا مدربون بشكل جيد جدا، وهم محترفون"، في اشارة الى العاملين على الكمبيوترات خارج مكتبه.
في طابق آخر يوجد مركز العمليات، حيث يرصد ضباط شاشات كبيرة تظهر صورا لعمليات المراقبة في اليمن. و يرتبط المركز مباشرة بقائد قوات التحالف. و أوضح قائد عمليات التخطيط "نحن نعرف اين تتواجد طائراتنا الآن في اليمن وما الذي تقوم به".
ويجب على طواقم الطائرات ايضا ضمان عدم وجود مدنيين في المنطقة قبل ان قصفها، كما ان الصواريخ موجهة باحداثيات او باللايزر للتأكد من دقتها. و قال العميد "نحن نلغي مهمتنا" في حال وجود المدنيين، "لأننا اذا لم نستهدف اليوم يمكننا الاستهداف غدا او بعد غد. لسنا في عجلة من أمرنا".