لمن يحترم حقي في الاختلاف معه
القضية الجنوبية و جودها موضوعي لأنها قضية وطن , شعب , تاريخ , ثقافة و هوية بتالي لا خوف عليها سوى من مكر الاحتلال او (الدلل) المحليين من المرجفون و الذين بقلوبهم مرض.
الإشكالية برزت اكثر وضوحا بعد حرب الشمال على الجنوب و احتلاله صيف 94م , الا ان جذورها سابقة عليها باعتبار ان الامر ليس كما يدعي المنتصر ارض بلا شعب عاد فيه الفرع للأصل 7/7/94م , الحقيقة التي لا ينكرها الا مكابر ان شريك وحدة 22 مايو 90م (ج.ي.د.ش) ارض عاش عليها شعب منذ القدم في معمعان العلاقة الجدلية بين الانسان و الارض و المجتمع بحركة تطوره نشأت وتكونت علاقات وأواصر و موروث مع التاريخ اختمرت ثقافة مشتركه كونت هوية .
ما يؤسف له رغم قرار سابق للجمعية العامة للأمم المتحدة ومصادقة الدولة المستعمرة حينها (بريطانيا) لم يمكنوا من حقهم الطبيعي بتقرير المصير , حيث لأسباب داخلية عربية دوليه استعيض عنه بمفاوضات (جنيف) الذي جاءت بالاستقلال الاول 30 نوفمبر 67م !! .
الصراع المصري – البريطاني و ازدهار الحياة الاقتصادية بالمستعمرة عدن جذبت عماله من دول الجوار , كل ذلك اثر سلبا على نقاء الحركة الوطنية الناشئة التي بتراضي طوعي تجاوزت الهويات المحلية العدنية , العبدليه , الفضليه .. الخ لتعكس الاندماج الوطني للمجتمع الجديد عبرت عنه حزب رابطة ابناء الجنوب العربي , كاريزمية الرئيس القومي ناصر الذي نظر فقط لمصالح مصر بصراعها مع بريطانيا و السعودية كرس نموذج حالة عدن الخاصة مما احدث ذهاب غير طبيعي نحو خيار (اليمننه) عمقته شبابية القيادة و طيشها الثوري حينها.
الحلم (اليماني) مع حداثته كان يمكن له ان يعيش و يتطور بعد اعلان (الجمهورية اليمنية) من خلال المواطنة الحقوقية المتساوية في ظل دولة مدنية ديمقراطية , لكن غدر شريكك الوحدة (الشمال) بحرب و تكفير الجنوب 27 ابريل 94م اسقط الحلم , حيث استفاق الجنوبيين على واقع اسواء من احتلال , حتى تحولت مسالة (الوحدة) الى قضية و شأن خاص تعني الثوار في ساحات الشمال فقط , الاماني جنوبا ان تكون – وحدويتهم - من خلال بناء نموذج جديد بوطنهم (ج.ع.ي) ثم الحوار بعد ذلك حول اعادة تجربة الوحدة , هذا ان وجد مستقبلا جنوبيا يقبل بهذا الخيار , راهنا الجنوبيين خيارهم الوحيد استعادة الوطن الذي فيه تزدهر و بحرية هذه المرة الهوية الوطنية الجنوبية التي يرتضونها , الهدف واحد ما يختلف عليه مسالة الكيف؟!.
هنا تبرز الحاجة لان يبدع الحكماء من بين صفوفنا الوسائل التي تحقق الغايات , خاصة بعد مرارات تجربة لاءات (الفلسطينيين) التي لم يحصدوا منها غير بعض غزة واريحا , شهدنا بعد ذلك انتصار ارادة شعب في الحرية تمثل بإعلان دولة (جمهورية جنوب السودان) , رغم الاختلاف الشكلي بين القضيتين الحكمة تقتضي الاستفادة من تجارب الاخرين , خاصة اننا احوج ما نكون لقيادة تمتلك برجماتية الراحل جون قرنق الذي انتصر لحلم شعب بالدولة و الاستقلال بمرحلة انتقالية و ايضا بتنظيم وحدوي شكلا وجوهرا جنوبيا استقلاليا , لاعتبارات أن زمن البطولة الفردية قد ولى و راحت ايامه بتالي ليس عيبا نتشارك الحمل مع الاخرين , حيث كل المؤشرات تؤكد ان لم يتوافق اطراف الازمة في اليمن على مرحلة انتقالية تكون مرضيه ونديه للطرفين الجنوب والشمال يحتكم بعدها لمرجعية الشارع فأن البديل الفوضى الخلاقة , الجنوبيين الأحوج لها لتأهيل المؤسسات و توفير الامن كما هي فرصة تطمين مخاوف (الشماليين) على المصالح المشروعة المكتسبة , ليس استجابة لحاجة شمالية بقدر ما هي مساهمة جنوبية مع الاقليم و المجتمع الدولي لإيجاد سوق عمل للثقل السكاني الذي يشكل مصدر تهديد للآمن القومي للشقيقة الكبرى , كما تعتبر جهد جنوبي لتخفيف الفقر العامل الاساس المكون لبيئة الارهاب , اما الاختبار الاهم للمرحلة الانتقالية القدرة على استعادة الطابع المدني للمجتمع الجنوبي من خلال اجتثاث التطرف بالعودة لمدرسة السمح الاسلامي (مدرسة تريم الفقهية) , الشرط الاساس لاستعادة ثقة العالم الحر العامل الذي لا بد منه لاستعادة الحلم الجنوبي , لذلك علينا ان نبدع مشاريع حلول تحقق مصالحنا اولا ثم ليس عيبا ان تقاطعت مع احلام الاخرين في الساحات الشمالية او احتياجات دول الاقليم و العالم الحر , هنا الكرة نودعها بملعب قيادات الجنوب التاريخية التي تقع المسئولية عليها.
-خور مكسر – عدن 12/7/2011م
*منسق ملتقى ابين للتصالح والتسامح والتضامن