كشفت المعارضة اليمنية عن مشروع مجلس وطني لقوى الثورة الشعبية السلمية في البلاد، سيضم معارضة الداخل والخارج والحوثيين والحراك الجنوبي والمنشقين عن النظام سيتم الإعلان رسميا عن قيامه خلال فترة وجيزة لا تتعدى مطلع أغسطس /آب المقبل.
وأقر اجتماع للجنة المصغرة للحوار الوطني عقد مساء اليوم الثلاثاء برئاسة محمد سالم باسندوة رئيس اللجنة الوطنية للحوار الوطني، مشروع المجلس، كما أقرمهام المجلس المتمثلة في توحيد وتنسيق الجهد الوطني وتصعيد الفعل الثوري بهدف تسريع انجاز أهداف الثورة الشعبية الشبابية السلمية، وأقر الاجتماع الخطوات اللازمة لإنشاء المجلس والتوافق على تشكيله، كما أقر تشكيل لجان التواصل التي ستتولى مهام الاتصال مع المكونات المقترحة للمشروع خلال فترة لا تتعدى أسبوعين.
تحقيق التغيير السلمي
ووفقا لبيان صدر عن لجنة الحوار الوطني التي تضم أحزاب اللقاء المشترك وشركائه، وتلقى موقع "العربية.نت" نسخة منه، فإن المجلس الوطني لقوى الثورة السلمية يعد مؤسسة شعبية وطنية ومرجعية تشريعية ورقابية يمثل مختلف ساحات التغيير والحرية بعموم محافظات اليمن.
وتوجه تكتل اللقاء المشترك المعارض وشركائه بالتحية لشباب الثورة الصامدون في ميادين الحرية ولكافة أبناء الشعب اليمني الصامد والصابر أمام العقوبات الجماعية التي تم فرضها عليه من قبل النظام وبقايا السلطة على حد وصف البيان
وأكد الاجتماع أن للمجلس الوطني لقوى الثورة، الذي يسعى اللقاء المشترك وشركائه إلى تكوينه بالتوافق مع كافة الأطراف والفصائل والشرائح الاجتماعية كإطار جامع، أن يقر تشكيل أي هيئات يراها ضرورية لتحقيق التغيير الشامل المنشود متى اقتضت الحاجة لذلك.
وعبرت أحزاب المعارضة اليمنية المنضوية في اطار اللقاء المشترك عن موقفها من المجلس الانتقالي الذي تبناه ائتلاف شباب الثورة مطلع الاسبوع الجاري بالقول: مع تفهمنا للمقاصد الخيرة لذلك الاعلان وإحترام لجنة الحوار الوطني للشخصيات الوطنية التي تم اختيارهم لعضويته وعن ثقتها فيهم, فإنها تعتبر ما قام به هذا المكون من مكونات الثورة الشبابية السلمية في أمانة العاصمة مقترحا مطروحا للنقاش أمام المجلس الوطني لقوى الثورة الذي سيتم الإعلان عنه فور استكمال تشكيله، والذي سيضم طيفاً واسعاً من المكونات والقوى الوطنية في الداخل والخارج.
محاول تفجير الوضع الأمني
إلى ذلك اتهم مسؤول يمني بارز أحزابا في المعارضة، لم يحددها بالاسم، بمحاولة تفجير الوضع الأمني في البلاد , مشيرا في الوقت ذاته إلى أن تنظيم القاعدة قد استغل حالة عدم الاستقرار السياسي والأزمة الخانقة التي تمر بها اليمن وحاول السيطرة على بعض المناطق.
وقال مدير مكتب رئاسة الجمهورية ورئيس جهاز الأمن القومي علي الآنسي: "على الرغم من محاولة بعض أحزاب اللقاء المشترك تفجير الوضع الأمني في أكثر من محافظة لفتح أكثر من جبهة أمام القوات المرابطة من الوحدات العسكرية والأمنية, واهمين بهذا العمل انهم قد خدموا أجندتهم وأهدافهم إلا ان قواتنا المسلحة والأمن استعادت زمام المبادرة وحققت نجاحات كبيرة وانتصارات عظيمة على أكثر من جبهة.
ونقلت أسبوعية "الميثاق" الناطقة بلسان حزب المؤتمر الشعبي الحاكم , عن الآنسي قوله إن الرئيس علي عبد الله صالح سيعود إلى صنعاء قريبا منوها إلى أن التحقيقات في حادثة مسجد دار الرئاسة مستمرة وبعد الانتهاء منها سيتم إعلان النتائج من خلال محاكمات علنية عملا بالقانون.
ودعا الآنسي الجميع للعودة إلى الحوار، وأن يتم تحقيق مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر الانتخابات العامة، وبإشراف دولي، وأن تعمل على تحقيق الوفاق الوطني، لأن الوطن لم يعد يحتمل مزيدا من الأزمات، حد وصفه.
وقال الآنسي أن الولايات المتحدة تدعم اليمن لتجاوز المشكلات الراهنة، كون الظروف الحالية تصب في مصلحة القوى الإرهابية التي تسعى لخلق الفوضى والانفلات الأمني لأن هذه الأوضاع توفر لها البيئة المناسبة لها للتعامل والعمل فيها "وقد أكدت الولايات المتحدة الأمريكية مجدداً دعمها للحوار وليمن مستقر وآمن وموحد وتأييدها لحل سياسي وسلمي للأزمة في إطار مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك إقرارها للتداول السلمي للسلطة بما يتوافق مع الدستور والقانون".
من جهة ثانية خرج عشرات الآلاف من مناوئي الرئيس اليمني علي عبدالله صالح في مسيرة حاشدة اليوم جابت عدد من شوارع العاصمة صنعاء, للإعلان عن تمسك شباب الاحتجاجات بالمجلس الانتقالي والالتفاف حوله, اضافة الى المطالبة برحيل من يصفونهم ببقايا النظام.
ووجه المحتجون رسالة الى المجتمع الدولي يطالبونه فيها التدخل لوقف العقاب الجماعي الذي يمارسه النظام، على حد قولهم، ضد الشعب اليمني عبر افتعال الازمات وعدم وصول المواد الاساسية للمواطنين كالوقود والكهرباء والمياه.