في ساعة متأخرة من مساء يوم الأحد ظهرت على عدد من مواقع التواصل الاجتماعية تغريدات منفردة تقول ان عدد من القتلى والجرحى من قوات التحالف والمقاومة الجنوبية سقطوا خلال مواجهات مسلحة بمنطقة باب المندب .
بعد ساعات فقط من نشر هذه التغريدات أضيفت تغريدات أخرى أكدت مقتل قيادات عسكرية بارزة من قوات التحالف العربية بالقرب من معسكر العمري بمنطقة باب المندب .
وبعد اقل من ساعة فقط تم تأكيد استشهاد العقيد عبدالله السهيان وهو قائد القوات العسكرية السعودية الخاصة بالإضافة إلى ضابط بارز في القوات العسكرية الإماراتية هو "سلطان الكتبي".
ومع حلول فجر يوم الاثنين انتشر الخبر على نطاق واسع وتأكد استشهاد عدد من أفراد قوات المقاومة الجنوبية وعدد من أفراد الجيش السوداني العامل ضمن نطاق قوات التحالف العربية في اليمن .
في الـ 12 من ديسمبر 2015 ظهر العقيد "السهيان" وهو احد ابرز قادة الجيش السعودي إلى جانب الرئيس عبدربه منصور هادي في صورة تذكارية عقب تكريم هادي له بوسام الشجاعة .
حتى الـ 12 كان اسم "السهيان" من ضمن الأسماء العسكرية الغير معروفة بكثرة في النطاق الإعلامي قالت بعض التقارير التي تحصلت عليها "عدن الغد" ان السهيان زار مدينة عدن عدة مرات عقب تحريرها من قبضة القوات الموالية للحوثيين .
ما الذي حدث بباب المندب؟
يتحدث لصحيفة "عدن الغد" في ساعة مبكرة من يوم الاثنين احد ضباط المقاومة الجنوبية العاملة في باب المندب تمكن من مرافقة هذه القوة العسكرية موضحا تفاصيل ماحدث.
يطلب المتحدث عدم الكشف عن هويته ويوضح ان السهيان قدم إلى عدن ضمن خطة عسكرية تفقدية لقوات التحالف في هذه المناطق .
وصل الرجل إلى مدينة عدن يوم الجمعة ومع حلول يوم السبت التقى بالرئيس عبدربه منصور هادي بحسب الترتيبات العسكرية انطلقت قوة عسكرية من معسكر للقوات الإماراتية صوب منطقة باب المندب مع صبيحة يوم الأحد ترافقها عدد من المدرعات العسكرية صوب باب المندب .
عند الساعة الـ 12 من ظهر يوم الأحد وصلت القوة العسكرية إلى باب المندب والتقت بعدد من أفراد قوات التحالف العربي وقوات المقاومة الجنوبية .
ومع حلول المساء قامت القوة التفقدية الزائرة بزيارة إلى موقع عسكري صغير تستخدمه قوات التحالف بمنطقة جبلية صغيرة من باب المندب تعرف بشعب "الجن" بمنطقة باب المندب .
كانت الساعة الثامنة والنصف مساء حينما توقف القوة العسكرية الزائرة بداخل الموقع العسكري لتفاجئ وبعد دقائق فقط بسقوط صاروخ يعتقد انه نوع "توشكا" ويصيب الموقع إصابة مباشرة .
أسفرت عملية القصف عن استشهاد العقيد الركن عبدالله السهيان وهو قائد القوات العسكرية السعودية الخاصة بعدن وضابط بارز في الجيش الإماراتي هو سلطان الكتبي .
خلفت هذه العملية العسكرية تساؤلات كثيرة على الجانب العسكري والسياسي حيث أنها أعادت إلى الأذهان عملية عسكرية مشابهة نفذتها القوات الموالية للحوثيين وصالح واستهدفت فيها قاعدة عسكرية لقوات التحالف العربي بمحافظة مأرب قبل أشهر وأسفرت عن استشهاد مايقارب 42 من جنود الجيش الإماراتي .
على الجانب الأخر أعلنت القوات الموالية للحوثيين نبأ العملية وقالت أنها استخدمت في العملية صاروخ نوع توشكا .
يؤكد هذا الهجوم وجود عملية تخطيط لمثل هذه العمليات كون ان إطلاق صاروخ باليستي يتطلب عملية تخابر واسعة تتضمن تحديدا دقيقا للهدف بالإضافة إلى تحديد هوية الجهات التي يمكن استهدافها .
ومع الإعلان الرسمي عن ضحايا هذه الواقعة إلا ان هذه الواقعة خلفت كمثيلتها من هجمة مأرب قبل أشهر عدد من التساؤلات الهامة حول مدى قدرة القوات الموالية للحوثيين لتوجيه ضربات دقيقة من مثل هذا النوع مالم تكن تتلقى تسهيلات لوجستية من أطراف عسكرية وسياسية يمنية ربما تكن متواطئة مع الحوثيين وصالح .
برز هذا الاتهام إلى الواجهة عقب هجوم مأرب قبل أشهر ورددت وسائل إعلام عدة اتهامات لقوى سياسية يمنية تدعي أنها تساند الشرعية واتهمتها بأنها تقدم تسهيلات لوجستية لقوات صالح .