اخبار الساعة - عقيد : جمال شمهان
خبث ......... الدمار
وعواء ....... المدافع.
ونباح ........ القذائف.
ونهيق ....... الرصاص.
وسينزح آخرون ، سيرحلون ، سيحملون حقائبهم ومتاعهم ويضعوه على سياراتهم ، ويملأوا بها الحافلات.
وسيتركون حكاياهم وذكرياتهم وبقايا ضحكاتهم العالقة على جدران دارهم ، وملامح إبتساماتهم المرسومة على الشوارع والطرقات فجميعها هي ذكريات طفولتهم ، وذكريات شبابهم ، إنها (( تأريخهم )).
تأريخهم المحفور على صدر المدينة
فلا السيارات ولا الحافلات قادرة على حمل تأريخ المدينة.
فأطنان تأريخهم لاتتسعها حتى سفينة نوح.
فإن أنتم نزحتم فكيف للتأريخ أن ينزح ؟!.
فيا أيها النازحون أنتم مانزحتم.
فما نزحت سوى (( أجسادكم )) ولكن أرواحكم ، ونبضات قلوبكم ، وأوكسجين أنفاسكم ، وحلاوة ذكرياتكم .. باقيةً وخالدةً خلود المدينة.
وستظل مدينتكم تَحِنُّ اشتياقاً لكم ولميعاد عودتكم لتلتحموا بتأريخكم من جديد.
فهل سيعلم (( أولئك )) أن نزوحكم هذا هو صفحةٌ سوداء على صفحات تأريخهم الأسود ؟.
وسلامي بقدر احترامي