أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

الزمن الجميل واللحظة الأجمل

- الشيخ / الحسين بن أحمد السراجي
مع اشتداد الأزمة الخانقة التي تمر بها البلاد , ومع التداعيات المُرَّة التي تُفرزها هذه الأزمة على كل الأصعدة / السياسية والإجتماعية والإقتصادية والحياة العامة .
ومع كل الإحتمالات الخطيرة التي قد تفرزها هذه الأزمة الملعونة على البلاد والعباد , تعود الذاكرة إلى الوراء عشرات السنين لتتذكر الزمن الجميل في تاريخ اليمن الحديث , الزمن الذي كان له رجالات الواحد منهم بحجم الوطن الغالي .
الأزمة التي هي في الأساس نتاج صراعٍ قوي ومحموم على بقائي في هذا المكان , وأين كنت ؟ وأين صرت ؟ .
قضية الشعب المنحوس مطيةٌ يتخذها هذا الطرف وذاك , وقميص عثمان الذي يُرفع باسم الشعب لم يعد ينطلي على أحدٍ , فلا الزمن زمن الإمام علي ومعاوية ولا الناس يشبهون أولئك .
اليمن الوطن الذي يتلفت في كل اتجاه , ويبحث في كل الزوايا عن حكيم عاقل ينتشله من مخاوفه , وينقذه من مخاطره , ويرفعه من بين مخالب أبناءٍ يدَّعون حُبَّه والعمل لصالحه , بينما هم في الواقع يئدون أحلامه ويرقصون على جراحه .
مع كل كارثة وفي كل يوم يحن المجتمع اليمني لتاريخه الحديث وزمنه الجميل الذي كان فيه :
• الرئيس الشهيد المناضل / إبراهيم الحمدي
• الرئيس القاضي / عبدالرحمن الإرياني
• الرئيس الشهيد / سالم ربيع علي
• الشيخ الكبير / عبدالله بن حسين الأحمر
• الدكتور / فرج بن غانم
• العلامة المجتهد / مجد الدين المؤيدي
• الشيخ / عمر أحمد سيف
• الشيخ / مجاهد أبو شوارب
• الأستاذ / النعمان
• الأستاذ / عمر الجاوي
• الأستاذ / جار الله عمر
• العلامة / عبدالله بن يحيى الصعدي
• العلامة / محمد بن سالم البيحاني
• اللواء / يحيى محمد المتوكل
• المهندس / فيصل بن شملان
• العلامة / محمد بن يحيى المطهر
• الشيخ / عبدالوهاب سنان
• العلامة / أحمد زبارة
• الشاعر / عبدالله البردوني
أسماءٌ لامعةٌ وشخصيات خالدة بخلود ما حققته لهذا الوطن , وما صنعته من إنجاز في وقت كانت الشدائد والمحن والمشاكل تتقاذف اليمن ذات اليمين وذات الشمال .
لم يُفَرِّطوا في اليمن ولم يُعيروا المصالح والمكاسب اهتماما حين يتعلق الأمر بمصير اليمن وشعب اليمن .

عِظَامٌ حتى مع الخصومة :
تختلف معهم أو تتفق ، لا يغدرون ولا يمكرون ولا يَفْجُرُون في خصومتهم , يعاملوك كخصمٍ ولكن بشرف ، يختلفون على كل شيء لكنَّ اليمن موطن الإتفاق ومجمع النوازع والخلاف .
لم يحدث أن قام أحد هؤلاء بالتضحية باليمن في سبيل المصالح والمكاسب والصراع وتاريخهم شاهد على ذلك .
الأزمة التي تهدد حاضر اليمن ومستقبلها وتداعياتها على حياة الناس المعيشية وطحنها لما تبقى من عظامهم , والسياسيون الذين يقذفون بالبلد نحو الجحيم الحاطمة في سبيل المكاسب والفجور في الخصومة دون مراعاة حتى لما آل إليه حال المواطن الذي يتدثرون بعباءة حقوقه والبحث عن رفاهيته , كلها تدفع الناس لتذكر الزمن الجميل ورجال الزمن الجميل مترحمين على أرواحهم .

الرئيس الذي أبكى الجميع :
ظهور الرئيس علي عبدالله صالح ليلة الجمعة في أول إطلالة مرئية له على شعبه من اليوم المشهود ( جمعة رجب ) الذي شهد اعتداءً بشعاً وجرماً غاشماً على المصلين في جامع النهدين أثناء تأدية الصلاة فسقط العشرات بين شهيد وجريح في منظر يبرأ منه الإسلام والأعراف والأخلاق والقيم .
كثرت الأحاديث , وتضخمت الأقاويل حول إصابة الرئيس الذي نُقل للسعودية للعلاج , حتى قيل : إنه قد مات ولكنه يتم إخفاء ذلك حتى لا يتم التغيير ونقل السلطة .
قام النائب الحكيم بمهامه خير قيام , واجه الترغيب والترهيب والإغراء والضغط دون أن ينهار أو يرفع الراية .
في السابع من يوليو ظهر الرئيس على شاشة الفضائية اليمنية ليُسكت الأفواه ويُخرس الألسن , ويزيل الغموض ويقضي على المزاعم والتكهنات ويعيد الأمل لأنصاره ومحبيه الذين هم صمام الأمان أمام العالم أنه لا يزال محبوباً من شعبه ولا يزال يمتلك كروتاً كثيرة أهمها هؤلاء الأنصار .
إمتزج الفرح والسرور والسعادة والغبطة والحبور بالألم والحزن والكرب فانهمرت الدموع الغزيرة أثناء رؤية الصورة والحال الذي كان عليه .
عبَّرت عن فرحتها كما شهدت سماء اليمن ذلك وكان الألم يعتصر القلوب التي شاهدت آثار الجريمة فازداد الحب وكثر التعاطف .

Total time: 0.0433